ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا

ولا يجرمنكم شنآن قوم على ترك العدل وإيثار العدوان على الحق ، وفي هذا دليل على نفوذ حكم العدو على عدوه في الله تعالى ونفوذ شهادته عليه; لأنه أمر بالعدل وإن أبغضه ، ولو كان حكمه عليه وشهادته لا تجوز فيه مع البغض له لما كان لأمره بالعدل فيه وجه ، ودلت الآية أيضا على أن كفر الكافر لا يمنع من العدل عليه ، وأن يقتصر بهم على المستحق من القتال والاسترقاق ، وأن المثلة بهم غير جائزة وإن قتلوا نساءنا وأطفالنا وغمونا بذلك; فليس لنا أن نقتلهم بمثلة قصدا لإيصال الغم والحزن إليهم; وإليه أشار عبد الله بن رواحة بقوله في القصة المشهورة: هذا معنى الآية. وتقدم في صدر هذه السورة معنى قوله: ولا يجرمنكم شنآن قوم ، وقرئ " ولا يجرمنكم " قال الكسائي: هما لغتان. ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا. وقال الزجاج: معنى " لا يجرمنكم " لا يدخلنكم في الجرم; كما تقول: آثمني أي: أدخلني في الإثم. ومعنى: هو أقرب للتقوى أي: لأن تتقوا الله ، وقيل: لأن تتقوا النار.
  1. ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم
  2. ولا يجرمنكم شنئان قوم ان صدوكم
  3. ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا
  4. ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا

ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم

تكرار الباري سبحانه في طلب العدل في قوله تعالى: {عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا} ، لإظهار مدى أهمّيّته، فكان عدل المسلمين فيما بينهم، ومع أعدائهم وغيرهم سببًا في دخول النّاس في الإسلام أفواجًا. وممَّا يُستَفادُ مِن قَوْلِه تعالى: {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} ، بأنَّه هناك فَرْقٌ بين العَدْلِ والمساواةِ، وأكثَرُ ما ورد في القرآنِ الكريم إثبات العدل كما في الآية السّابقة، ونفْيُ المساواةِ؛ كما في قوله تعالى: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ* مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} ، [١٣] وقوله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} ، [١٤] فقد نفى الله تعالى إمكانيّة المساواة في الآيتين. إقامة العدل في الدّولة والمجتمع دليل الصلاح والفلاح، وكما يقال: ينصر الله دولة العدل وإن كانت كافرة، ولا ينصر دولة الظلم وإن كانت مؤمنة. المراجع [+] ↑ سورة المائدة، آية: 1. ↑ "سورة المائدة" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 30-06-2020. ولا يجرمنكم شنئان قوم أن صدوكم. بتصرّف. ↑ سورة المائدة، آية: 8. ↑ "تفسير: (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا)" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 30-06-2020.

ولا يجرمنكم شنئان قوم ان صدوكم

{لا تعدلوا}: صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب. {اعدلوا}: استئنافيّة لا محلّ لها من الإعراب. {هو أقرب للتّقوى}: تعليليّة لا محلّ لها من الإعراب. {اتّقوا الله}: معطوفة على جملة اعدلوا لا محلّ لها من الإعراب. {إنّ اللّه خبير}: تعليليّة لا محلّ لها من الإعراب. {تعملون}: صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب.

ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا

** ورد عند ابن الجوزي قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " في سبب نزولها ثلاثة أقوال. وَلَا يجرمنكم شنئان قوم على أَلا تعدلوا اعدلوا هُوَ أقرب للتقوى}. (*) أحدها: أنها نزلت من أجل كفار قريش أيضا ، وقد تقدم ذكرهم في قوله: " وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ " روى نحو هذا أبو صالح ، عن ابن عباس ، وبه قال مقاتل. (*) والثاني: أن قريشا بعثت رجلا ليقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأطلع الله نبيه على ذلك ، ونزلت هذه الآية ، والتي بعدها ، هذا قول الحسن. (*) والثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى يهود بني النضير يستعينهم في دية ، فهموا بقتله ، فنزلت هذه الآية ، قاله مجاهد ، وقتادة ** ورد عند الطبري قد قيل: إن هذه الآية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين همت اليهود بقتله.

ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا

(198) ولو لم يكن في الكلام " هو " لكان " أقرب " نصبا، ولقيل: " اعدلوا أقربَ للتقوى " ، كما قيل: انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ [سورة النساء: 171]. (199) * * * وأما قوله: " واتقوا الله إنّ الله خبير بما تعملون " ، فإنه يعني: واحذروا أيها المؤمنون، أن تجوروا في عباده فتجاوزوا فيهم حكمه وقضاءَه الذين بيّن لكم، فيحلّ بكم عقوبته، وتستوجبوا منه أليم نكاله= " إن الله خبير بما تعملون " ، يقول: إن الله ذو خبرة وعلم بما تعملون أيها المؤمنون فيما أمركم به وفيما نهاكم عنه، من عمل به أو خلافٍ له، مُحْصٍ ذلكم عليكم كلّه، حتى يجازيكم به جزاءَكم، المحسنَ منكم بإحسانه، والمسيءَ بإساءته، فاتقوا أن تسيئوا. (200) ------------------------- الهوامش: (192) في المطبوعة: "لولايتهم" ، وأسقط "لكم" ، وأثبتها من المخطوطة. (193) انظر تفسير "القسط" فيما سلف 9: 301 ، تعليق: 5 ، والمراجع هناك. (194) انظر ما سلف 9: 301 ، الآية الأولى = ثم الثانية 9: 483- 487. (195) انظر تفسير "العدل" ، و "التقوى" ، فيما سلف من فهارس اللغة. (196) "الفعل" ، يعني مصدر الفعل ، كما سلف قريبا ص: 82 ، تعليق: 2 ، وانظر فهرس المصطلحات. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المائدة - الآية 8. (197) كان في المطبوعة: "هو خير لكم" ، وفي المخطوطة بإسقاط "هو" ، وهذا الذي أثبته هو نص آية البقرة: 271 ، وراجع ذلك في 5: 582 مما سلف.

* * * القول في تأويل قوله عز ذكره: اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) قال أبو جعفر: يعني بقوله جل ثناؤه: " اعدلوا " أيها المؤمنون، على كل أحد من الناس وليًّا لكم كان أو عدوًّا، فاحملوهم على ما أمرتكم أن تحملوهم عليه من أحكامي، ولا تجوروا بأحد منهم عنه. * * * وأما قوله: " هو أقرب للتقوى " فإنه يعني بقوله: " هو " العدلُ عليهم أقرب لكم أيها المؤمنون إلى التقوى، يعني: إلى أن تكونوا عند الله باستعمالكم إياه من أهل التقوى، وهم أهل الخوف والحذر من الله أن يخالفوه في شيء من أمره، أو يأتوا شيئا من معاصيه. ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا. (195) * * * وإنما وصف جل ثناؤه " العَدْل " بما وصفه به من أنه " أقرب للتقوى " من الجور، لأن من كان عادلا كان لله بعدله مطيعًا، ومن كان لله مطيعا، كان لا شك من أهل التقوى، ومن كان جائرا كان لله عاصيا، ومن كان لله عاصيا، كان بعيدًا من تقواه. * * * وإنما كنى بقوله: " هو أقرب " عن الفعل (196) والعرب تكني عن الأفعال إذا كَنَتْ عنها بـ " هو " وبـ " ذلك " ، كما قال جل ثناؤه: فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ (197) [سورة البقرة: 271] و ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ [سورة البقرة: 232].