تفسير سورة الذاريات مختصر

﴿ ففروا إلى الله ﴾: فاهربوا من عقابه إلى ثوابه. ﴿ إني لكم منه نذير ﴾: إن أنذركم عذاب الله وأخوفكم انتقامه. مبين: أمري واضح؛ فقد أيدني الله بالمعجزات. مضمون الآيات الكريمة من (31) إلى (51) من سورة "الذاريات": 1- تستمر هذه الآيات في بيان ما تم من حوار بين إبراهيم - عليه السلام - والملائكة حيث سألهم عن هدفهم من هذه الزيارة فأخبروه بأنهم جاؤوا لإهلاك قوم لوط عقابًا على كفرهم وعصيانهم. إسلام ويب - في ظلال القرآن - تفسير سورة الذاريات- الجزء رقم2. 2- كذلك تشير الآيات إشارة سريعة إلى حلقة من قصة موسى - عليه السلام - وإهلاك فرعون وجنوده بالغرق في البحر، وإلى حلقة من قصة عاد، وقصة ثمود، ثم تشير في إيجاز إلى قصة قوم نوح الذين أهلكهم الله من قبل، وذلك للعظة والاعتبار وتسلية الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتصبيره على ما أصابه من قومه من تكذيب وإيذاء. 3- ثم تتحدَّث عن بعض دلائل قدرة الله - سبحانه وتعالى - ووحدانيته في هذا الكون الفسيح، وضرورة الخضوع لله والفرار إليه وتوحيده، وبيان أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نذير أيده الله بالمعجزات الدالة على صدقه. دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (31) إلى (51) من سورة "الذاريات": 1- وعد الله - سبحانه وتعالى - صادق لا يتخلَّف، وعلى المؤمن أن يعتبر بما حدث للسابقين.

تفسير ايات سوره الذاريات

{ 59-60} { فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ * فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} أي: وإن للذين ظلموا وكذبوا محمدًا صلى الله عليه وسلم، من العذاب والنكال { ذَنُوبًا} أي: نصيبًا وقسطًا، مثل ما فعل بأصحابهم من أهل الظلم والتكذيب. { فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ} بالعذاب، فإن سنة الله في الأمم واحدة، فكل مكذب يدوم على تكذيبه من غير توبة وإنابة، فإنه لا بد أن يقع عليه العذاب، ولو تأخر عنه مدة، ولهذا توعدهم الله بيوم القيامة، فقال: { فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} وهو يوم القيامة، الذي قد وعدوا فيه بأنواع العذاب والنكال والسلاسل والأغلال، فلا مغيث لهم، ولا منقذ من عذاب الله تعالى [نعوذ بالله منه].

﴿ آية ﴾: علامة على هلاك أهلها. ﴿ بسلطان مبين ﴾: بدليل قوي وحجة قاطعة. ﴿ فتولَّى بركنه ﴾: فأعرض فرعون بقوته وسلطانه عن الإيمان. ﴿ فنبذناهم في اليم ﴾: فألقيناهم في البحر. ﴿ وهو مُليم ﴾: وهو آتٍ بما يلام عليه من الكفر والطغيان. ﴿ عاد ﴾: قوم هود - عليه السلام -. ﴿ العقيم ﴾: المدمرة القاطعة لنسلهم. ﴿ ما تذر ﴾: لا تترك. ﴿ كالرميم ﴾: مثل الشيء البالي المفتت الهالك. ﴿ ثمود ﴾: قوم صالح - عليه السلام -. ﴿ تمتعوا ﴾: عيشوا متمتعين بالدنيا. ﴿ حتى حين ﴾: إلى وقت هلاككم. ﴿ فعتوا عن أمر ربهم ﴾: فاستكبروا عن طاعة الله. ﴿ فأخذتهم الصاعقة ﴾: فأهلكتهم صيحة قوية أو نار من السماء. ﴿ فما استطاعوا من قيام ﴾: فلم يقدروا على الهرب والنهوض من شدة هذه الصاعقة. ﴿ فاسقين ﴾: خارجين عن طاعة الله. ﴿ بنيناها بأيد ﴾: جعلها الله هائلة متماسكة محفوظة بقوة وقدرة (ولله - سبحانه وتعالى - يد لا يستطيع العقل أن يتصورها؛ لأنه ليس كمثله شيء). تفسير ايات سوره الذاريات. ﴿ وإنا لموسعون ﴾: والله - سبحانه وتعالى - قادر قدرة لا حدود لها. ﴿ فرشناها ﴾: مهدها الله وبسطها كالفراش. ﴿ الماهدون ﴾: المصلحون (وهو تعظيم للخالق تبارك وتعالى). ﴿ زوجين ﴾: صنفين ونوعين مختلفين.