خيلٌ في آية: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ...)

مسؤوليتكم نحو آية ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصًا أشد الحرص على بناء الشخصية المسلمة؛ وذلك لأن الفرد المؤمن هو اللبِنة الأولى في تكوين المجتمع المسلم، الأمر الذي في نهايته يكوِّن الدولة الإسلامية، وأعطى الرسول الكريم ذلك الاهتمامَ الدرجةَ الأولى؛ بناء الفرد لبناء المجتمع، ولبناء الدولة. ولا تنفصل القوة الإيمانية المطلوبة بقلب المؤمن عن القوة العقلية والذهنية، ولا عن القوة البدنية، فالقوةُ الروحية الإيمانية وحدها لا تكفي لنصرة أو نجدة أمة. مسؤوليتكم نحو آية: وأعدوا لهم ما استطعتم. لكن يتطلب معها الأخذ بقوله: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ ﴾ [الأنفال: 60]، فالإعداد في الآية صرَّح الله عز وجل بأنه من ﴿ قُوَّةٍ ﴾، وجاءت نكرة للعموم؛ أي: من كلِّ قوة لازمة لتحقيق الهدف والغاية، سواء كان قوة ذاتية "إيمانية، ذهنية، بدنية"، أم قوة خارجية "علمية، اقتصادية، سياسية، عسكرية... إلخ"، فباجتماع أسباب القوة يكون قد اكتمل الإعداد. ولأن القاعدة الربانية المعروفة من قوله تعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ﴾ [البقرة: 286]، كان المقدار المطلوب من الإعداد غير محدَّد، ولكنه متروك حسب كل حال، فقال الله عز وجل:﴿ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾؛ أي: قدر استطاعتكم، من دون تضييق عليكم أيها المؤمنون.

مسؤوليتكم نحو آية: وأعدوا لهم ما استطعتم

وهي التي ترتبط ، يقال منه: ربط يربط ربطا. وارتبط يرتبط ارتباطا. ومربط الخيل ومرابطها وهي ارتباطها بإزاء العدو. إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الأنفال - قوله تعالى وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل - الجزء رقم7. ولرباط الخيل فضل عظيم ومنزلة شريفة. وكان لعروة البارقي سبعون فرسا معدة للجهاد. وقيل إن المستحب منها الإناث، قاله عكرمة وجماعة. وهو صحيح. "تُرْهِبُونَ" تُخَوِّفُونَ "بِهِ عَدُوّ اللَّه وَعَدُوّكُمْ" أَيْ كُفَّار مَكَّة، "وَآخَرِينَ مِنْ دُونهمْ" أَيْ غَيْرهمْ وَهُمْ الْمُنَافِقُونَ أَوْ الْيَهُود "لَا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّه يَعْلَمهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْء فِي سَبِيل اللَّه يُوَفَّ إلَيْكُمْ" جَزَاؤُهُ "وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ" تُنْقِصُونَ مِنْهُ شَيْئًا.

ومعنى هذا والله أعلم: أن كل ما يتلهى به الرجل مما لا يفيده في العاجل ولا في الآجل فائدة فهو باطل ، والإعراض عنه أولى. وهذه الأمور الثلاثة فإنه وإن كان يفعلها على أنه يتلهى بها وينشط ، فإنها حق لاتصالها بما قد يفيد ، فإن الرمي بالقوس وتأديب الفرس جميعا من معاون القتال. وملاعبة الأهل قد تؤدي إلى ما يكون عنه ولد يوحد الله ويعبده ، فلهذا كانت هذه الثلاثة من الحق. وفي سنن أبي داود والترمذي والنسائي عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله يدخل ثلاثة نفر الجنة بسهم واحد: صانعه يحتسب في صنعته الخير والرامي ومنبله. وفضل الرمي عظيم ومنفعته عظيمة للمسلمين ، ونكايته شديدة على الكافرين. قال صلى الله عليه وسلم: يا بني إسماعيل ارموا فإن أباكم كان راميا. وتعلم الفروسية واستعمال الأسلحة فرض كفاية. وقد يتعين. الثانية: قوله تعالى ومن رباط الخيل وقرأ الحسن وعمرو بن دينار وأبو حيوة [ ص: 394] ( ومن ربط الخيل) بضم الراء والباء ، جمع رباط ، ككتاب وكتب قال أبو حاتم عن ابن زيد: الرباط من الخيل الخمس فما فوقها ، وجماعته ربط. وهي التي ترتبط ، يقال منه: ربط يربط ربطا. وارتبط يرتبط ارتباطا. « وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ » الشيخ عبدالباسط عبدالصمد رحمه الله - YouTube. ومربط الخيل ومرابطها وهي ارتباطها بإزاء العدو.

« وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ » الشيخ عبدالباسط عبدالصمد رحمه الله - Youtube

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان لا يخبل أحدا في دار فيها فرس عتيق وإنما سمي عتيقا لأنه قد تخلص من الهجانة. وهذا الحديث أسنده الحارث بن أبي أسامة عن ابن المليكي عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وروي: أن الجن لا تقرب دارا فيها فرس ، وأنها تنفر من صهيل الخيل. السادسة: قوله تعالى وما تنفقوا من شيء أي تتصدقوا. وقيل: تنفقوه على أنفسكم أو خيلكم. في سبيل الله يوف إليكم في الآخرة ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعاف كثيرة. وأنتم لا تظلمون

فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي التدقيق اللغوي: الأستاذ غازي القدسي. التنقيح النهائي: المهندس غسان السراقبي الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين. أيها الإخوة الكرام ؛ الآية الستون من سورة الأنفال ، يقول الله تعالى: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) *الله سبحانه وتعالى يخاطب المؤمنين فقال: "وأعدوا "، أما "هم" فتشير إلى أعداء المؤمنين ، الكفار ، "وأعدوا لهم" ، هذا أمر ، أمر تكليفي ، وكل أمرٍ في القرآن الكريم ، يقتضي الوجوب ، "وأعدوا لهم" ، طبعاً حينما يوجه الأمر إلى مجموع الأمة ، هو موجهٌ في الأصل إلى أولي الأمر ، لأنهم يمثلون مجموع الأمة. إذاً ؛ هذه الآية موجَّهة إلى أولياء الأمور في العالم الإسلامي ، هذه الآية موجه إليهم بالذات ، *"ما استطعتم" ، هذا الفعل ، يفيد استنفاذ الجهد ، وقد يفهم إنسانٌ هذه الآية فهماً على عكس ما أراد الله ، بين أن تفهم الآية ، في أن تبذل بعض الجهد ، و بين أن تفهم الآية ، في أن تبذل كل الجهد ، المعنى الذي أراده الله عز وجل ليس المعنى الشائع السوقي ، بل المعنى اللغوي الدقيق ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: "بلسانٍ عربيٍ مبين ".

إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الأنفال - قوله تعالى وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل - الجزء رقم7

"قوة": حيث أن القوة جاءت نكرة ، وهذا التنكير في اللغة ، يفيد الشمول ، أى كل أنواع القوة أى يجب أن نستعد لأعدائنا بكل أنواع القوى التي تستخدمها المجتمعات كسلاحٍ على أعدائهم فالمعلومات قوة ، الإعداد قوة ، التدريب قوة ، التوجيه الإعلامي قوة ، الأقمار الصناعية قوة، المال والاقتصاد القوى قوة، التكنولوجيا والعلم قوة، الاتصالات قوة، العلاقات و التنسيق مع دول الجوار قوة، تأمين الحدود قوة، تأمين طرق الامداد والتموين قوة، الأسلحة المتفوقة قوة ، الأسلحة التي تحقق إصابات محكمةً قوة، القيادة الحكيمة قوة، السياسة الحكيمة التي تقود المركبة إلى جانب شاطئ السلام قوة....... الخ.

ومن قبله صلاح الدين الذي أنجبه أبوه وربَّاه على هدف واحد، وهو " تحرير بيت المقدس "، ومحمد الفاتح الذي كانت أمه تُلقنه حديثَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لتفتحنَّ القسطنطينية، فلنِعْمَ الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش))، حتى فتحها بجيشه. ومشايخ الأزهر وعلماؤه الذين جاهدوا بشموخٍ، هُم وطلابهم، الحملةَ الصليبيةَ الفرنسيةَ، ومع المشايخ عامة أهل مصر، فكانت المحصلة مقتل كليبر قائد الحملة الفرنسية في قصره على يد طالبٍ بالأزهر من حلب... وما كان هذا كله إلا نتاج عناية بالإعداد المأمور به في كتاب الله عز وجل. وتحت راية ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ كان البذل كلٌّ على قدر طاقته، وليس هنا تقليل لجهد أي فرد في الإسلام أبدًا، لدرجة أن الله عز وجل ذَمَّ أولئك: ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُم ﴾ [التوبة: 79] في الإعداد، فكان هذا إشعارًا بمدح أولئك الفقراء العاملين بجهدهم. ولما كان الذين: ﴿ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ﴾ [التوبة: 92] مخلصين في البذل لإعداد الجيش المدافع عن الأمة، كان الجزاء أن خفَّف الله عنهم، ورفع عنهم حرج التخلف وإثم البقاء في المدينة، ليس هذا فحسب، وإنما كان جزاؤهم أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء الفقراء، وعمن أصابهم العذرُ فلم يلحق بالغزو: ((إنَّ أقْوامًا خَلْفَنَا بالمَدِينَةِ، مَا سَلَكْنَا شِعْبًا وَلا وَاديًا إلا وَهُمْ مَعَنَا؛ حَبَسَهُمُ العُذْرُ)).