شعب الإ يمان - إسلام ويب - مركز الفتوى

قوله: [والإيمان بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول: لا إله إلاّ الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان] هل هذا تعريف الإيمان إذا قرن به الإسلام؟الجواب: لا؛ لأننا ذكرنا أن الإسلام هو الأعمال الظاهرة إذا اقترن بالإيمان، وأن الإيمان يكون عمل القلب، والحديث تضمن قول اللسان وعمل الجوارح والقلب. شرح حديث الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أو بِضْعٌ وسِتُّونَ شُعْبَةً: فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لا إله إلا الله. ففهمنا من هذا أن المؤلف رحمه الله بدأ بيان هذه المرتبة بالبيان العام الذي لا يكون مع الإسلام والإحسان. أما الإيمان الذي يقصد ويراد عند ذكر الإسلام -أي: عند اقترانه بذكر الإسلام- فهو ما قاله رحمه الله في قوله: [وأركانه ستة، وهي أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره]، فهذه كلها أعمال قلبية. ولذلك سماها شيخ الإسلام رحمه الله: (عقود القلب)، وسماها (حقائق الإيمان)، فعقود القلب وحقائق الإيمان كلها من الأعمال القلبية، فإذا قيل لك: ما الإيمان؟ فإن أردتَ أن تعرِّفه تعريفاً عاماً دون اقترانٍ بذكر الإسلام فقل: ما ذكره المؤلف رحمه الله أولاً: بضع وسبعون شعبة، أعلاها قول: (لا إله إلاّ الله)، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان. وإذا جاء ذكر الإيمان والإسلام في سياقٍ واحدٍ كقوله تعالى: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ [الأحزاب:35] حيث ذكر الأمرين: الإسلام والإيمان فالمسلمون في قوله: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ) هم الذين أتوا بالأعمال الظاهرة، والمؤمنون في قوله: (وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ) هم الذين أتوا بالأعمال الباطنة، وتنبه إلى هذا الفرق.

  1. فوائد من حديث: الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة
  2. الدرر السنية
  3. شرح حديث الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أو بِضْعٌ وسِتُّونَ شُعْبَةً: فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لا إله إلا الله

فوائد من حديث: الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة

((الحياء شعبة من الإيمان))، فإذا كان الإنسان حييًّا لا يتكلم بما يدنسه عند الناس، ولا يفعل ما يدنسه عند الناس، بل تجده وقورًا ساكنًا مطمئنًّا، فهذا من علامة الإيمان، والله الموفق. المصدر: «شرح رياض الصالحين» (4/ 26- 32)

الدرر السنية

مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 26/2/2017 ميلادي - 30/5/1438 هجري الزيارات: 124337 فوائد من حديث " الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة ، فأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان))؛ رواه مسلم، وأصله في البخاري [1]. يتعلق بهذا الحديث فوائد: الفائدة الأولى: الإيمان قولٌ باللسان، ومنه: قول: (لا إله إلا الله)، وتصديق بالقلب، ومِن عمل القلب: الحياء، وعمل بالجوارح الظاهرة، ومنه: إماطة الأذى عن الطريق، والإيمان يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية؛ هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، فلا يكفي في الإيمان مجرد تصديق القلب، كما يقوله بعض أهل البدع؛ كالكرَّامية، ولا مجرد قول اللسان وتصديق القلب، كما يقوله بعض أهل البدع؛ كالمرجئة، ولا مجرد عمل الجوارح مع فساد الباطن، كما هو حال المنافقين، بل لا بد من اجتماع هذه الثلاثة. الفائدة الثانية: من سَعة فضل الله تعالى أن جعل الإيمان شُعَبًا وخصالًا متعددة، كلما عمل المسلم بشعبة منها زاد إيمانه وعظم أجره، وقد نوَّع الشرع بين هذه الشُّعب في الحُكم، كما نوَّع بينها في المرتبة، فمنها ما لا يصح الإيمان إلا به، مثل: قول: (لا إله إلا الله)، ومنها ما هو واجبٌ، مثل: بر الوالدين، ومنها ما هو من مكارم الأخلاق، مثل: الحياء، ومنها ما هو من الآداب الشرعية، مثل: إماطة الأذى عن الطريق.

شرح حديث الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أو بِضْعٌ وسِتُّونَ شُعْبَةً: فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ: لا إله إلا الله

"لا تَغْتابوا المسلِمينَ"، أي: لا تَذكرُوهم في غَيبتِهم بما يَسوءُهم ويُحزِنُهم، "ولا تتبِعوا عَوراتِهم"، أي: ولا تتحرَّوْا تتبُّعَ سقَطاتِهم وزَلَّاتِهم، وكشْفَ ما يَسترُونَه عن النَّاسِ من القَبائحِ؛ "فإنَّه مَنِ اتَّبع عَوراتِهم يتَّبِعِ اللهُ عورتَه، ومَن يتَّبعِ اللهُ عوْرتَه يفضَحْه في بيتِه"، أي: يكونُ الجزاءُ مِن جِنس العَملِ، فكمَا تتبَّعوا سَقطاتِ المسلمينَ وزلَّاتهِم واغْتابوهم لفَضحِهم، سَخَّر اللهُ تَعالى له مَن يتَّبعُ عورتَه فيفضَحُه حتى وهو في بيتِه. وفي الحديثِ: بيانُ أنَّ الإيمانَ يكونُ بالقولِ والعَملِ والجوارحِ، وأنَّ المغْتابَ لم يَستقِرَّ الإيمانُ في قلبِه. وفيهِ: النَّهيُ التَّحذيرُ من الغِيبةِ، والترهيبُ الشَّديدُ مِن تتبُّعِ عوراتِ المسلمينَ.

الفائدة الثالثة: جعل الإسلام من أعمال الإيمان: تنظيم حياة المسلم الاعتقادية، والاجتماعية، والمالية، وغيرها، وهذا يدفع المؤمن للعمل؛ لأنه يرجو بذلك وجه الله تعالى وثوابه؛ إذ كل عمل صالح يعمله المؤمن وهو يبتغي به وجه الله تعالى، ويوافق فيه شريعة محمد صلى الله عليه وسلم فهو عملٌ يثاب عليه، سواء أكان عبادة محضة، أم شأنًا من شؤون الحياة الدنيا، وكثير من الناس يحرم ثوابَ كثيرٍ مِن عمله بسبب تقصيره في النية الصالحة، أو عدم موافقته لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم، قال الإمام عبدالله بن المبارك رحمه الله تعالى: خَصلتان حُرمهما الناس: الحسبة في الكسب، والحسبة في النفقة [2]. [1] رواه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان وأفضلها وأدناها وفضيلة الحياء وكونه من الإيمان 1/ 63 (35)، وأصل الحديث في البخاري في كتاب الإيمان باب أمور الإيمان 1/ 12 (9)، ولفظه: ((الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان))، فليس فيه ذكر أعلاها وأدناها، وقال: ((بضع وستون))، وقوله: ((بضع)) معناه: العدد ما بين 3 إلى 9، و((شعبة)): قطعة، والمراد الخصلة أو الجزء. [2] رواه البيهقي في شعب الإيمان 6/ 420 (8739).