والله المستعان. صنعاء 27ابريل 2022م
لقد اتصل اليّ صباح هذا اليوم (الاربعاء 26رمضان 1443هجرية) اللواء ابو غانم مستغربا من تقاعس دور الإعلام والكتاب والسياسيين عن اداء واجبهم في الدفاع عن رموز الوطن وعن التاريخ الوطني الذي يتعرض للتجريف والتشويه المُمنهج من قبل من اسماهم بالمأجورين وأدعياء النضال الذين ليس لهم اي صلة ولا ارتباط بثورة ال26من سبتمبر الخالدة ولذا نجدهم يتعمدون الإساءة لها ويهاجمون رموزها ورجالاتها الأحياء منهم والاموات.
أيضاً الكرامة أصبحت تعني الشيء ذاته، ولم تظل رغبة المضطهدين تاريخياً في إسقاط النظام، وجعله ممثلاً للمجتمع بكليته، أي استبداله بنظامٍ ديمقراطي. المقالات – الصفحة 78 – مجلة الوعي. الضخ الإعلامي الخليجي وتركيا، لعبوا دوراً سياسياً، أكملوا به أيديولوجية السلطة، التي تبنتها مع بداية الثورة، بأن السنة قادمون لالتهام الأقليات وتحديداً العلويين. والعكس صحيح، فالقوى الإسلامية والسلفية ولاحقاً الجهادية شربت من النبع نفسه، أي أن السلطة يجب أن تكون للسُنة، وتغير شكل الصراع من شعبي ووطني إلى ديني وطائفي وقومي، وهذا أدّى إلى انقسامٍ وطنيٍّ شديدٍ؛ يستقي منها الكثير من التحليلات "العدمية". هذا الانقسام لم يستطع أطراف الصراع حسمه سريعاً، فكان التدخل الخارجي، والذي لم يرَ الصراع في سورية إلّا طائفياً، ورفضَ أي توجهٍ سياسيٍّ لا ينطلق من ذلك، وظلَّ الأكراد مهمشين في المعارضة السورية، ودخولهم فيها، كان خاضعاً لشروطٍ خاصة بهم أو بالمعارضة العربية، ولم تَسمح الشروط المتعددة باستمرار وجودهم إلّا لأوقات قصيرة، ودائماً من موقع الهامش فيها، وليس وفقاً لتمثيلٍ حقيقيٍّ للوجود الكردي في سوريا. يمكن القول إن سوريا عانت فعلاً بعد الجلاء من إشكالية عدم تشكل كامل للهوية الوطنية والوطن، ولكن لا يمكن القول إن سوريا بلا هوية جغرافية محددة، أو سياسية محدّدة، أو ناضلت طويلاً من أجل توحيد هويتها، فهذا عبث وعدمية كما قلت.
ولئن كان ذلك بحدّ ذاته قرينة براءة تعطى من تل ابيب للحزب، إلا انها تأسيس لواقع مستجد تفضل اسرائيل القاء الاضواء عليه، وهو ان "حماس" أخذت لنفسها قواعد ارتكاز في الجنوب في عَود على بدء، وانها تفعّل دور هذه القواعد كلما تأزم الوضع الامني في الداخل الفلسطيني سواء في الضفة الغربية أو في قطاع غزة. واذا كانت اسرائيل تبني على هذا الامر احتمالات، إلا انها تبادر الى الرد باستهداف الحزب دون غيره انطلاقا من فكرة انه ليس بعيدا مما يحصل ويعدّ في الجنوب، وان الامر من ألفه الى يائه يتم تحت رعايته أو بالتنسيق معه. حبل الكذب قصير بالانجليزي. وعليه كانت الرسالة للحزب عبر الغارة الاخيرة على محيط دمشق، هي وفق قراءة الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد الياس فرحات في اتصال مع "النهار" عبارة عن رسالة من رسائل التحذير والتذكير المستمرة من الجانب الاسرائيلي، "لكنها هذه المرة تحمل عنصر تصعيد قياسا على ما سبق من تجارب مماثلة". وبناء عليه، يضيف فرحات انه "تصعيد مدروس بعناية ومضبوط بحدود رغبة مضمرة من كلا الطرفين في الحفاظ على قواعد اللعبة المعروفة"، ما يوحي ان الامور لن تلبث ان تعود سيرتها الاولى ويخيم الهدوء مجددا على المنطقة الحدودية. لكن هذا الاستنتاج، على بداهته، لا يعني وفق ما يقول فرحات ان عملية تبادل الرسائل هذه المرة لم تنطوِ على معطيات ووقائع جديدة ومختلفة، مضيفا: "صحيح ان الطرفين مارسا عبر مجموع ما حصل اخيرا من أحداث عسكرية لعبة "التحرش والتذكير المتبادل"، لكن الجديد ان الجهة الفلسطينية التي تتهمها اسرائيل باللعب في الوقت الضائع، وهي حركة حماس أو سواها، تسعى عبر تعزيز حضورها في معادلة الجنوب الى ارساء قواعد جديدة واضافة عناصر اخرى في هذه المعادلة، ومؤداها ايجاد روابط بين التصعيد في العمق الفلسطيني والرد من الجنوب اللبناني في المقبل من الايام".
إذا لم تعد قطر ومنابرها الإعلامية على وجه السرعة وبصورة عاجلة من أجل «تغيير جذري» لنهجهم السياسي وطرحهم الإعلامي فإن مصداقيتهم ستستمر في التآكل، وقد تصل إلى مرحلة حيث تتضرر بشكل لا يمكن إصلاحه. !
وفي حال أصبح يدور حول ذلك، يصبح الوطن بأكمله في مهب الريح، وتلتغى إمكانية التفكير بأية قواسم مشتركة بين البشر القاطنين في سوريا، وبالطبع المنفيين والمغيبين والمهجرين قسرياً. إن سوريا بوضعها الحالي، ومنذ سايكس بيكو، شُكلت استعمارياً، ولكن لا يمكن تغيير المُشكَلة هذه، وإن محاولات النظام للاعتراف لتركيا بلواء إسكندرون كان خاطئاً، وكذلك إن تمّ التفاوض على الجولان وإلحاقه ب (إسرائيل). قصة حبل الكذب قصير. إذاً بوجود نظامٍ استبدادي أو ديمقراطي أو سواه، يجب الإقرار بالوطن الموحد " جمهورية، إمارة.. "، كفاية و مصلحة للسوريين وأن سوريا هي وفقاً للترسيمة التي اشتُقت من سايكس بيكو، وتغييرها نحو التوحيد مع محيطها الإقليمي هي قضية قابلة للنقاش الفكري الواقعي حينما تُستفتى الشعوب العربية وغير العربية، وبالتالي يجب رفض كل تقسيم جديد، وهو، لن يتحقق دون إشرافٍ من الدول المتدخلة. إن التقسيم، ومهما تعاظمت الكراهية بين المناطق المتواجدة "المقسمة" تحت السيطرة الروسية والإيرانية والتركية والأمريكية، لا يمكن أن يكون لصالح "شعوب" تلك المناطق، التي هي شعب سوري واحد، بقوميات متعددة بالمعنى السياسي، ومتعدّد أهلياً بالمعنى بالاجتماعي والثقافي.