11- ديوان عمرو بن قَمِيْئَة، تحقيق وشرح وتعليق: حسن كامل الصيرفي، معهد المخطوطات العربية، جامعة الدول العربية، 1965م. 12- كتاب الوحشيات لأبي تمام الطائي، تحقيق: عبد العزيز الميمني الراجكوتي، وزيادة: محمود محمد شاكر، دار المعارف، القاهرة، مصر، ط3، 1968م. [1] مدير تحرير "مجلة الهند" وأستاذ مساعد، قسم اللغة العربية وآدابها، الجامعة الملية الإسلامية، نيو دلهي.. [2] تفسير الطبري، 10 /585. [3] الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، 5 /516. [4] ديوانه، ص 45. [5] الدر المصون في علوم الكتاب المكنون، 5 /516. [6] ديوانه، ص 41. [7] ديوانه، ص 190. [8] شرح ديوانه، ص 327. [9] ديوانه، ص 134، الشف: الفضل والربح. [10] ديوانه، ص 21. [11] ديوانه، ص 462. [12] ديوانه، ص 108. مالك بن نويرة. [13] ديوانه، ص 119. [15] كتاب الوحشيات، ص 248.
وهذا لأنّ "أخْلَدَ" هنا ليس بلازم بل هو متعدٍّ ومفعوله محذوف أي أخلده ويدلّ عليه قوله تعالى﴿ لَرَفَعۡنَٰهُ بِهَا ﴾ وهو أيضًا متعدٍّ والرفع يكون إلى الجهة العالية كما يكون الإلقاء أو الإسقاط أو الجرّ إلى الأسفل كما قال تعالى بمثل هذه المناسبة: ﴿ وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ وَأَحۡسِنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ﴾ (سورة البقرة). وقال الفرزدق: وقال لهم: حلّوا الرحال، فإنكم هرَبتم، فألقُوها إلى غير مهرب [10] ومنه الإلقاء تفويض شيء إلى أحد كما قال الكميت الأسدي: وألقيتم إليّ دلاءَ قومٍ بما رفعتْ دلاؤكم عمينا [11] أنت الأمين الذي من بعد صاحبه ألقت إليك مقاليدَ النهى البشرُ [12] وقال ذو الرمة: إلى أنْ بلغتَ الأربعين فألقيتْ إليك جماهيرُ الأمور الكبائرُ فأحكمتَها لا أنتَ في الحكم عاجزٌ ولا أنت فيها عن هدى الحقّ جائرُ [13] وقد جاء في جمهرة خطب العرب: "---- وسقط الحسن إلى الأرض بعد أن ضرب الذي طعنه بسيف كان بيده واعتنقه فخرّا جميعًا إلى الأرض". [14] وقال زُمَيل بن أمِّ دينار: أغرّ هِجانًا خرّ من بطنِ حُرّةٍ إلى كفِّ أخرى حرّةٍ بهبير [15] فمعنى الآية أنّ الله يحبّ أن يرفعه إلى العلى ولكن لا يحاول الارتفاع بل يسقط نفسه إلى الدناءة ويدوم.
والمقصود أن كل واحد من الصحابة كان مجتهداً في إحقاق الحق، وأمرهم دائر بين الأجر والأجرين، فمجتهد مصيب له أجران، ومجتهد مخطئ له أجر واحد وخطؤه مغفور، ولا ينتقصهم في شيء من هذا إلا جاهل بأصول الشرع، أو زائغ عن الحق، كهذا الرافضي الذي امتلأ قلبه حقداً وضغينة على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسخر نفسه للطعن فيهم، والنيل منهم، مع ماهم عليه من المقامات الشريفة العالية في الدين، والسبق إلى سائر خصال البر والتقوى، وتعديل الله لهم في كتابه والرسول صلى الله عليه وسلم في سنته، وما جعل الله لهم في قلوب المؤمنين من الحب والولاء، وما نشر لهم بينهم من الذكر الحسن وجميل الثناء.
وكان الأولى بالمحقق التثبت بمراجعة الأغاني في المخطوطات بدل هذا التفنن في الخيالات! ثم من عجيب مجازفاته الشاطحة تجويزه أن تكون الكلمة "أجْرِيَة" جمع جِرْو، أي خير السباع صاحبة وولدا، ووصف المعنى بالجودة! وأيُّ جودة في هذا التعبير الركيك والمعنى السخيف الذي ينبو عنه "الذوق" لو كان ثمة ذوق! فتاج المدح هنا قد نُزِع من رأس الأسد ووضع على رأس لبؤته وأجرائه!! مالك بن نويره وخالد بن الوليد. لأن "أكيلةً"و"أجْرِيةً" منصوبان على التمييز، فتصبح الأخْيَرِيّة في قوله"خَيْر السباع" متعلقة بلبؤة الأسد وأطفاله لا به هو! ثم إن "أجْرِيَة" جمْع الجمع فما الداعي الأسلوبي للمبالغة في الجمع هنا، وكأن الأسد قد أصبح نملة أو ذبابة يَنْسل ما لا حصر له من الأجْراء؟! ولو قبِلْنا استعمال الأكيلة بمعنى المؤاكِلة في مطلق الاستعمال لم يصح قبولها هنا إلا إذا كان لها رصيد من العرف الشعري، أو على الأقل ساعَدَ عليها سياق البيت والمقصد الشعري العام. *أكاديمي متخصص في اللسانيات الثقافية - جامعة الطائف