القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة العنكبوت - الآية 46

[ ص: 47] حدثني محمد بن عمرو قال: ثنا أبو عاصم قال: ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قوله: ( إلا الذين ظلموا منهم) قال: قالوا: مع الله إله ، أو له ولد ، أو له شريك ، أو يد الله مغلولة ، أو الله فقير ، أو آذوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - ، قال: هم أهل الكتاب. حدثنا ابن وكيع قال: ثنا يحيى بن آدم ، عن شريك ، عن سالم ، عن سعيد ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم) قال: أهل الحرب ، من لا عهد له جادله بالسيف. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة العنكبوت - القول في تأويل قوله تعالى " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن "- الجزء رقم20. وقال آخرون: معنى ذلك: ( ولا تجادلوا أهل الكتاب) الذين قد آمنوا به ، واتبعوا رسوله فيما أخبروكم عنه مما في كتبهم ( إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم) فأقاموا على كفرهم ، وقالوا: هذه الآية محكمة ، وليست بمنسوخة. حدثني يونس قال: أخبرنا ابن وهب قال: قال ابن زيد ، في قوله: ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) قال: ليست بمنسوخة ، لا ينبغي أن تجادل من آمن منهم ، لعلهم يحسنون شيئا في كتاب الله ، لا تعلمه أنت فلا تجادله ، ولا ينبغي أن تجادل إلا الذين ظلموا ، المقيم منهم على دينه. فقال: هو الذي يجادل ، ويقال له بالسيف قال: وهؤلاء يهود.

  1. كيف يكون الجدال بالتي هي أحسن؟ - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام
  2. إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة العنكبوت - القول في تأويل قوله تعالى " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن "- الجزء رقم20
  3. قال تعالى: “ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن” من أهل الكتاب – المكتبة التعليمية

كيف يكون الجدال بالتي هي أحسن؟ - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام

⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ﴿وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ قال: ليست بمنسوخة، لا ينبغي أن تجادل من آمن منهم، لعلهم يحسنون شيئا في كتاب الله، لا تعلمه أنت فلا تجادله، ولا ينبغي أن تجادل إلا الذين ظلموا، المقيمَ منهم على دينه. فقال: هو الذي يُجادَلُ، ويقال له بالسيف [[يقال له بالسيف: أي يرفع عليه السيف. قال في (اللسان: قول): والعرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال، وتطلقه على غير الكلام واللسان، فتقول: قال بيده: أي أخذ، وقال برجله: أي مشى. وقال الشاعر وقالت له العينان سمعًا وطاعةً أي أومأت. وقال بثوب: أي رفعه. وكل ذلك على المجاز والاتساع. وفي الأصل: و"يقال له: السبت" تحريف من الناسخ. ]] قال: وهؤلاء يهود. كيف يكون الجدال بالتي هي أحسن؟ - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام. قال: ولم يكن بدار الهجرة من النصارى أحد، إنما كانوا يهودا هم الذي كلَّموا وحالفوا رسول الله ﷺ، وغدرت النضير يوم أُحد، وغدرت قُريظة يوم الأحزاب. وقال آخرون: بل نزلت هذه الآية قبل أن يؤمر النبيّ ﷺ بالقتال، وقالوا: هي منسوخة، نسخها قوله: ﴿قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ﴾. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) ثم نسخ بعد ذلك، فأمر بقتالهم في سورة براءة، ولا مجادلة أشدّ من السيف، أن يقاتلوا حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ﷺ، أو يقرّوا بالخراج.

إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة العنكبوت - القول في تأويل قوله تعالى " ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن "- الجزء رقم20

وقد بيَّنا في غير موضع من كتابنا، أنه لا يجوز أن يحكم على حكم الله في كتابه بأنه منسوخ إلا بحجة يجب التسليم لها، من خبر أو عقل.

قال تعالى: “ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن” من أهل الكتاب – المكتبة التعليمية

وفي التوراة المحرفة الغرائب والعجائب، ففيها الاستهزاء بالله، وقذف الأنبياء والرسل بكل طامة وكبيرة من المحارم ومن أنواع الفواحش. وكذلك الإنجيل المحرف فيه عقيدة التثليث، وفيه تأليه البشر: عيسى و مريم ، وفيه أن النصارى أبناء لله، وينادون ربهم ويقولون: يا أبانا الذي في السماء! قال تعالى: “ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن” من أهل الكتاب – المكتبة التعليمية. هكذا يكفرون ويشركون. فالله جل جلاله يأمرنا أن ندعوهم إلى القرآن وإلى الإسلام وإلى رسالة محمد صلى الله عليه وسلم بالكلمة الطيبة. وقوله تعالى: إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ [العنكبوت:46] أي: إلا الظالمين من هؤلاء الكتابيين، فعاملوهم بمعاملتهم، وأجيبوهم بمثل قولهم، وارفعوا السيف في وجوههم، لأنهم كانوا ظالمين، والظلم يعنى به هنا: تجاوز حدهم بالهجوم على الرسالة المحمدية، وعلى محمد صلى الله عليه وسلم. لأن الكفر أظلم الظلم، فكل من كان كافراً كان ظالماً، والكفر ظلم أخص، وهؤلاء منهم من إذا جادلك أو إذا خاصمك، تعرض لنبيك صلى الله عليه وعلى آله وسلم بسوء، وتعرض لكتاب الله بكل قلة أدب، وقذف وشتم وكذب، وقال ما يقوله كل كافر وقح. إذا بلغ بهؤلاء وقد ظلموا المسلمين بأقوالهم، وأفعالهم، فلا يكفي فيهم المجادلة بالكلمة الطيبة، ولا بالتي هي أحسن، فمن احتاج السيف فاضربه بالسيف، ومن يكفي فيه الضرب بالعصا، أو السجن وما إلى ذلك، يعامل بمثل ذلك، لا للجدال في الحق، ولكن لتأديبه على ظلمه، وتعديه لسلطانه، وهذا كله مع أهل الذمة، الذين هم تحت سلطاننا وذمتنا من اليهود والنصارى.

وأهل الكتاب يكفرون ببعض ويؤمنون ببعض. قال ابن جرير في تفسير الآية: يعني بذلك جل ثناؤه إن الذين يكفرون بالله ورسله من اليهود والنصارى. ونقل عن قتادة قوله: أولئك أعداء الله اليهود والنصارى ؛ آمنت اليهود بالتوراة وموسى ، وكفروا بالإنجيل وعيسى ، وآمنت النصارى بالإنجيل وعيسى ، وكفروا بالقرآن وبمحمد صلى الله عليه وسلم ، فاتَّخَذُوا اليهودية والنصرانية وهما بدعتان ليستا من الله ، وتركوا الإسلام ، وهو دين الله الذي بعث به رسله.