وليس معنى ذلك أن الله يحب الراهب والساحر كليهما وأن أحدهما أحب إليه من الآخر. وكذلك دعاء نبي الله يوسف عليه السلام: رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ {يوسف: 33} لا يعني أنه يحب السجن ويحب مقارفة الفاحشة، وأن أحد الحبين أشد من الآخر، فليس هناك من شك في كراهته للسجن، ولكن الأمر نسبي. والحاصل أن هذه الدعوة النبوية الكريمة لا تعني إلا أن يختار الله أفضل هذين الرجلين فيهديه للإسلام ويؤيده به. اللهم اعز الاسلام بأحد العمرين. والله أعلم.
انتهى. ونقل النجم عن السيوطي أنه قال: وقد اشتهر الآن على الألسنة بلفظ " بأحب العمرين " ، ولا أصل له من طرق الحديث بعد الفحص البالغ. انتهى.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد!
اسلامه وظلَّ "عمر" على حربه للمسلمين وعدائه للنبي (صلى الله عليه وسلم) حتى كانت الهجرة الأولى إلى الحبشة، وبدأ "عمر" يشعر بشيء من الحزن والأسى لفراق بني قومه وطنهم بعدما تحمَّلوا من التعذيب والتنكيل، واستقرَّ عزمه على الخلاص من "محمد"؛ لتعود إلى قريش وحدتها التي مزَّقها هذا الدين الجديد! فتوشَّح سيفه، وانطلق إلى حيث يجتمع محمد وأصحابه في دار الأرقم، وبينما هو في طريقه لقي رجلاً من "بني زهرة" فقال: أين تعمد يا عمر؟ قال: أريد أن أقتل محمدًا، فقال: أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم!