قل لو كان معه الهة كما يقولون

هل هذا إلا من أظلم الظلم وأسفه السفه؟".

  1. تفسير: (قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا)
  2. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الإسراء - الآية 42

تفسير: (قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا)

﴿قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا﴾ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فإنه تمر على المرء الآية من كتاب الله جل وعلا وقد يوفق إلى التأمل فيها وتدبر معانيها حق التدبُّر والوقوف على دقائقها وأسرارها، وقد يكتفي بتلاوة ألفاظها ونطق حروفها، وبين ذلك مراتب تتفاوت تفاوت ما يفتح الله به على عباده ويمن به عليهم من عظيم فضله في فهم كتابه، كما قال علي -رضي الله عنه-: «إلا فهما يعطيه الله رجلا في القرآن». ومن الآيات العظيمة التي حوت من لب دعوة القرآن وقطب رحى الدين؛ من توحيد الله عز وجل وإثبات ذلك بالبراهين العتيدة والحجج القويمة؛ قول ربنا سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا﴾. وقد اختلف المفسرون في تأويل هذه الآية على قولين: القول الأول: ﴿لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا﴾ أي طريقا للمغالبة والممانعة كما تفعل الملوك مع بعضهم البعض من المقاتلة والمصاولة، وهو قول ابن عباس -رضي الله عنه- وسعيد بن جبير، قال ابن عباس -رضي الله عنه-: «لطلبوا مع الله منازعة وقتالا كما تفعل ملوك الدنيا بعضهم ببعض».

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الإسراء - الآية 42

حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة ( إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلا) قال: لابتغَوا القُرب إليه، مع أنه ليس كما يقولون.

كما يقولون قرأ ابن كثير وحفص يقولون بالياء. الباقون " تقولون " بالتاء على الخطاب. إذا لابتغوا يعني الآلهة. إلى ذي العرش سبيلا قال ابن العباس - رضي الله - تعالى - عنهما -: لطلبوا مع الله منازعة وقتالا كما تفعل ملوك الدنيا بعضهم ببعض. وقال سعيد بن جبير - رضي الله تعالى عنه -: المعنى إذا لطلبوا طريقا إلى الوصول إليه ليزيلوا ملكه ، لأنهم شركاؤه. وقال قتادة: المعنى إذا لابتغت الآلهة القربة إلى ذي العرش سبيلا ، والتمست الزلفة عنده لأنهم دونه ، والقوم اعتقدوا أن الأصنام تقربهم إلى الله زلفى ، فإذا اعتقدوا في الأصنام أنها محتاجة إلى الله - سبحانه وتعالى - فقد بطل أنها آلهة. تفسير الطبري يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد لهؤلاء المشركين الذين جعلوا مع الله إلها آخر: لو كان الأمر كما تقولون: من أن معه آلهة، وليس ذلك كما تقولون، إذن لابتغت تلك الآلهة القُربة من الله ذي العرش العظيم، والتمست الزُّلْفة إليه، والمرتبة منه. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الإسراء - الآية 42. كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلا) يقول: لو كان معه آلهة إذن لعرفوا فضله ومرتبته ومنـزلته عليهم، فابتغوا ما يقرّبهم إليه.