زعِمَ بعض أهل العلم أنَّ التمييز بين الأولاد مكروه؛ ولكنَّ الواضح من هذا الحديث أنَّ التمييز والتفرقة بين الأولاد في العطايا أمرٌ محرم، وأنَّ العدل والمساواة في المِنح والعطايا بين الأولاد واجبة، ومن يفعل غير ذلك فهو آثم. من أهل العلم الذين قالوا بوجوب التسوية، نذكر: الإمام البخاري، والثوري، وطاوس، وإسحاق، وأحمد، وبعض من المالكية؛ ومن أقوالهم: قال الإمام أحمد في وجوب التسوية بين الأولاد من قِبل الأم والأب: "إن حجَّ بها ولدها دون أخويه تعطيه أجرته، وتسوي بين أولادها، ولا يجوز لها أن تخص أحداً من أولادها دون أحد؛ فإن فعلت، أثمت كما يفعل الأب، ووجب عليها رد الزائد أخذه كما يجب على الأب؛ أو زيادة الأولاد الآخرين". قال الشوكاني: "فالحق أنَّ التسوية واجبة". التفرقة بين الابناء | 3a2ilati. قال الإمام أحمد أيضاً: "يرد على بقية الأولاد ويوزع بينهم بالتساوي، فلا وصية لوارثٍ لا يكتب لأحد الورثة في الوصية شيئاً أبداً، ويجوز للأب أن يرجع، إلَّا إذا تغيرت الهبة عند الولد، أو أعطاه مالاً ثمَّ نمَّاه الولد، فلا يجوز له أن يأخذه بعد التنمية، وبعد أن زاد بمجهود الولد". أمَّا بالنسبة إلى للعدل بين الذكور والإناث، فقد قال بعض العلماء: "يجب العدل بينهم الذكر مثل الأنثى"؛ ولكنَّ بعض العلماء قالوا: "يجب العدل بينهم كما عدل الله في كتابه، فالله عدل بينهم بأنَّ للذكر مثل حظ الأنثيين".
مخالفة شرعية: وعن حكم الإسلام في التمييز بين الأبناء تقول الدكتورة عبلة الكحلاوي - أستاذة الشريعة الإسلامية -: إن كل الآيات التي تتحدث عن العدل في القرآن الكريم تنطبق على الأب الذي لا يعدل بين أبنائه، وفى السنَّة النبويَّة الشريفة أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- إذ هو يحدث أصحابه جاء صبي حتى انتهى إلى أبيه فمسح رأسه وأقعده على فخذه اليمنى، قال: فلبث قليلاً فجاءت ابنةٌ له حتى انتهت إليه فمسح رأسها وأقعدها على الأرض فقال- عليه الصلاة والسلام-: فهلا على فخذك الأخرى، فحملها على فخذه الأخرى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الآن عدلت)). وتضيف الدكتورة عبلة: إن التمييز بين الأولاد والتفريق بينهم في أمور الحياة سبب للعقوق، وسبب لكراهية بعضهم بعضاً، ودافع للعداوة بين الأخوة، وعامل مهم من عوامل الشعور بالنقص. وظاهرة التفريق بين الأولاد من أخطر الظواهر النفسية التي تؤدي إلى تعقيد الابن، وانحرافه، وتحوله إلى حياة الرذيلة والشقاء والإجرام، لذلك نحذر الآباء والأمهات من الدفع بأبنائهم إلى مستشفيات الصحة النفسية وهناك تشتد الآلام ويتولد الحقد والحسد والكراهية.