قصة نبي الله صالح عليه السلام في البداية يجب ان نعرف ان نبي الله صالح هو واحد من الانبياء الذين بعثهم الله تبارك و تعالى لدعوة الناس الى التوحيد و عبادة الله وحده لا شريك له ، فقد كان اغلب الاقوام في قديم الزمان يعبدون الاصنام و الاوثان ويشركون بالله عز وجل ، ومن الاقوام الذين كانوا يشركون بالله عز وجل ويعصونه قوم ثمود ، وهم القوم الذين ارسل الله لهم نبيه صالح عليه السلام ، وقبيلة ثمود هي قبيلة عربية تسكن في الجزء الذي يقع ما بين الحجاز و تبوك ، وقد كان معروف عنهم حبهم لعبادة الاصنام ، وكانت هذه القبيلة في ضلال كبير.
أي بعثه الله تعالى منهم والله أعلم. [1] شاهد أيضًا: قصة سيدنا سليمان كاملة قصة سيدنا صالح إنّ الصّراع بين الإيمان والكفر هو صراعٌ أزليٌّ وسيستمرّ إلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها. ومجدّداً انتشرت العادات الجاهليّة بين العرب. وساد الجحود والإنكار والكفر بالخالق الواحد الأحد. كذلك اتّبع النّاس خطوات الشّيطان وتعاليمه ووسوساته. فأرسل الله تعالى من القوم الكافرين واحداً منهم أضاء الله تعالى قلبه بالإيمان والتّوحيد. و كذلك اصطفاه منهم ليدعوهم إلى عبادة الله تعالى، وترك الجحود والإنكار لفضله عليهم جلّ جلاله. لكنّهم أبوا الإيمان وعارضوا الدّعوة، وكان مصيرهم الهلاك والعذاب في الدّنيا والآخرة. وقد ذكرهم القرآن الكريم بالتّفصيل والاختصار في عدّة مواضع منها، سورة الأعراف وفصّلت وهود والحجر. وفيما يأتي سنعرض أحداث قصة سيدنا صالح كاملةً وبالتّفصيل. [2] شاهد أيضًا: قصة سيدنا موسى عليه السلام كاملة إرسال صالح لثمود بعث الله تعالى نبيّه صالحاً عليه السّلام ليدعو قوم ثمودٍ لترك الشّرك بالله تعالى والعياذ بالله، وعبادته هو الواحد الأحد. و كذلك دعاهم إلى شكر الله تعالى على نعمه الكثيرة والوفيرة الّتي منّ بها عليهم، فقد كان قوم ثمودٍ أصحاب حضارةٍ وبنيانٍ وعمران.
الفائدة الثانية: في قوله تعالى: ﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ * فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ ﴾ [القمر: 23، 24]. ومعنى أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ؛ أي نسلِم أمرنا جميعًا لواحد منا؛ وهذا في نظرهم منكر ليس بمعقول، وترك الحق لقلة أهله وقلة ناصريه أو اتباع الباطل لكثرة أهله هو داء في الناس من قديم، إلا أنه فشا في هذا الزمان فشوًّا منكرًا، وذلك تصديق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عندما قال: « بَدَأَ الإِسْلَامُ غَرِيبًا، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيباً، فَطُوبى لِلْغُرَبَاءِ » [3] ، قالوا: ومَنِ الغرباءُ يا رسولَ اللهِ؟ قال: « أُنَاسٌ صَالِحُونَ فِي أُنَاسِ سُوءٍ كَثِيرٍ، مَنْ يَعْصِيهِمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ يُطِيعُهُمْ » [4]. و قد قال الله ت عالى في كتابه العزيز: ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴾ [الأنعام: 116]. قال الفضيل بن عياض رحمه الله: «اتبع طريق الهدى ولا يضرك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلالة ولا تغتر بكثرة ا لهالكين»، اللَّه م ثبتنا على الحق حتى نلقاك.