ماحكم الاستهزاء بالدين

ما حكم الاستهزاء بالدين هو الموضوع الّذي سيتناوله هذا المقال، فالدّين مفرد كلمة الأديان ومعناه في اللّغة الطّاعة والانقياد، ومعنى الدّين اصطلاحاً ما يعتنقه الإنسان ويؤمن به ويدين به من أمور الغيب والشّهادة، وقد كان الدّين عند جميع المرسلين هو دين التّوحيد والعبوديّة لله تعالى وحده، ولمّا جاء الإسلام كان الدّين عند الله الإسلام فلا يُقبَل من النّاس غير الإسلام ديناً.

ما حكم الاستهزاء بالدين – المنصة

حكم الاستهزاء بالدين الاستهزاء في اللغة العربية يعني السخرية والاستخفاف بالشيء؛ نظرًا لقلة قيمته أو عدم المعرفة بقدر الشيء وقيمته من قبل المستهزئ وهذا الأمر يتنافى مع عظمة الدين الإسلامي، حيث يُقدِم البعض بشكلٍ متعمدٍ أو غير متعمدٍ على الاستهزاء بالدين وأهله، وقد بيّن أهل العلم حكم الاستهزاء بالدين على النحو الآتي: الاستهزاء الموجِب الخروجَ من الملة، أي الكفر لكل من استهزأ بالذات الإلهية أو بالنبي -صلى الله عليه وسلم- أو بالقرآن الكريم. الفسق أيْ يكون المستهزئ بحكم الفاسق، لكل من استهزأ بالأشخاص في هيئتهم أو أفعالهم وتصرفاتهم في الدنيا. الحكم الثالث الاحتمالية ما بين الفسق والخروج من الملة لكلّ من استهزأ بأحدٍ من المسلمين لموافقته للسُّنة النبوية في هيئته كإطالة اللحية أو تقصير الثوب أو في أفعاله كاستخدام السواك وغيرها، أمّا من كان قصده من الاستهزاء الضحك والمزاح؛ فهذا أمرٌ غير جائزٍ ومنكر على صاحبه كما أفتى بذلك الشيخ ابن باز.

سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: هل من يستهزئ بالدين بأن يسخر من اللحية أو من تقصير الثياب هل يعد ذلك من الكفر ؟. فأجاب: "هذا يختلف ؛ إذا كان قصده الاستهزاء بالدِّين: فهي ردة ، كما قال تعالى: ( قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ. لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) أما إذا كان يستهزئ من الشخص نفسه بأسباب أخرى من جهة اللحية أو من جهة تقصير الثياب ، ويعني بذلك أنه متزمت ، وأن يستهزئ بأمور أخرى يشدد في هذا أو يتساهل في أمور أخرى يعلم أنه جاء بها الدين ، وليس قصده الاستهزاء بالدين ، بل يقصد استهزاءه بالشخص بتقصيره لثوبه أو لأسباب أخرى. أما إذا كان قصده الاستهزاء بالدين والتنقص للدين: فيكون ردة ، نسأل الله العافية. ماحكم الاستهزاء بالدين. وسئل – بعدها -: إن كان يقول: أنا أقول ذلك للناس من باب الضحك والمزاح ؟. هذا لا يجوز ، وهذا منكر وصاحبه على خطر ، وإن كان قصده الاستهزاء بالدين: يكون كفراً" انتهى. " فتاوى الشيخ ابن باز " ( 28 / 365 ، 366). وعليه فيقال فيما ورد السؤال عنه: إن قصد المتكلم الاستهزاء بذات الرقية: فهو كفر مخرج عن الملة ؛ لأنه استهزاء بالقرآن. وأما إن قصد الاستهزاء بالشخص نفسه وأنه ليس أهلاً للرقية ، أو أنه يدعي أنه يعالج بالقرآن وحقيقته ليست كذلك: فيرجع الاستهزاء هنا بالشخص نفسه ، ولا يكون كفراً بل هو فسق محرم.