انفروا خفافا وثقالا

والمجاهدة: المغالبة للعدوّ ، وهي مشتقّة من الجُهد بضمّ الجيم أي بذل الاستطاعة في المغالبة ، وهو حقيقة في المدافعة بالسلاح ، فإطلاقه على بذل المال في الغزو من إنفاققٍ على الجيش واشتراءِ الكراع والسلاح ، مجاز بعلاقة السببية. وقد أمر الله بكلا الأمرين فمن استطاعهما معاً وجبا عليه ، ومن لم يستطع إلاّ واحداً منهما وجب عليه الذي استطاعه منهما. وتقديم الأموال على الأنفس هنا: لأنّ الجهاد بالأموال أقلّ حُضوراً بالذهن عند سماع الأمر بالجهاد ، فكان ذكره أهمّ بعد ذكر الجهاد مجملاً. تفسير: (انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون). والإشارة ب { ذلكم} إلى الجهاد المستفاد من { وجاهدوا}. وإبهام { خير} لقصد توقّع خير الدنيا والآخرة من شعب كثيرة أهمها الاطمئنان من أن يغزوهم الروم ولذلك عُقب بقوله: { إن كنتم تعلمون} أي إن كنتم تعلمون ذلك الخير وشعبه. وفي اختيار فعل العلم دون الإيمان مثلاً للإشارة إلى أنّ من هذا الخير ما يخفى فيحتاج متطلّب تعيين شعبه إلى اعمال النظر والعلم.

  1. تفسير: (انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)

تفسير: (انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون)

حتى كان منهم من يسأل: دُلنِى علَى عَمَلٍ إذا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنة. أصحاب بدر إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان مؤيداً بجنود الله مرات ومرات وما معركة بدر إلاّ أنشودة هذا التأييد. فمثلما يُطلق على الصحابي الذي اشترك في بدر انه من أصحاب بدر كذلك يطلق على الملك الذي اشترك فيها انه من ملائكة بدر. عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزرَقِي عَنْ أَبِيهِ وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ قَالَ جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النبِي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: مَا تَعُدونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ قَالَ: مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا. انفروا خفافا وثقالا اعراب. قَالَ: وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الْمَلائِكَةِ. نعم، إن المؤمن بعدما رضي أن يموت عزيزاً، فإن عزته ستدوم إلى يوم القيامة كراية خفاقة باسم الدين الذي آمن به. نعم، إن موتاً كهذا لا يحظى به إلاّ من استحقر الحياة وابتسم في وجه الموت، كأولئك الأبطال أبناء الأبطال.. فالجهاد حظ أولئك الأطهار القدسيين الذين ولدوا أطهاراً، فلا يسعهم فخر الأمة وعزتها قبراً بل يدفنون في قلب الأمة الإسلامية. والله تبارك وتعالى يقول: وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لاَ تَشْعُرُونَ (البقرة: 154).

شكرا لدعمكم تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.