وليست التوبة للذين يعملون السيئات

والمصدر المؤوّل (أن ترثوا... ) في محلّ رفع فاعل لفعل يحلّ. الواو عاطفة (لا) ناهية جازمة (تعضلوا) مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون.. والواو فاعل و(هنّ) ضمير مفعول به اللام لام التعليل (تذهبوا) مضارع منصوب ب (أن) مضمرة وعلامة النصب حذف النون... والواو فاعل (ببعض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تذهبوا)، (ما) اسم موصول مبنيّ في محلّ جرّ مضاف إليه (آتيتم) فعل ماض مبنيّ على السكون.. و(تم) ضمير فاعل والواو حرف زائد إسباع ضمّة الميم، و(هنّ) ضمير في محلّ نصب مفعول به. والمصدر المؤوّل (أن تذهبوا... الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم - الجزء: 2 صفحة: 154. ) في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (تعضلوهنّ). (إلّا) أداة استثناء (أن) حرف مصدريّ ونصب (يأتين) مضارع مبنيّ على السكون في محلّ نصب والنون نون النسوة- فاعل (بفاحشة) جارّ ومجرور متعلّق ب (يأتين)، (مبيّنة) نعت لفاحشة مجرور مثله. والمصدر المؤوّل (أن يأتين... ) في محلّ جرّ بحرف جرّ محذوف، والتقدير: إلّا في إتيان الفاحشة، والجارّ والمجرور متعلّق بمحذوف حال مستثناة من عموم الأحوال. الواو عاطفة (عاشروا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل و(هنّ) ضمير مفعول به (بالمعروف) جارّ ومجرور متعلّق بمحذوف حال من فاعل عاشروهنّ، الفاء استئنافيّة (إن) حرف شرط جازم (كرهتموهنّ) مثل آتيتموهنّ والفعل في محلّ جزم فعل الشرط الفاء رابطة لجواب الشرط (عسى) فعل ماض تام مبنيّ على الفتح المقدّر (أن تكرهوا) مثل أن ترثوا (شيئا) مفعول به منصوب.

  1. الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم - الجزء: 2 صفحة: 154

الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم - الجزء: 2 صفحة: 154

وقال القرطبي: "فإن كان الذنب من مظالم العباد فلا تصح التوبة منه إلا بردِّه إلى صاحبه والخروج عنه- عينًا كان أو غيره- إن كان قادرًا عليه، فإن لم يكن قادرًا فالعزم أن يؤديه إذا قدر في أعجل وقت وأسرعه" (تفسير القرطبي 18/200).

أما الوجه الثاني مما عولوا عليه: فهو أنه أخبر أنه لا توبة عند المعاينة ، وإذا كان لا توبة حصل هناك تجويز العقاب وتجويز المغفرة ، وهذا لا يخلو عن نوع تخويف وهو كقوله: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) [ النساء: 48] على أن هذا تمسك بدليل الخطاب ، والمعتزلة لا يقولون به ، والله أعلم. المسألة الخامسة: أنه تعالى عطف على الذين يتوبون عند مشاهدة الموت ، الكفار ، والمعطوف مغاير للمعطوف عليه ، فهذا يقتضي أن الفاسق من أهل الصلاة ليس بكافر ، ويبطل به قول الخوارج: إن الفاسق كافر ، ولا يمكن أن يقال: المراد منه المنافق لأن الصحيح أن المنافق كافر ، قال تعالى: ( والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) [ المنافقون: 1] ، والله أعلم. المسألة السادسة: أعتدنا: أي أعددنا وهيأنا ، ونظيره قوله تعالى في صفة نار جهنم: ( أعدت للكافرين) [ البقرة: 24] احتج أصحابنا بهذه الآية على أن النار مخلوقة ؛ لأن العذاب الأليم ليس إلا نار جهنم وبرده ، وقوله: ( أعتدنا) إخبار عن الماضي ، فهذا يدل على كون النار مخلوقة من هذا الوجه ، والله أعلم.