دعهم في غيهم يعمهون

ولم يكتف بلعام بهذا بل بين لهم الحيلة التي سيستخدمونها ليهلكوا بني إسرائيل، فقال لهم: جمّلوا نساءكم واتركوهن بين معسكر بني إسرائيل وأوصوهن أن لا يمنعن أحدًا من الزنا بهن فإن زنى واحد منهم بواحدة منكم كفيتموهم. هذا طباق حقيقي لما يحدث، المكر والخديعة، فانهارت الأخلاق، وضاع الشرف، فأصبح التنافس غير مسموح، وكثيرًا منهم لا يريد أن يتعلم ولا يقبل أن يقال إنه لا يعلم، لا يقبل أن يوجه له نقد، إنما هو العلامة العالم، وكأنه انتزع من الله كامل صفاته فوسع كل شيء علما، يفتون في صدور الناس وتبدأ الأحكام في الظهور، فهذا جاهل، وهذا لا يعلم، وهذا لا يفكر، وتظل عقولهم على هذا النهج حتى يقبضهم الله وهم مبغوضين في الأرض إلا من شاكلتهم. يمشون بين الناس بالنميمة، فلا تخلو مجالسهم من ذكر فلان وعلان، وهذا قال وذاك فعل، ولو انشغلوا بأمور أنفسهم وأمور أمتهم؛ لأصبحنا اليوم في موضع نملك فيه رقاب الأعداء، يتعاملون مع كل الناس بالود -ظاهرًا- وما تخفيه صدورهم أكبر، فالابتسامة لديهم ليست صادقة إنما من حيل الإيقاع، ولو كانت صدورهم صافية، وقلوبهم نقية، لوصلوا لمكان أكبر مما يحسدون عليه غيرهم. 2016-04-09 – متابعات. عندما تقع في مثل هذا لا تلتفت، بل امض في طريقك، حاول جاهدًا أن لا ترى سوى النهاية التي تحلم بها، عود أذنيك ولا تسمع إلا الكلمات الإيجابية التي تعطيك دفعة قوية تساعدك على اجتياز الصعوبات، لا تبسط يدك إلا لصديق مخلص، ولا تقبضها إلا من مغرور مكابر ومتغير، ولا تروي قلبك إلا بالصدق والأمانة وشرف الخصومة والتنافس، نعم حتى الخصومة لها شرف، فلا تنتهك عرضًا، ولا تكذب في شهادة {وَلَا يجرمنكم شنئان قوم على أَلا تعدلوا}، فكفار قريش لم يكذبوا في شهادتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، بل قالوا فيه صدقا.

  1. 2016-04-09 – متابعات
  2. تفسير: (الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون)

2016-04-09 – متابعات

اترك مصر في ذمة الله والتاريخ حتى لا تتغلب كثرة الجهل على قلة الشجاعة والحكمة, فهؤلاء لن يتورعوا عن ارتكاب المجازر من اجل السيطرة على السلطة وتخريب مصر, وانت الذي اديت الامانة لن تساعدهم على ذلك بحكمتك المعهودة وشجاعتك العسكرية وتفانيك بحب بلدك, لذلك اتركها لتفوت عليهم الفرصة. يا سيادة الرئيس يشهد العرب, انك لم تكن امينا فقط على امن مصر, بل كنت امينا على امن العالم العربي برمته, ومنعت عنه الكثير من الويلات, وهم لا يتنكرون لمن خدم قضايا امته و وطنه بكل هذا النقاء, ولذلك يا سيادة الرئيس دعهم وسترى ماذا سيحل بهم حين تخرج ثعابين المصالح المرتبطة بالخارج تعيث فسادا, عندها سيبكون عهدك كما بكوا عهد الملك فاروق, وكما تبكي ايران الآن الشاه, وهاهو العراق أكثر الأمثلة وضوحا على الندم لما اقترفته ايدي الغدر بالملك فيصل. يا من حافظت على الامانة وأديت قسطك الى العلا لن يظلمك التاريخ لذلك اتركهم... تفسير: (الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون). اتركهم... اتركهم. * عن يومية السياسة الكويتية (السبت).. لرئيس تحريرها

تفسير: (الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون)

نحن الآن على شفا مرحلة مهمة في عمر الأمة، بل والله لا أبالغ في قولي، إنها مرحلة مهمة في تاريخ البشرية كلها، نريد أن نحجز لنا مكانًا بين الأمم، نعيد أمجاد ماضينا وعراقة منهجنا الذي أسسه النبي صلى الله عليه وسلم، نعود فيه كبارًا لا نخشى قويًا ولا جبارًا، نكون فيه رجالًا بحق، لا يضام عندنا أحد، فكيف السبيل إلى ما نريد وبيننا طاعون الحقد وسموم الغدر، كيف نعترض على الحكومات الظالمة والقوانين الجائرة وبيننا الكثير لا يتقن إلا فنون الظلم وفجر الخصومة، يصرخون كل يوم "ويل لقاضي الأرض من قاضي السماء" ، أخبروهم أن الشهادة قضاء، فمن شهد بما لا يعلم وقع تحت مطية دعائه. مرض النفس الخبيثة في المجتمع التي تفرق ولا تجمع، تقتل ولا تحيي، حتى بات بعض الناس يرون أنفسهم بياضا وأعمالهم نورا على نور وأما غيرهم فظلام دامس وإن كانوا كوضح النهار طهرًا وروعة، لكنه رأي من لا رأي له؛ لأنه كرههم وكره نفسه وتعالى على الجميع، لسانه على الناس حداد السيف، وكأن الدين لم ينهه عن شيء وهو يعلم ولا يجهل لكنه يتجاهل؛ لأنه لبس نفس الخبث وكره الحق وحسد أهله فلو طبق سياسة التغافل لأراح نفسه وارتاح الناس. علينا جميعًا أن نتكاتف من أجل محو هذه الظواهر التي تهدم بنيتنا من أسفلها، ومن لم يستطع الإصلاح فليأخذ بنصيحة الله -عز وجل- لنبيه الكريم -صلى الله عليه وسلم- {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}، نعرض عنهم وعما يقولون.

Powered by vBulletin® Version 3. 8. 11 Copyright ©2000 - 2022, vBulletin Solutions, Inc. جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها وقرار البيع والشراء مسؤليتك وحدك بناء على نظام السوق المالية بالمرسوم الملكي م/30 وتاريخ 2/6/1424هـ ولوائحه التنفيذية الصادرة من مجلس هيئة السوق المالية: تعلن الهيئة للعموم بانه لا يجوز جمع الاموال بهدف استثمارها في اي من اعمال الاوراق المالية بما في ذلك ادارة محافظ الاستثمار او الترويج لاوراق مالية كالاسهم او الاستتشارات المالية او اصدار التوصيات المتعلقة بسوق المال أو بالاوراق المالية إلا بعد الحصول على ترخيص من هيئة السوق المالية.