كلمات عن الاب المتوفى

الاربعاء 22 جمادى الاولى 1434 هـ - 3 ابريل 2013م - العدد 16354 مجتمعنا لا يزال ينصب «الابن الأول» وكيلاً عن الورثة.. حين يغيب الأب عن الأسرة لأسباب جبرية أو اختيارية؛ يتولى الابن الأكبر عادةً شؤون إخوانه وأخواته، لا سيما في أمور الولاية والوصاية في الزواج، والتصرف بالمال، والسفر، واستخراج الأوراق الرسمية، وكل ما يتعلق بالمعاملات والقرارات المصيرية لأشقائه وشقيقاته، والسؤال: هل تلك الولاية عُرف اجتماعي أم شأن نظامي إلزامي؟، وفي حال ثبت بطش وظلم هذا الأخ، فهل من السهولة انتقال الولاية إلى شخص آخر غيره من أفراد الأسرة؟.

وننوه أنه تم نقل هذا الخبر بشكل إلكتروني وفي حالة امتلاكك للخبر وتريد حذفة أو تكذيبة يرجي الرجوع إلى مصدر الخبر الأصلى في البداية ومراسلتنا لحذف الخبر

د. عيسى الغيث مصلحة شخصية وبينت "دلال عبد الله" أنها الابنة الكبرى لأسرة تتكون من أربع بنات وولدين، مضيفةً أنَّ الاهتمام بكلام الناس على حساب المصلحة الشخصية بعد وفاة الأب يُعدُّ أمراً غير مقبول لديها؛ مُعتبرةً أنَّ الأحياء أولى من الأموات، مشيرةً إلى أنَّه وعلى الرغم من كون والدها على قيد الحياة حالياً، إلاَّ أنَّه جعل شقيقها الذي يصغرها ب(10) أعوام يتولى أمور الأسرة بموجب وكالة شرعية من والدها، وبحجة أنَّه الأولى بذلك كونه ذكراً، مؤكّدةً على أنَّ هذا الأمر يزعجها كثيراً، ومع ذلك فهي لا تستطيع تغيير هذا الواقع كون والدها لا يزال على قيد الحياة. وأضافت أنَّ وضعها الحالي محرج جداً؛ لأن "الأخ الأكبر" يتصرف بناءً على استسلام والدها لرغبات ابنه البكر، مشيرةً إلى أنَّها لا تستطيع أن تعترض على وصاية أخيها على أسرتها ووالدها يوافقه على كل شيء، منتقدةً عدم المساواة بين الأبناء، فالأب عادةً يشترى لأبنائه الذكور سيارات بعشرات الآلاف، ويدعمهم في حال زواجهم، بينما لا تحصل الفتاة من مال والدها إلاَّ على "فستان" أو "جهاز جوال"، لافتةً إلى أنَّ هذا الأمر يجعل الذكور يشعرون بتميزهم عن شقيقاتهم، حيث يبقى هذا الشعور ملازماً لهم طيلة حياتهم.

ظلم ذوي القربى وقالت "هيا عبدالرزاق": "ينسى بعض الأخوة من الذين يرعون مصالح إخوتهم بعد وفاة والدهم، أنَّ هؤلاء الأخوة والأخوات الذين أصبحوا تحت ولايته أيتام، وأنَّهم هم المعنيون بقوله تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا)"، مُضيفةً أنَّ ظلم ذوي القربى أشد قبحاً وألماً من ظلم الغرباء على النفس؛ لأنَّه من المفترض أن يكون القريب أكثر حرصاً ورعاية لمن هم من لحمه ودمه. عُرف اجتماعي وأكَّد "د.

وأضاف أنَّ شقيقه الثاني كان أكثر تعقُّلاً وجدارةً من أخيهم الأكبر، إلاَّ أنَّ العُرف السائد يقضي عادة بتولي الأخ الأكبر زمام أمور أسرته بعد وفاة أبيهم، على الرغم من إمكانية عدم كونه الأفضل دائماً، معتبراً أنَّ استسلام وحياء بقية الأخوة من الأخ الأكبر قد تكون سباً في ضياع حقوقهم. كلام الناس وقالت "عائشة أحمد" -أستاذة جامعية- "على الرغم من كوني أسعى دوماً لتعليم الطالبات كيفية الحفاظ على حقوقهن، إلاَّ أنَّي لم أمتلك الجرأة اللازمة لأقف يوماً من الأيام في وجه أخي الأكبر؛ عندما تولى الوصاية على إخوتي بعد وفاة والدنا"، مضيفةً أنَّه بدأ بعد ذلك يتعامل معهم وفق ما تُمليه عليه نفسه أو زوجته -على حد قولها-، حيث لم يكن يمنحهم من مال أبيهم إلاَّ القليل، محتفظاً لنفسه بالكثير، مشيرةً إلى أنَّ خوفها من كلام الناس، وحرصها على سمعة أسرتها؛ هو ما جعلها تمتنع عن رفع شكوى ضد أخيها، لافتةً أنَّ والدها كان رجلاً معروفاً بكرمه وحبه للعدل. د. الغيث: الوصاية باختيار المتوفى والولاية من القاضي ولا يكونان إلاّ بعد الوفاة واكَّدت "تهاني الغامدي"على أنَّ سمعة والدها وسيرته العطرة أهم لديها من أن تسيء إليها؛ عندما تقف في المحاكم شاكيةً أحد أخوتها مهما بلغ ظلمه لها بعد وفاة والدها، مشيرةً إلى أنَّ الأخوّة والوفاء للأموات أبقى من المال مهما بلغ مقداره، لافتةً إلى أنَّ ذلك يُعدُّ نوعاً من البر للآباء.