خواتم سورة البقرة

{ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ}: من التكليف، والمصائب والبلاء، لا تَبتَلِنَا بما لا قِبَلَ لنا به. { وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا}: فيما بيننا وبينك، مما تعلمه من تقصيرنا، وزللنا. { وَاغْفِرْ لَنَا}: فيما بيننا وبين عبادك، فلا تظهرهم على مساوئنا وأعمالنا القبيحة. { وَارْحَمْنَا}: فيما يستقبل، فلا توقعنا بتوفيقك في ذنب آخر. [29] خواتيم سورة البقرة - تذوق المعاني - سهام علي - طريق الإسلام. { أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}: أنت وَلِيُّنَا، وَنَاصِرُنَا، وعليك توكلنا، وأنت المستعان، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة لنا إلا بك. { فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}: الذين جحدوا دينك، وأنكروا وحدانيتك، ورسالة نبيك، وعبدوا غيرك، وأشركوا معك من عبادك، فانصرنا عليهم، واجعل لنا العاقبة عليهم في الدنيا والآخرة.

[29] خواتيم سورة البقرة - تذوق المعاني - سهام علي - طريق الإسلام

خواتيم سورة البقرة - YouTube

قوله: { لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}أي لا يكلف أحداً فوق طاقته، وهذا من لطفه تعالى بخلقه، وإحسانه إليهم. { لَهَا مَا كَسَبَتْ}: أي من خير. { وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}: أي من شر، وذلك في الأعمال التي تدخل تحت التكليف، روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: « إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ » (صحيح البخاري [5269]، وصحيح مسلم [127]). { رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}: أي إن تركنا فرضاً على جهة النسيان، أو فعلنا حراماً كذلك. { أَخْطَأْنَا}: جاوزنا الصواب، جهلاً منا بوجهه الشرعي، روى ابن ماجه في سننه من حديث ابن عباس رضي اللهُ عنهما أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: «إ نَّ اللَّهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ » [2043]. { رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا}: لا تكلفنا من الأعمال الشاقة، وإن أطقناها كما شرعته للأمم الماضية من قبلنا من الأغلال، والآصار التي كانت عليهم التي بعثت نبيك محمداً صلى اللهُ عليه وسلم نبي الرحمة بوضعه في شرعه الذي أرسلته به من الدين الحنيف السهل السمح.