الحديث الخامس و العشرون : فضل الذكر - الاربعين النووية

والضيف: هو الذي نزل بك وأنت في بلدك وهو مارٌّ مسافر، فهو غريب محتاج، وإكرام الضيف من الإيمان، ومن مظاهر حُسن الإسلام. روى مسلمٌ في صحيحه من حديث أبي شريح الخزاعي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الضيافة ثلاثة أيام، وجائزته يوم وليلة"، والجائزة: العطية والمنحة والصلة، وذلك لا يكون إلا مع الاختيار. * فائدة: ينبغي للضيف ألا يزيد في إقامته على ثلاثة أيام، إلا إذا ألح من أضافه عن طيب نفس، ويعلم ذلك بالقرائن. الحديث الخامس والثلاثون : المسلم أخو المسلم - الاربعين النووية. وينبغي له أن ينصرف طيب النفس، وإن جرى في حقه تقصير؛ لأنه من حسن الخُلُق والتواضع، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم كما عند مسلم: "ولا يحل لرجل مسلم أن يقيم عند أخيه حتى يؤثمه"، قال: يا رسول الله، وكيف يؤثمه؟ قال: "يقيم عنده، ولا شيء له يَقْرِيهِ به". * ما يستفاد من الحديث الخامس عشر. في الحديث الحث على التخلق بمكارم الأخلاق. التحذير من آفات اللسان، و الحث على حفظ اللسان وألا يتكلم إلا بخير. على المرء أن يفكر فيما يريد أن يتكلم به، فإذا ظهر له أنه لا ضرر عليه في التكلم به تكلم به، وإن ظهر له فيه ضرر أو شك فيه أمسك. ندب الشارع إلى الإمساك عن كثير من المباحات، لئلا تجر صاحبها إلى المحرمات والمكروهات.

الحديث الخامس والثلاثون : المسلم أخو المسلم - الاربعين النووية

شرح الحديث الخامس من أحاديث الأربعين النووية (حديث النهي عن البدع)

ص105 - كتاب شرح الأربعين النووية للعثيمين - الحديث السادس - المكتبة الشاملة

تفسير الحديث الخامس من أحاديث الأربعين النووية. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] بسم الله الرحمن الرحيم إليكم الحديث و يليه الشرح عن ام المؤمنين أم عبد الله عـائـشة رضي الله عنها ، قالت: قال رسول الله صلي الله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هـذا مـا لـيـس مـنه فهـو رد). رواه الـبـخـاري ومسلم وفي رواية لمسلم: ( مـن عـمـل عـمـلا لـيـس عـلـيه أمـرنا فهـو رد). العبادة هي الغاية من وجود الإنسان في هذه الحياة, وهي التي من أجلها أرسل الله الرسل وأنزل الكتب, { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}. ( الذاريات 56). شرح الحديث الخامس من أحاديث الأربعين النووية (حديث النهي عن البدع). والله عز وجل كما أنه لم يخلق هذا الإنسان عبثا بل خلقه لغاية محددة, ووظيفة عظيمة, فكذلك لم يتركه هملا لا يعرف كيف يؤدي هذه الوظيفة التي من أجلها خُلِق, فخلقه وعلمه, ودله على الطريق الموصلة إليه سبحانه, وجعلها طريقا واحدة, دليلها الكتاب, وبابها الرسول, فمن أراد سلوك الطريق من غير دليل تاه, ومن أراد الولوج من غير باب الرسالة وبدون مفتاح النبوة فقد ضل سواء السبيل, فبين سبحانه للناس على ألسنة رسله كيف يعبدوه ويوحدوه, وحدد لهم مجالات هذه العبادة وضوابطها, فلا يعبد إلا الله وحده, ولا يعبد كذلك إلا بما شرعه من الدين.

شرح الحديث الخامس من أحاديث الأربعين النووية (حديث النهي عن البدع)

قال: (وَلا تَبَاغَضوا) أي لا يبغض بعضكم بعضاً ، والبغضاء لا يمكن تعريفها، تعريفها لفظها:كالمحبة والكراهة، والمعنى: لا تسعوا بأسباب البغضاء. وإذا وقع في قلوبكم بغض لإخوانكم فاحرصوا على إزالته وقلعه من القلوب. (وَلا تَدَابَروا) إما في الظهور بأن يولي بعضكم ظهر بعض، أولا تدابروا في الرأي، بأن يتجه بعضكم ناحية والبعض الآخر ناحية أخرى. (وَلاَ يَبِع بَعضُكُم عَلَى بَيعِ بَعضٍ) مثال ذلك:رأيت رجلاً باع على آخر سلعة بعشرة،فأتيت إلى المشتري وقلت: أنا أعطيك مثلها بتسعة،أو أعطيك خيراً منها بعشرة،فهذا بيع على بيع أخيه، وهو حرام. (وَكونوا عِبَادَ اللهِ إِخوانَاً) أي صيروا مثل الإخوان،ومعلوم أن الإخوان يحب كل واحد منهم لأخيه ما يحب لنفسه. وقوله: (عِبَادَ اللهِ) جملة اعتراضية المقصود منها الحث على هذه الإخوة. ثم قال: (المُسلِمُ أَخو المُسلِمِ) أي مثل أخيه في الولاء والمحبة والنصح وغير ذلك. ( لاَ يَظلِمهُ) أي لا ينقصه حقه بالعدوان عليه، أو جحد ما له ، سواء كان ذلك في الأمور المالية ،أو في الدماء،أو في الأعراض، في أي شيء. ص105 - كتاب شرح الأربعين النووية للعثيمين - الحديث السادس - المكتبة الشاملة. (وَلاَ يَخذُلُهُ) أي لا يهضمه حقه في موضوع كان يحب أن ينتصر له. (ولا يكذبه) أي لا يخبره بالكذب، الكذب القولي أو الفعلي.

(٤) هو أبو الحسن علي بن عبد الله الشاذلي المغربي الزاهد الصوفي، إليه تنتسب الطريقة الشاذلية، وسكن مدينة (شاذلة) التونسية، ويعتبر الشيخ أبو العباس المرسي أبرز أتباعه، وتوفي (٦٥٦ هـ) انظر: العبر في خبر من غبر (٣/ ٢٨٢). ولشيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله مصنّفٌ كبيرٌ طُبِع أخيرًا طبعةً كاملةً بعنوان: (الرَّد على الشَّاذليِّ في حزبيه، وما صنَّفه في آداب الطريق) يقع في ٢٥٠ صفحة، وهو جوابٌ عن استفسارٍ جاءه في بعض أوراد حزب الشيخ أبي الحسن الشاذلي. (٥) سورة النجم: (٢٩). (٦) معروف الكرخيُّ أبو محفوظ البغداديّ، واسم أبيه فيروز، وقيل: فيرزان، من الصابئة، قال فيه الذهبيّ: علم الزهاد، ذُكِرَ معروفٌ عند الإمام أحمد، فقيل: قصير العلم، فقال: أمسك، وهل يراد من العلم إلَّا ما وصل إليه معروفٌ!. مات سنة (٢٠٠ هـ). انظر: تاريخ بغداد (١٥/ ٢٦٣) سير أعلام النبلاء (٩/ ٣٤٠).