اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك

نص ساعة، ساعة، ساعتين، ثلاث ساعات، أربع، عشر ساعات، وبعدين؟ وبعدين ينقطع، فنحن كفينا هذا كله، ما ندري عن الأشياء التي تشتغل في أجسامنا، نأكل ونشرب، مصانع في الداخل. ولذلك أحيانًا يتعطل عند الإنسان جزء يسير، ثم بعد ذلك يرى آثاره، فيكون عنده ثقافة في أشياء أول مرة يسمع بها، وأول مرة يعرف كيف تعمل؟ هذا العصب، أو هذا الجزء، أو هذا العرق، فقد كفانا وآوانا. ولو كنا نشتري الهواء كيف ستكون حالنا؟ الأشياء الضرورية، الهواء مجانًا، ولله الحمد، ولو كان يُشترى كان رأيت أحوال الناس، والماء وهو من أعظم ضروراتهم مجانًا، وهذه الأشياء الأساسية، الدعوة، وتعليم الناس والتوحيد والإيمان: لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا [هود:51] هذا بالمجان؛ لأنه أعظم من الطعام والشراب. فكم ممن لا كافي له ولا مأوي يتذكر الإنسان نعمة الله  عليه، في ناس يفقدون هذا كله. ثم ذكر حديث حذيفة  وهو الحديث الأخير: أن رسول الله ﷺ كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده، ثم يقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك رواه الترمذي، وقال: حديث حسن [10] ، ورواه أبو داود من رواية حفصة -رضي الله عنها-، وفيه: أنه كان يقوله ثلاثًا [11]. شرح وترجمة حديث: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن يرقد، وضع يده اليمنى تحت خده، ثم يقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك - موسوعة الأحاديث النبوية. يضع كفه تحت خده الأيمن ثلاثًا، لاحظ هناك أمره أن يضطجع على شقه الأيمن، وهنا النبي ﷺ كان، إذا كان يضع كفه اليمنى تحت خده الأيمن، معناه: أين يضطجع؟ على شقه الأيمن.

شرح وترجمة حديث: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أراد أن يرقد، وضع يده اليمنى تحت خده، ثم يقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك - موسوعة الأحاديث النبوية

١٤٦٤ - وعن حذيفة - رضي الله عنه: أنَّ رسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْقُدَ، وَضَعَ يَدَهُ اليُمْنَى تَحْتَ خَدِّهِ، ثُمَّ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ قِني عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ». رواه الترمذي، وقال: «حديث حسن». ورواه أَبُو داود؛ (١) من رواية حَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عنها، وفيهِ أنه كَانَ يقوله ثلاث مراتٍ. (١) أخرجه: الترمذي (٣٣٩٨) عن حذيفة، وقال: «حديث حسن صحيح». وأخرجه: أبو داود (٥٠٤٥) عن حفصة.

قال: وألجأت ظهري إليك ليس المقصود بالظهر الظهر الذي في الجسم، وإنما المقصود أنه يعبر بذلك عن الاعتماد ألجأت ظهري إليك تقول: فلان لا ظهر له، أو فلان له ظهر يقويه ويؤيده ويدعمه، وفلان له ظهر، يعني: من أهل الولاية والسلطة، أو غير ذلك ممن يستطيع إعانته وتقوية جانبه. هنا المؤمن ماذا يقول: ألجأت ظهري إليك كل ليلة، إذا جاء ينام يتذكر هذه المعاني العظيمة. ولوط -عليه السلام- لما جاءه أضيافه، وضاق بهم ذرعًا، قال كلامه المعروف: قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ [هود:80] آوي إلى ركن شديد يعني: ظهر. والنبي ﷺ ماذا قال؟ قال: ويرحم الله لوطًا، لقد كان يأوي إلى ركن شديد [5] ، يعني: هذا الواقع، وهو الله -تبارك وتعالى-. فالمؤمن يلجئ ظهره إلى الله، يعتمد عليه، فلان ما عنده ظهر، إذا كان مؤمن فالله هو مولاه، وهو مؤيده وناصره ومقويه. أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ [الزمر:36] فالعبد هنا مضاف إلى المعرفة، الهاء الضمير، بمعنى الجمع: عباده، فلا يختص بالنبي ﷺ، ويدل عليه القراءة الأخرى المتواترة: "أليس الله بكاف عباده" [6] ، إذن الله  يكفي عباده. فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ [البقرة:137] المؤمن كل ليلة يذكر نفسه بذلك.