يعبد الله على حرف

2 الآيات ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين (11) يدعوا من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلل البعيد (12) يدعوا لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير (13) إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنت تجرى من تحتها الانهر إن الله يفعل ما يريد (14) 2 التفسير 3 الواقف على حافة وادي الكفر تحدثت الآيات السابقة عن مجموعتين: الأتباع الضالين، والقادة المضلين. أما هذه الآيات، فتتحدث عن مجموعة ثالثة هم ضعاف الإيمان. قال القرآن المجيد عن هذه المجموعة: ومن الناس من يعبد الله على حرف أي إن بعض الناس يعبد الله بلقلقة لسان، وإن إيمانه ضعيف جدا. يعبد الله على حرفه. ولم يدخل الإيمان إلى قلبه. (٢٩٥) الذهاب إلى صفحة: «« «... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300... » »»

يعبد الله على حرفه ای

مشارك فعال تاريخ التسجيل: _April _2010 المشاركات: 1136 ما أكثرهم ما أكثرهم أختاه في هذا الزمان. نراهم في كل مكان ياكلون معنا ويشربون ويلعبون. إذا نودي للحق اتخذوه هزواً. وإذا دعوا الى الله انسلوا من تحت الأقدام منصرفين. يتعاركون في باطلهم وغيهم. نراهم في مقادم صفوف ربات الحجال. يعبد الله على حرف. يحملون الأبواق يملئون الكون ضجيجاً ليس في همّتهم إلا الصراخ. متسلحين بجنود ابليس أجمعين. نراهم ونلحظهم يتسمون بأسمائنا ويلبسون مثلنا. هم من علّق الحبال للرجال. وهم من دهنوا الحق ليصبح باطلاً. فويل لهم مما كسبت ايديهم وويل لهم مما يفعلون.

يعبد الله على حرفه

يحاول الإنسان عبثا أن يتمرد على فطرته ودينه بأي شكل من الأشكال. وأخشى ما نخشاه هو على فئة مقلدة فيها خير كثير، ولكن الإيمان لم يتمكن في قلوبها، وهي تبع لما تراه وتقرأه من أفكار تلامس الواقع، فيكون القرار البعيد عن الصواب. وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ. وهنا نقول إن لله تعالى أن يبتلي عباده بما يشاء، وهو الذي يداول الأيام بناء على درجة التزامنا. لقد عشنا تاريخا مجيدا وحضارة رائعة، وكل نقاط الضعف في تاريخنا هي بسبب منا، حين تخلينا عن المنهج، ووعد الله لا يتخلف: "… إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ…" (محمد، الآية 7)، "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ…" (الأعراف، الآية 96)، "وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ" (النحل، الآية 112)، وهكذا. ونؤمن بأن الله ناصر دينه ولو بعد حين، ولكن لا بد من أخذ بالأسباب، ثقة بالله وعمل دؤوب، "… وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ" (يوسف، الآية 21).

يعبد الله على حرف

وقد تأثرت بهذه القصة التي أوردها الإمام القرطبي في كتابه: (التذكرة) حيث جاء فيه: (أنه كان بمصر رجل ملتزم مسجداً للأذان والصلاة. وعليه بهاء العبادة وأنوار الطاعة، فرقي يوماً المنارة على عادته للأذان،وكان تحت المنارة دار لنصراني ذمي،فاطلع فيها فرأى ابنة صاحب الدار، فافتتن بها وترك الأذان، ونزل إليها ودخل الدار ، فقالت له: ما شأنك ما تريد؟ فقال:أنت أريد. قالت:لماذا؟قال لها قد سلبت لبي وأخذت بمجامع قلبي قالت لاأجيبك إلى ريبة. قال لها أتزوجك قالت له: أنت مسلم وأنا نصرانية وأبي لا يزوجني منك ، قال لها: أتنصر. تفسير: (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه). قالت إن فعلت أفعل. فتنصر ليتزوجها، وأقام معها في الدار. فلما كان في أثناء ذلك اليوم رقي إلى سطح كان في الدار فسقط منه فمات، فلا هو بدينه نجا ولا هو بها استمتع). وصدق رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حيث يقول كما في صحيح مسلم: « إِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الزَّمَنَ الطَّوِيلَ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ثُمَّ يُخْتَمُ لَهُ عَمَلُهُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ الزَّمَنَ الطَّوِيلَ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ ثُمَّ يُخْتَمُ لَهُ عَمَلُهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ » ، فنعوذ بالله من سوء العاقبة وسوء الخاتمة ونسأله أن يحفظ علينا إيماننا ونسأله حسن الخاتمة الدعاء

مثلاً انضم الى جماعة المتدينين للحصول على منصب أو مال أو وجاهة اجتماعية فلمّا لم يحصل عليها رفض الدين ، ولعل حرمانه من هذه الامور خير له، لانه لا ينجح في امتحانها، لكن مدى تفكيره محدود فكانت نتيجته (خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)، لأنه حُرِمَ من الدنيا التي كان يسعى للحصول عليها فتنة من الله تعالى له وبقلقه واضطرابه وانفعاله وعدم استقرار حاله، وخسر الآخرة بتركه لسبب السعادة والفلاح وهو الدين. وهذا الوصف لحاله في الدنيا سيتجسد على أرض الواقع والحقيقة في الاخرة حيث تبلى السرائر وتنكشف البواطن على حقيقتها وأشارت الروايات الى ذلك حين وصفت الصراط بأنه أدق من الشعرة وأحدّ من السيف وإن من الناس من يعبره الى الجنة كالبرق الخاطف وآخر ركضاً وآخر زحفاً بحسب استحقاقاتهم وآخر يتمايل عليه ولا يستقر ثم يهوي منه في نار جهنم لان الصراط ممدود عليها، فهذا الصنف الاخير هو من كان في الدنيا قلقاً في تدينه غيـر مستقـر وينقلب عن الدين إذا اصيب بابتلاء وهذا معنى سقوطه في جهنم. روى في الدر المنثور عن أبي سعيد قال (أسلم رجل من اليهود فذهب ببصره وماله وولده فتشاءم بالاسلام فأتى النبي (') فقال: أقلني.