وجنى الجنتين دان

وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * ذَوَاتَا أَفْنَانٍ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ}: لمن اتقى الله فأطاع أمره وانتهى عما حرم جنتان فيهما من ألوان النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. الماء الجاري المتجدد يخرج من عينين وبجري على أهل الجنتين, وألوان الثمار وأصنافها من كل الطعوم والألوان والأصناف. يتكئ أهل الجنتين على الأرائك ذات البطائن الحريرية اتكاء الملوك, وتدنوا الثمرات إلى حيث مكان المتكأ ليقطف منها ما يشاء ويشتهي. «...وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ» | صحيفة الخليج. لهن أزواج من الحور الحسان قاصرات الطرف على أزواجهن كأنهن ياقوت ومرجان من شفافية ولمعان وبهاء المظهر والمخبر, كل هذا الإحسان جزاء من أحسن في الدنيا في طاعة الله ونفع عباده.

  1. ولمن خاف مقام ربه جنتان - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
  2. «...وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ» | صحيفة الخليج
  3. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الرحمن - الآية 54

ولمن خاف مقام ربه جنتان - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام

ولا تضادّ بين هذه التفاسير فيمكن جمعها في مفهوم الآية. وأمّا (جنّتان) فيمكن أن تكون الاُولى ماديّة جسمية، والثانية معنوية روحية، كما في قوله تعالى: (للذين اتّقوا عند ربّهم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهّرة ورضوان من الله). ( 3) ففي هذه الآية مضافاً إلى الجنّة الماديّة حيث الأنهار تجري من تحت الأشجار والمطهّرات من الزوجات، هناك جنّة معنوية أيضاً حيث الحديث عن رضوان الله تعالى. أو أنّ الجنّة الاُولى جزاء أعمالهم، والجنّة الثانية تفضل على العباد وزيادة في الخير لهم، يقول سبحانه: (ليجزيهم اللّه أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله). ( 4) أو أنّ هناك جنّة للطاعة واُخرى لترك المعصية. أو أنّ أحدهما للإيمان، والثانية للأعمال الصالحة. أو لأنّ المخاطبين من الجنّ والإنس، لذا فإنّ كلّ واحدة من هاتين الجنّتين تتعلّق بطائفة منهما. ومن الطبيعي أن لا دليل على كلّ واحد من هذه التفاسير، ويمكن جمعها في مفهوم هذه الآية. إلاّ أنّ من الطبيعي أنّ الله تعالى هيّأ لعباده الصالحين نعماً عديدة لهم في الجنّة حيث مستقرّهم، ولأهل النار (مياه حارقة وسعير لا يطاق). القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الرحمن - الآية 54. ومرّة اُخرى: وبعد ذكر هذه النعم العظيمة يخاطب الجميع بقوله: (فبأي آلاء ربّكما تكذّبان).

«...وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ» | صحيفة الخليج

معلومات حول سورة الرحمن الإستماع الى سورة الرحمن تنزيل سورة الرحمن ترتيب سورة الرحمن: 55 (ترتيب النزول: 97) عدد آيات سورة الرحمن: 78 عدد الكلمات في سورة الرحمن: 352 عدد الاحرف في سورة الرحمن:1, 585 النزول: مدنية Madani الأسم بالأنجليزي: The Beneficent موضعها في القرآن: من الصفحة 531 الى 534

القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الرحمن - الآية 54

يعني بالحسان الحور العين. ( ومن دونهما): أي من دون تينك الجنتين في المنزلة والقدر ، ( جنتان) لأصحاب اليمين ، والأوليان هما للسابقين ، قاله ابن زيد والأكثرون. وقال الحسن: الأوليان للسابقين ، والأخريان للتابعين. وقال ابن عباس: ( ومن دونهما) في القرب للمنعمين ، والمؤخرتا الذكر أفضل من الأوليان. يدل على ذلك أنه وصف عيني هاتين بالنضخ ، وتينك بالجري فقط; وهاتين بالدهمة منشدة النعمة ، وتينك بالأفنان ، وكل جنة ذات أفنان. ورجح الزمخشري هذا القول فقال: للمقربين جنتان من دونهم من أصحاب اليمين ادهامتا من شدة الخضرة ، ورجح غيره القول الأول بذكر جري العينين والنضخ دون الجري ، وبقوله فيهما: ( من كل فاكهة) ، وفي المتأخرتين: ( فيهما فاكهة) ، وبالاتكاء على ما بطائنه من ديباج وهو الفرش ، وفي المتأخرتين الاتكاء على الرفرف ، وهو كسر الخباء ، والفرش المعدة للاتكاء أفضل ، والعبقري: الوشي والديباج أعلى منه ، والمشبه بالياقوت والمرجان أفضل في الوصف من خيرات حسان ، والظاهر النضخ بالماء ، وقال ابن جبير: بالمسك والعنبر والكافور في دور أهل الجنة ، كما ينضخ رش المطر. ولمن خاف مقام ربه جنتان - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. وعنه أيضا بأنواع الفواكه والماء. ( ونخل ورمان) عطف فاكهة فاقتضى العطف أن لا يندرجا في الفاكهة ، قاله بعضهم.

وقال في الأوليين: ولم يقل ذلك في الأخريين. وقال في الأوليين: { فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ} وفي الأخريين { فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} وقد علم ما بين الوصفين من التفاوت. { مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ} ولم يقل ذلك في الأخيرتين، بل قال: { مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ} وقال في الأوليين، في وصف نسائهم وأزواجهم: { فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان} وقال في الأخريين: { حور مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} وقد علم التفاوت بين ذلك. وقال في الأوليين فدل ذلك أن الأوليين جزاء المحسنين، ولم يقل ذلك في الأخريين. ومجرد تقديم الأوليين على الأخريين، يدل على فضلهما. فبهذه الأوجه يعرف فضل الأوليين على الأخريين، وأنهما معدتان للمقربين من الأنبياء، والصديقين، وخواص عباد الله الصالحين، وأن الأخريين معدتان لعموم المؤمنين، وفي كل من الجنات [المذكورات] ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وفيهن ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين، وأهلها في غاية الراحة والرضا والطمأنينة وحسن المأوى، حتى إن كلا منهم لا يرى أحدا أحسن حالا منه، ولا أعلى من نعيمه [الذي هو فيه].