محنة الإمام ابن حزم

للتحميل والقراءة: مدونة الإمام ابن حزم الأندلسي - الإصدار 1 (عدة صيغ) الوصف: يعرض قسم (الإمام ابن حزم الأندلسي) بمدونة علم وعلماء، نخبة منتقاة من مؤلفاته، إضافة إلى المقالات عن سيرته وتراثه العلمي -رحمه الله-. جاء في الموسوعة العربية العالمية في التعريف بالإمام: علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، الأندلسي، الظاهري، شاعر وكاتب وفيلسوف وفقيه. ولد في مدينة قرطبة وكان يلقب القرطبي إشارة إلى مولده ونشأته. اختُلف في نسبه، أينحدر من أصول فارسية أم من أصل أسباني أم هو عربي صميم النسب؟!. وعلى كلٍّ، فقد كانت أسرته من تلك الأسر التي صنعت تاريخ الأندلس. عَمُرَت حياته في صباه بالدرس والتحصيل، ونشأ شافعي المذهب ثم انتقل إلى المذهب الظاهري حتى عرف بابن حزم الظّاهري. عانى ابن حزم من الفتنة التي شبت بقرطبة، وكتب متمثلاً تلك الفترة في كتابه طوق الحمامة في الألفة والأُلاف. ثم ترك قرطبة واستقر بمدينة ألمريّة، وكان مشغولاً بهاجس السياسة وإعادة الخلافة للأمويين. ولقي من جراء ذلك عذابًا كثيرًا؛ فظل يعاني النفي والتشريد بعيدًا عن قرطبة، ويحن للعودة إليها. ولما سقطت الخلافة الأموية نهائيًا بالأندلس وزالت دولة الأمويين، تفرغ ابن حزم للعلم والتأليف.

  1. ابن حزم الأندلسي طوق الحمامة pdf

ابن حزم الأندلسي طوق الحمامة Pdf

أما عن أم ابن حزم، فقد صمتت عنها المصادر بأسرها. بل إن ابن حزم نفسه لم يطالعنا على أدنى إشارة تجاهها في أي من كتبه التي بين أيدينا. ومن ثم فالخلاف بين الباحثين حول أصلها لم يحسم بعد ولعل الحديث عن العلاقة بين بعض أقارب ابن حزم وأثرها على نفسيته وفكره ترتبط بهذا المقام. ونخص بالذكر "أبى المغيرة عبد الوهّاب" ابن عمه الذي كان يتبادل مع ابن حزم رسائل المودة في حداثة سنهما، ثم جرت بينهما جفوة سببها كتاب وصل أبا المغيرة عن ابن حزم، وصفه الأول بأنه مبني على الظلم والبهتان والمكابرة فكان لهذا أثره على ابن حزم في اعتزازه بنفسه وشدة حدته إذ وجد أن أحد أقربائه الذي كان يتودد إليه في الصغر، انقلب عليه هو الآخر، وانضم إلى خصومه ومعارضيه، ومن ثم فقد كل نصير يمكن أن يعتمد عليه سوى ذاته الانفرادية التي اعتز بها. من المصنف الذي وضعه ابن حزم عن أسرته -والذي يدعى " تواريخ أعمامه وأبيه وأخواته وبنيه وبناته مواليدهم وتاريخ من مات منهم في حياته " يتضح أن أبناءه كانوا جمعا من البنين والبنات. ولكن لا نعرف عن بناته شيئا لفقدان هذا المصنف، فضلا عن عدم إشارة المصادر إليهن. ولو قدر لنا العثور على هذا المصنف، لكان مجالا خصبا في التعرف على أزواجهن وأُسرهن، وأثر هذه المصاهرة على فكر أبيهم وتراثه، هل دافعوا عنه وأذاعوا مصنفاته ؟ أم هاجموه وانتقدوا فكره ؟ مثلهم في ذلك مثل خصومه.

الخميس ١٠ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩ بقلم بعد أن اكتشف المستشرق الهولندي رينهارت دورزي النسخة الوحيدة من مخطوطة (طوق الحمامة في الألفة والألاف) لابن حزم، وقام بالقراءة فيها، أعلن في كتابه (تاريخ مسلمي الأندلس) أن النفس العذري عند ابن حزم مردّه إلى أنّ ابن حزم اسباني مسيحي، لم يفقد كليّة طريقة التفكير والشعور الذاتية لجنسه. هؤلاء الأسبان –حسب رأيه- المتعربون يستطيعون أن يهجروا دينهم، وأن يبتهلوا بحمد ابن المسيح، وأن يلاحقوا بالسخرية إخوانهم القدامى في الدين والوطن، ولكن يبقى دائماً في أعماق أرواحهم شيء صاف رهيف وروحي غير عربي. وأضاف أنّ ابن حزم لم يعرف الحبّ العذري العفيف إلاّ لأنّه من أصل مسيحي، وأنّ عرف المسيحية العنيف قد نبض فيه رغم إسلامه فجعل ينحو منحى العفّة شاذّاً بذلك عن بقية المسلمين. وللأسف أنّ هذه المقولة قد راجت عند جمهور كبير من الأوروبيين حتى الثالث الأول من هذا القرن، إلى أن جاء الراهب الإسباني أسين بلاشيوس، ودرس هذا الموضوع وردّ عليه، إذ كان ثبتاً وحجة في الفلسفة الإسلاميّ. وقد عرض لفكرة دورزي وردّ عليها بما ارتضاه لذلك: فردّ على فرضية أنّ ابن حزم مثلٌ للحبّ الروحي (الحبّ الأفلاطوني)، وقال: إنّ ابن حزم قد أحبّ أكثر من مرّة، ومن هذه الزاويّة الجديدة التي لم يرد دورزي أن يضعها أمام القارئ، يفقد بطلنا درجات من مثاليته وأفلاطونيته، لكن لا يمكن الإنكار أنّه ينطوي على مشاعر رقيقة لم تفقد توهجها.