إن يعلم الله في قلوبكم خيرا

الخاطرة 24 في فقه الجهد: إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا!

تحسسوا قلوبكم إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم

لولا أنّك بالفضلِ تجود ، ما كانَ عبدُكَ إلى الذنبِ يعُود. ولولا محبّتُك للغفران ، ما أمهلتَ مَن يُبارزُكَ بالعصيان ، وأسبلت سترك على من تسربَلَ بالنسيان ، وقابلتَ إساءتَنا منكَ بالإحسان. إلهي! ما أمرتَنا بالاستغفارِ إلاّ وأنتَ تُريدُ المغفرة ، ولولا كرمُك ما ألهمتَنا المعذرة. أنتَ المبتدئُ بالنوالِ قبلَ السؤالِ ، والمعطي مِن الإفضالِ فوقَ الآمال ، إنّا لا نرجُو إلاّ غفرانَك ، ولا نَطلبُ إلاّ إحسانَك. إلهي! أنتَ المحسنُ وأنا المُسيء ، ومِن شأنِ المحسن إتمامُ إحسانِه ، ومِن شأنِ المسيءِ الاعترافُ بعدوانِه. يا مَن أمهلَ وما أهمَل ، وسَترَ حتّى كأنّه غفَر ، أنتَ الغنيُّ وأنا الفقير ، وأنتَ العزيزُ وأنا الذليل. إلهي! "إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا".. لماذا خشي بن مسعود أن تسقط عليه حجارة من السماء؟ (الشعراوي يجيب). مَن سواكَ أطمعَنا في عفوِك وجودِك وكرمِك ؟ وألهمَنا شُكرَ نعمائِك ، وأتى بنا إلى بابِك ، ورغّبَنا فيما أعددّتَه لأحبابِك ؟ هل ذلكَ كلُّه إلاّ منكَ ، دللتَنا عليكَ ، وجئتَ بنا إليك. واخيبةَ مَن طردتَه عن بابِك.! واحسرةَ مَن أبعدتَه عن طريقِ أحبابِك.! [ لَوْ عَلِمتُمْ كَيْفَ يُدبّرُ اللهُ أمُورَكُمْ لذابَتْ قلوبُكُم مِنْ مَحَبّتِهِ] " منقول لروعتها "

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا..}

اقرأ أيضا: كل شيء منه وحده.. لا أحد يقدر على الضر أو النفع إلا بإذن من الله (الشعراوي)

&Quot;إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا&Quot;.. لماذا خشي بن مسعود أن تسقط عليه حجارة من السماء؟ (الشعراوي يجيب)

إلخ. تحسسوا قلوبكم إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم. وروى الحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قلادة لها في فداء زوجها ، فلما رآها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رق لها رقة شديدة وقال: " إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها " هكذا في الدر المنثور ، وعزاه الحافظ في الإصابة إلى الواقدي بسند له عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة بأبسط مما هنا قليلا ، وفيه أنه كلم الناس فأطلقوه ورد عليها القلادة وأخذ على أبي العاص ( زوجها) أن يخلي سبيلها ففعل اهـ. وقد أسلم العاص بعد ذلك ورواية الواقدي ضعيفة ، وتصحيح الحاكم ينظر فيه. ثم ختم الله تعالى هذه السورة الجامعة لأهم قواعد السياسة في الحرب والسلم والأسرى والغنائم بما يناسبها من القواعد في ولاية المؤمنين بعضهم لبعض بمقتضى الإيمان والهجرة ، وما يلزمهما من الأعمال ، واختلاف ذلك باختلاف الأحوال: كولاية الكافرين بعضهم لبعض في مقابلة أهل الإيمان ، ومن المحافظة على الوفاء بالعهود والمواثيق مع الكفار ما دام العهد معقودا غير منبوذ وغزله عند الكفار مبرما غير منكوث ، فقال:

عرض وقفات التدبر | تدارس القرآن الكريم

إن لَم تكُن شَجرة هذه الجَماعات السَّاعيَة إلى الحُكم والرئاسَة قَد نبتَت في تُربَة صالِحَةٍ مِن الإيمان والتَّقوى، وتخرَّجت مِن مدرسَة الوَحي بعدَ تربيَة سنين وأعوام كما تخرَّج الرَّعيل الأوَّل من الصَّحابَة الكِرام مِن مدرسَة النُّبوَّة؛ فلا خيرَ يُرتَجى؛ اللهم إلا تغيُّر الأسماء والأشكال؛ والواقِع باقٍ كما هُو بأزماتِه ومشاكِله؛ ورُبَّما انبثقت مشاكِل مِن نَوعٍ آخَر لَم تُعهَد مِن ذي قَبل! - وأيمُ الله لستُ مُتشائِما ولا نابِذًا للتَّغيير ولا مُخذِّلا للعَزائِم؛ ولَكنِّي أومِن إيمانًا لا يتزحزَح أنَّ التَّغيير لا يكُون إلا بنفسِ المَنهَج والخطِّ الذي سارَ عليه الرَّسُول (عليه الصَّلاة والسَّلام) ومَن سبَقَه مِن أولي العَزمِ من الرُّسل! إن يعلم الله في قلوبكم خيرًا يؤتكم خيرً. أمَّا التَّغيير الفَوقي المُنتَهج الآن بما نَراه مِن عُنفٍ وتَكفيرٍ وتفجيرٍ؛ بل وتواطُؤ فاضِح مَع أعداءِ الدِّين في خساسَة ما بعدَها خساسَة؛ فلَن يُورثَ إلاَّ الدَّمار والخَراب؛ ولَنا في " سيناريُو العراق" عِبرَة لَمن يعتبر، وما هُو عنَّا ببعيد! ولَن تجدَ لسُنَّة الله تبديلا! فاللهم رُحماكَ بالبلاد والعباد؛ واللهُمَّ أعد المُسلمين على اختلافِ طوائِفهم ونِحلِهم ومذاهبهم إلى ينبوع الهدايَة؛ كتابك العَظيم الذي أنزَلتَه بِعلمِك يا مَن يعلَم السِّر في السَّماوات والأرض؛ وانفِ عَن دينك ما أقحمه فيهِ الحاقدُون وخلطَه بِه الجاهلُون ، والحمد لله ربِّ العالمين.

يقول الله: إن عملتم بطاعتي ونصحتم لي ولرسولي ، أعطيتكم خيرا مما أخذ منكم وغفرت لكم. وكان العباس بن عبد المطلب يقول: لقد أعطانا الله خصلتين ، ما شيء هو أفضل منهما: عشرين عبدا ، وأما الثانية: فنحن في موعود الصادق ننتظر المغفرة من الله سبحانه.