رجال عاهدوا الله

قوله تعالى: من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما. قوله تعالى: من المؤمنين رجال رفع بالابتداء ، وصلح الابتداء بالنكرة لأن صدقوا في موضع النعت. فمنهم من قضى نحبه ( من) في موضع رفع بالابتداء. إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الأحزاب - قوله تعالى من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه - الجزء رقم10. وكذا ( ومنهم من ينتظر) والخبر في المجرور. والنحب: النذر والعهد ، تقول منه: نحبت أنحب ، بالضم. قال الشاعر: وإذا نحبت كلب على الناس إنهم أحق بتاج الماجد المتكرم وقال ثان: قد نحب المجد علينا نحبا [ ص: 146] وقال آخر: أنحب فيقضى أم ضلال وباطل وروى البخاري ومسلم والترمذي عن أنس قال: قال عمي أنس بن النضر - سميت به - ولم يشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر عليه فقال: أول مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غبت عنه ، أما والله لئن أراني الله مشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بعد ليرين الله ما أصنع. قال: فهاب أن يقول غيرها ، فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد من العام القابل ، فاستقبله سعد بن مالك فقال: يا أبا عمرو أين ؟ قال: واها لريح الجنة!

  1. رجال عاهدوا الله
  2. من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
  3. رجال صدقوا ما عاهدوا الله

رجال عاهدوا الله

لقد كانت الأمة الإسلامية مرفوعةَ الرأس، مسموعةَ الكلمة، عزيزةَ الجانب، أيامَ أنْ كان فيها أمثال أنس بن النضْر - رضي الله عنهم - ممن يستجيبون لله وللرسول إذا دعاهم لما يُحيِيهم، لا يتخاذلون ولا يتواكلون، ولا يَهينون ولا يَضعُفون، فإذا ما زلُّوا زلَّة فسرعان ما يَرجعون وينيبون، ويتَّخِذون من الشدائد عِبرًا رائعات، وعِظات بالغات، ومنارًا من الشبهات والظلمات، ثم ضعفت التربية الإسلامية رويدًا رويدًا لما استنام المسلمون إلى الدَّعَة، واطمأنوا إلى الراحة، واستراحوا إلى التَّرَف، والترفُ آفة الأمم، وقاتِل الهمم! مصيبة المصائب: وكانت مصيبة المصائب أن تركوا الجهادَ لما خدَعهم الأعداءُ بالمدينة، ورمَوهم بالعصبية، وأعدُّوا لهم ما استطاعوا من قوَّة، وهم في غمرةٍ ساهون، حتى إذا تمكَّنوا منهم انقضُّوا عليهم من حيث لا يشعرون، ألا فليتنبَّه المسلمون وليستيقظوا، وليعودوا إلى تاريخهم الأول، ومجدهم المؤثَّل، ولا سبيل إلى ذلك - إن شاؤوا - إلا إذا جاهَدوا في سبيل الله، وأعلَوا كلمة الله ﴿ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ﴾ [آل عمران: 174]. المصدر: من ذخائر السنة النبوية؛ جمعها ورتبها وعلق عليها الأستاذ مجد بن أحمد مكي [1] مجلة الأزهر، العدد الخامس، المجلد التاسع عشر 1367.

من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه

مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) ولما ذكر أن المنافقين، عاهدوا اللّه، لا يولون الأدبار، ونقضوا ذلك العهد، ذكر وفاء المؤمنين به، فقال: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ} أي: وفوا به، وأتموه، وأكملوه، فبذلوا مهجهم في مرضاته، وسبَّلوا أنفسهم في طاعته. { فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ} أي: إرادته ومطلوبه، وما عليه من الحق، فقتل في سبيل اللّه، أو مات مؤديًا لحقه، لم ينقصه شيئًُا. { وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ} تكميل ما عليه، فهو شارع في قضاء ما عليه، ووفاء نحبه ولما يكمله، وهو في رجاء تكميله، ساع في ذلك، مجد. من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه. { وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} كما بدل غيرهم، بل لم يزالوا على العهد، لا يلوون، ولا يتغيرون، فهؤلاء، الرجال على الحقيقة، ومن عداهم، فصورهم صور رجال، وأما الصفات، فقد قصرت عن صفات الرجال.

رجال صدقوا ما عاهدوا الله

ثم أرسل معهم مصعب بن عمير، سفير الإسلام، ليعلِّمهم ويقرئهم القرآن؛ وبالفعل نجح مصعب في دعوته، وفي إيصال الخير للناس، وأسلم عليه رجالات من الأوس والخزرج. وذاع خبر رسول الله في سائر بيوت الأنصار، وتشوَّق الناس له وللنور الذى جاء؛ فحضروا الموسم القادم، وهم يتذاكرون معاناة رسول الله في مكة، ووجوب استنقاذه من ذلك. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الأحزاب - الآية 23. فحضر الأنصار في العقبة من (مِنى) ثلاثة وسبعون رجلاً، وامرأتان؛ فاجتمعوا في العقبة، فيما عُرِفَ بعد ذلك ببيعة العقبة الثانية، وكان ذلك، آخر أيام التشريق من الموسم. فحضر النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعه عمه العباس، حضر ليستوثق لابن أخيه وكان أول مَن تكلم؛ فقال كلامًا ملخصه: " يا معشر الخزرج قد علمتم من منا محمد، وأنه في عز ومنَعة من قومه، وقد أبى إلا الانحياز إليكم واللحوق بكم، فإن رأيتم أنكم وافون له فذلك لكم، وإن أبيتم فهو في منعة من قومه ". فقال الأنصار: "قد سمعنا ما قلت؛ فتكلم يا رسول الله، وخذ لنفسك ولربك ما أحببت؛ فتكلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتلا القرآن، ودعا إلى الله ورغَّب في الإسلام ثم قال: " أبايعكم على أن تمنعوني مما تَمنعون منه نساءكم وأبناءكم "؛ فأخذ البراء بن معرور بيده، ثم قال: " والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أُزرَنا؛ فبايعنا يا رسول الله، فنحن والله أبناء الحروب، وأهل الحَلْقة،-أي السلاح- ورثناها كابرًا عن كابر ".

كان الإسلام غنيًّا بهؤلاء الفدائيين، بل كان كل أتباعه مثلاً في تفديته بالنفس والنفيس - على درجات بينهم - إذا مُسَّت دعوة الحق، أو أُهينت كلمة الصدق، أو انتُهكت حُرْمة العهد والذمام، أو فُصِمت عروة الحِلْف والوئام.