البداية والنهاية جرير

الأعلام. البادان والمياه... إلخ) البداية والنهاية pdf

تقييم كتاب البداية والنهاية | النوع الكُتب الدِّينيّة | المؤلف ابن كثير

قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان حافظا لكتاب الله، عارفا بالقراءات كلها، بصيرا بالمعاني، فقيها في الاحكام، عالما بالسنن وطرقها وصحيحها وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم، عارفا بأيام الناس وأخبارهم. وله الكتاب المشهور في تاريخ الأمم والملوك، وكتاب التفسير لم يصنف أحد مثله. وكتاب سماه تهذيب الآثار لم أر سواه في معناه، إلا أنه لم يتمه (1). وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة واختيارات، وتفرد بمسائل حفظت عنه. قال الخطيب: وبلغني عن الشيخ أبي حامد أحمد بن أبي طاهر الفقيه الأسفرائيني أنه قال: لو سافر رجل إلى الصين حتى ينظر في كتاب تفسير ابن جرير الطبري لم يكن ذلك كثيرا، أو كما قال. البداية والنهاية - ابن كثير - ج ٤ - الصفحة ٤٣٢. وروى الخطيب عن إمام الأئمة أبي بكر بن خزيمة أنه طالع تفسير محمد بن جرير في سنين من أوله إلى آخره، ثم قال: ما أعلم على أديم الأرض أعلم من ابن جرير، ولقد ظلمته الحنابلة. وقال محمد لرجل رحل إلى بغداد يكتب الحديث عن المشايخ - ولم يتفق له سماع من ابن جرير لان الحنابلة كانوا يمنعون أن يجتمع به أحد - فقال ابن خزيمة: لو كتبت عنه لكان خيرا لك من كل من كتبت عنه. قلت: وكان من العبادة والزهادة والورع والقيام في الحق لا تأخذه في ذلك لومة لائم، وكان حسن الصوت بالقراءة مع المعرفة التامة بالقراءات على أحسن الصفات، وكان من كبار الصالحين، وهو أحد المحدثين الذي اجتمعوا في مصر في أيام ابن طولون، وهم محمد بن إسحاق بن خزيمة إمام الأئمة، ومحمد بن نصر المروزي، ومحمد بن هارون الروياني، ومحمد بن جرير الطبري هذا.

البداية والنهاية - ابن كثير - ج ١١ - الصفحة ١٦٦

ودفن في المغارة المذكورة عند امرأته سارة التي في مزرعة عفرون الحيثي ، وتولى دفنه إسماعيل وإسحاق صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وقد ورد ما يدل أنه عاش مائتي سنة ، كما قاله ابن الكلبي. وقال أبو حاتم بن حبان في صحيحه: أنبأنا المفضل بن محمد الجندي [ ص: 404] بمكة ، حدثنا علي بن زياد اللحجي ، حدثنا أبو قرة عن ابن جريج ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اختتن إبراهيم بالقدوم ، وهو ابن عشرين ومائة سنة ، وعاش بعد ذلك ثمانين سنة. وقد رواه الحافظ ابن عساكر من طريق عكرمة بن إبراهيم ، وجعفر بن عون العمري ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد ، عن أبي هريرة موقوفا. البداية والنهاية - ابن كثير - ج ١١ - الصفحة ١٦٦. ثم قال ابن حبان: ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن رفع هذا الخبر وهم ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا الليث ، عن ابن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اختتن إبراهيم حين بلغ مائة وعشرين سنة ، وعاش بعد ذلك ثمانين سنة ، واختتن بقدوم. وقد رواه الحافظ ابن عساكر من طريق يحيى بن سعيد ، عن ابن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: وقد أتت عليه ثمانون سنة.

البداية والنهاية - ابن كثير - ج ٤ - الصفحة ٤٣٢

ثم روى ابن حبان ، عن عبد الرزاق أنه قال: القدوم اسم القرية. قلت: الذي في الصحيح أنه اختتن وقد أتت عليه ثمانون سنة ، وفي رواية وهو ابن ثمانين سنة. وليس فيهما تعرض لما عاش بعد ذلك ، والله أعلم. [ ص: 405] وقال محمد بن إسماعيل الحساني الواسطي راوي تفسير وكيع عنه فيما ذكره من الزيادات ، حدثنا أبو معاوية ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال: كان إبراهيم أول من تسرول ، وأول من فرق ، وأول من استحد ، وأول من اختتن بالقدوم وهو ابن عشرين ومائة سنة وعاش بعد ذلك ثمانين سنة ، وأول من قرى الضيف ، وأول من شاب. هكذا رواه موقوفا ، وهو أشبه بالمرفوع خلافا لابن حبان ، والله أعلم. وقال مالك: عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب قال: كان إبراهيم أول من أضاف الضيف ، وأول الناس اختتن ، وأول الناس قص شاربه ، وأول الناس رأى الشيب ، فقال: يا رب ما هذا ؟ فقال الله: وقار. فقال: يا رب زدني وقارا. تقييم كتاب البداية والنهاية | النوع الكُتب الدِّينيّة | المؤلف ابن كثير. وزاد غيرهما: وأول من قص شاربه ، وأول من استحد ، وأول من لبس السراويل ، فقبره وقبر ولده إسحاق وقبر ولد ولده يعقوب في المربعة التي بناها سليمان بن داود عليه السلام ببلد حبرون ، وهو البلد المعروف بالخليل اليوم.

وقد ذكرناهم في ترجمة محمد بن نصر المروزي، وكان الذي قام فصلى هو محمد بن إسحاق بن خزيمة، وقيل محمد بن نصر ، فرزقهم الله. وقد أراد الخليفة المقتدر (2) في بعض الأيام أن يكتب كتاب وقف تكون شروطه متفقا عليها بين العلماء، فقيل له: لا يقدر على استحضار ذلك إلا محمد بن جرير الطبري ، فطلب منه ذلك فكتب له، فاستدعاه الخليفة إليه وقرب منزلته عنده. وقال له: سل حاجتك، فقال: لا حاجة لي. فقال لا بد أن تسألني حاجة أو شيئا. فقال: أسأل من أمير المؤمنين أن يتقدم أمره إلى الشرطة حتى يمنعوا السؤال يوم الجمعة أن يدخلوا إلى مقصورة الجامع، فأمر الخليفة بذلك. وكان ينفق على نفسه من مغل قرية تركها له أبوه بطبرستان. ومن شعره: إذا أعسرت لم يعلم رفيقي (3) * وأستغني فيستغني صديقي حيائي حافظ لي ماء وجهي * ورفقي في مطالبتي رفيقي ولو أني سمحت ببذل وجهي * لكنت إلى الغنى سهل الطريق. (١) وهو من عجائب كتبه ابتدأ بما رواه أبو بكر الصديق مما صح، وتكلم على كل حديث وعلته وطرقه وما فيه من الفقه واختلاف العلماء وحججهم واللغة. (٢) في تذكرة الحفاظ: ١ / ٧١١: المكتفي. (٣) في الوفيات 4 / 192: شقيقي (١٦٦) الذهاب إلى صفحة: «« «... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171... » »»