دعاء الاختبارات اللهم لا سهل مكتوب - مقال

كما إن من هذه الأمور اليومية التي يقوم بها كل طالب هي الاستذكار، لهذا يجب عليه تعلم الأدعية التي تقال قبل الاستذكار. كذلك يجب عليه تعلم الأدعية التي تقام قبل حل الاختبار، حتى يكون ذكر الله تعالى عادة يعتاد عليها كل طالب. وأيضاً يظل بها في كل أعمال حياته، حتى يبارك الله له في عمله وفي مجهوده الذي يقوم ببذله. دعاء عند دخول الامتحان (رب أدخلني مدخل صدق، وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً). دعاء نسيان الإجابة (اللهم يا جامع الناس في يوم لا ريب فيه اجمع بيني وبين ضالتي)، بالإضافة إلى الإكثار من الاستغفار. دعاء الحفظ الامتحان (اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا فأنت إن شئت جعلت الصعب سهلا، اللهم إني أسألك فهم النبيين وحفظ المرسلين والملائكة المقربين. كذلك اللهم اجعل ألسنتنا عامره بذكرك وقلوبنا بخشيتك، وأسرارنا بطاعتك يا أرحم الراحمين). دعاء الامتحان (اللهم إني توكلت عليك وسلمت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجي منك إلا إليك، اللهم لا سهل إلا ما قد جعلته سهلاً. كذلك اللهم اجعل الصعب لي سهلاً، اللهم ذكرني منه ما نسيت ولا حول ولا قوة إلا بالله. دعاء صعوبة الإجابة (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين يا حي يا قيوم برحمتك استغيث، إن يمسني الضر وأنت أرحم الراحمين).
  1. أيوب صلاح الدين العلاو — ‏‎يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث لا تكلني إلى نفسي...

أيوب صلاح الدين العلاو — ‏‎يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث لا تكلني إلى نفسي...

فمُفْتَتَحُ الدعاءِ نداءٌ للهِ وسؤالُه بهذين الاسمين؛ فإن "لاسمِ الحيِّ القيومِ تأثيرًا خاصًّا في إجابةِ الدعواتِ، وكَشْفِ الكرباتِ"؛ إذ هو اسمُ اللهِ الأعظمُ الذي إذا سُئلَ به أعطى، وإذا دُعي به أجاب، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((اسمُ اللهِ الأعظمُ في هاتين الآيتين: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 163]، وفاتحةِ آلِ عمرانَ: ﴿ الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [آل عمران: 1، 2]))؛ رواه الترمذيُّ وصحَّحَه. وسَمِعَ رجلًا دعا، فقال: اللهمَّ إني أسألُك بأن لك الحمدَ، لا إلهَ إلا أنت المنانُ، بديعُ السمواتِ والأرضِ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، يا حيُّ يا قيومُ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (( لقد دعا اللهَ باسمِه الأعظمِ، الذي إذا دُعي به أجابَ، وإذا سُئلَ به أَعطى))؛ رواه أحمدُ وصحَّحَه ابنُ حبانَ والحاكمُ. وروى الترمذيُّ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم إذا اجتهدَ في الدعاءِ قال: ((يا حيُّ يا قيومُ)). "فانتظمَ هذان الاسمان صفاتِ الكمالِ، والغنى التام، والقدرة التامة؛ فكأنَّ المستغيثَ بهما مستغيثٌ بكل اسمٍ من أسماءِ الربِّ تعالى، وبكلِّ صفةٍ من صفاتِه؛ فما أولى الاستغاثةِ بهذين الاسمين أن يكونا في مَظِنَّةِ تفريجِ الكرباتِ، وإغاثةِ اللهفاتِ، وإنالةِ الطلباتِ!

قال تعالى: ﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ ﴾ [الأنفال: 9]، قال سهلُ بنُ عبدِاللهِ التُّسْتَريُّ: "ليس بين العبدِ وبين ربِّه طريقٌ أقربَ إليه من الافتقارِ". وبعدَ تقديمِ الداعي بين يديْ مسألتِه بليغَ التوسلِ وطَلَبُهُ من ربَّه إصلاحَ جميعِ شأنِه: "أصلحْ لي شأني كلَّه "؛ دينيَّه، ودنيويَّه، وأخرويَّه؛ فلا يبقى منه شيءٌ؛ كَبُرَ أو صَغُرَ، عَمَّ أو خَصَّ، مَضى أو بَقي أو يُنتظَرُ إلا وشمِلَه إصلاحُ اللهِ له؛ فلا فسادَ يَلْحقُه، وإنْ وقعَ فيه فسادٌ فسريعًا ما يكونُ استصلاحُه؛ وإذا صَلَحَ الشأنُ كلُّه لم يبقَ للهمِّ طريقٌ، ولم يَعُدْ للكَرْبِ سَطْوةٌ. الخطبة الثانية الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ. أما بعدُ، فاعلموا أن أحسنَ الحديثِ كتابُ اللهِ... أيها المؤمنون! واستشعارُ الداعي عظيمَ افتقارِه إلى اللهِ سبحانه، وعَيْشُه تفاصيلَ هذا الضَّعْفِ الذي أبداه أمامَ خالقِه أثناءَ مناجاتِه بهذا الدعاءِ العظيمِ - من أعظمِ ما يَرْفَعُ درجتَه عند مولاه، ويكونُ به دعاؤه مسموعًا مُجابًا. وأجلى صورِ إظهارِ العبدِ ضَعْفَه وافتقارَه إلى الله شدةُ تعلُّقِه بربِّه، وأنه لا غنى له عنه، وتبرُّؤُه من كلِّ شيءٍ سوى اللهِ عزَّ وجلَّ، بادِئًا بأقربِها وأرجاها وأقْدَرِه عليها؛ حَوْلِه وقُوَّتِه، فضلًا عن غيرِه؛ إذ لا أحدَ يَبْلُغُ في المحبةِ والنفعِ محبةَ المرءِ نفسَه ونفعَه إياها، وإنْ كان زمنُ الوكالةِ مقدارَ جزءٍ من الثانيةِ؛ قَدْرَ طرْفةٍ واحدةٍ بالعينِ الباصرةِ؛ وذلك الدَّهْرَ كلَّه ما دامَ في الرُّوحِ رَمَقٌ: "ولا تَكِلْنِي إلى نفسي طَرْفَةَ عينٍ أبدًا"؛ إذ ذاك هو الخذلانُ الذي ينعكِسُ به المقصدُ والحالُ؛ فلا يَصْلُحُ معه شيءٌ.