© 2022 موقع أنوير
– ستصل اليك رسالة تفعيل على رقم الجوال الذي قمت بادخاله في تسجيل البيانات. – هذا الرقم السري قم بادخاله في صفحة التفعيل في الموقع و بذلك انت الان اصبحت مشترك في التأمينات.
تاريخ النشر: الإثنين 22 رجب 1425 هـ - 6-9-2004 م التقييم: رقم الفتوى: 53054 239252 0 822 السؤال ما صحه هذا الحديث؟ جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يامحمد عش ماشئت فإنك ميت واعمل ماشئت فإنك مجزى به وأحبب من شئت فإنك مفارقه وأعلم أن شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه استغناؤه عن الناس (رواه الطبرانى) جزاكم الله كل خير إن شاء الله. خطبة عن (عش ما شئت فإنك ميت ) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالحديث رواه الطبراني في الأوسط عن سهل بن سعد وفيه قيام الليل بدل صلاته بالليل وفيه زافر بن سليمان وثقه أحمد وابن معين وأبو داود وتكلم فيه ابن عدي وابن حبان بما لا يضر، رواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وحسنه الهيثمى في مجمع الزوائد والألباني في السلسلة الصحيحة. والله أعلم.
معاشر أمة الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم هذه وصايا عظيمة جليلة نافعة أوصى بها جبريل عليه السلام محمدا صلى االله عليه وسلم فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزيّ به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزَّه استغناؤُه عن الناس. فنسأل الله رب العظيم رب العرش العظيم أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
قال كعب بن زهير: كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يومًا على آلة حدباء محمول وقال آخر: الموت باب وكل الناس داخله فليت شعري بعد الموت ما الدار روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أرسل ملك الموت إلى موسى - عليه السلام - فلما جاءه صكه [2] ، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت فرد الله إليه عينه وقال ارجع إليه و قل له: يضع يده على متن ثور فله بكل ما غطت يده بكل شعرة سنة قال: أي رب! ثم ماذا؟ قال: ثم الموت قال: فالآن [3] ، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر. ومن فوائد قوله: "عش ما شئت فإنك ميت": أن يعلم المؤمن أن الموت قد يأتيه بغتة وهو في غفلة عنه، قال تعالى: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ * وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون: 10، 11].
وأعمل ما شئت فإنك مجزي به: اعمل خيراً أو شراً، معروفاً أو منكر أوصدقاً ، كذباً، براً أو فجوراً، غشاً أو إخلاصاً، أمانةً أو خيانةً، اعمل صبراً أو تذمراً، كرماً أو بخلاً، جهاداً أو فراراً، اعترافاً أو جحوداً، علماً أو جهلاً، طهراً أو خبثاً، شكراً أو كفراً..... فإنك مجزي به
وتلك هي الوصية الثانية: (أحبب من شئت فإنك مفارقه)، أَحبِب من شئت من الخلق فإنك مفارقه بموت أو غيرِه. عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فانك مفارقه. أحبب من شئت، أحبب أخاك فإنك ستفارقه، أحبب أمك أباك فإنك ستفارقهما، أحبب زوجتك أولادك فإنك ستفارقهم، أحبب عائلتك أحبابك أصدقاءك جيرانك فإنك مفارقهم، أحبب دارك فإنك ستغادرها، أحبب ما شئت من مال أو جاه أو منصب أو غيرِ ذلك من متاع الحياة الدنيا، فإنك عما قريب ستفارقه بموت أو غيره. فيا من تعلق قلبُه بهذه الدنيا بمتاعها ولذاتها وزينتها وشهواتها، وطِّن نفسك على الفراق، واستعد للانتقال من دار إلى دار، فما من أحد في هذه الدنيا إلا وهو ضيف وما بيده فهو عارية، وحتما الضيف مرتحل والعارية مردودة. (أحبب من شئت فإنك مفارقه) وإياك أن تشغل قلبك بمتاعٍ أو شهوة من شهوات الدنيا الزائلة، فإنها إما أن تزول عنك أو أنت زائل عنها، وإنما أَشْغل قلبك بِحب من لا يُفارقك ولا تُفارقه، اشغل قلبك بالعمل الصالح الذي يحبه الله ويقرب منه تعالى، فإن ذلك يصحبك في القبر وما بعده ولن يفارقك أبدا. ففي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلَاثَةٌ، فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى مَعَهُ، وَاحِدٌ يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ، فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ، وَيَبْقَى عَمَلُهُ)، يبقى عمله ليُجزى به.
فينبغي للمؤمن أن يكون على استعداد للقاء ربه ولا يغتر بالحياة الدنيا، قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [العنكبوت: 5]. وقال تعالى: ﴿ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ [لقمان: 33]. وقوله: "وأحبب من شئت فإنك مفارقه" أي أحبب من شئت من زوجة أو أولاد، ومال ومنصب، وجاه، وغيرها، من متاع الحياة الدنيا فإنك عما قريب ستفارقها. وقفة مع حديث: (يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت). روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه – أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان، ويبقى معه واحد، ينبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله" [4]. ومن فوائد الجملة السابقة: الاستعداد لفراق الأحبة، حتى إذا وقع يكون المؤمن قد تأهب لذلك فيخف وقعه عليه. ومنها: أن يهتم المؤمن للرفيق الذي لا يفارقه في الدنيا والآخرة وهو عمله الصالح. قوله: "واعمل ما شئت فإنك مجزي به"، قال تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].