انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) ثم بين حقيقة الإيمان ، فقال: ( إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا) لم يشكوا في دينهم ( وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) في إيمانهم. فلما نزلت هاتان الآيتان أتت الأعراب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحلفون بالله إنهم مؤمنون صادقون ، وعرف الله غير ذلك منهم ، فأنزل الله - عز وجل -:

تفسير قوله تعالى: إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم

وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري, حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن محمد بن قيس عن أبي عون, عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جاءت بنو أسد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله أسلمنا وقاتلتك العرب ولم نقاتلك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن فقههم قليل وإن الشيطان ينطق على ألسنتهم. ونزلت هذه الاية "يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين" ثم قال: لا نعلمه يروى إلا من هذا الوجه, ولا نعلم روى أبو عون محمد بن عبيد الله عن سعيد بن جبير غير هذا الحديث ثم كرر الإخبار بعلمه بجميع الكائنات وبصره بأعمال المخلوقات فقال: " إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون " آخر تفسير سورة الحجرات, ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة.

قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا - مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - أبو الهيثم محمد درويش - طريق الإسلام

وقال الطبري إمام المفسرين في تلك الآية: يقول تعالى ذكره للأعراب الذين قالوا آمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبهم: إنما المؤمنون الذين صدقوا الله ورسوله ثم لم يرتابوا: يقول: ثم لم يشكوا في وحدانية الله ولا في نبوة نبيه صلى الله عليه وسلم وألزم نفسه طاعة الله وطاعة رسوله والعمل بما وجب عليه من فرائض الله بغير شك منه في وجوب ذلك عليه. وأما الوساوس التي يجدها المرء فيدفعها عن نفسه فهي من الشيطان، ودفع المرء لها وكراهيته لها يدل على الإيمان كما قال صلى الله عليه وسلم للصحابة لما شكوا إليه أنهم يجدون ما يتعاظم أحدهم أن يتلفظ به فقال: ذاك صريح الإيمان. وانظر الفتوى رقم: 48335 ، فليس مجرد وجودها في النفس دلالة على إيمان صاحبها وإنما دفعه لها ومجاهدته لنفسه في الإعراض عنها كما قال العلوي في نوازله: وما به يوسوس الشيطان * والقلب يأباه هو الإيمان فلا تحاجج عن اللعينا * فإنه يزيده تمكينا والله أعلم.

إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة الحجرات - قوله تعالى إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا - الجزء رقم12

وادعى أنه مؤمن، ولم يطمئن بالإيمان قلبه، ولا وصل إليه معناه، ولا عمل بأعمال أهله، وهم الأعراب الذين تقدم ذكرهم وسائر أهل النفاق. 15. " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا "، لم يشكوا في دينهم، " وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون " في إيمانهم. فلما نزلت هاتان الآيتان أتت الأعراب رسول الله صلى الله عليه وسلم يحلفون بالله إنهم مؤمنون صادقون، وعرف الله غير ذلك منهم، فأنزل الله عز وجل: 15-" إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا " لم يشكوا من ارتاب مطاوع رابه إذ أوقعه في الشك مع التهمة ، وفيه إشارة إلى ما أوجب نفي الإيمان عنهم ، و " ثم " للإشعار بأن اشتراط عدم الارتياب في اعتبار الإيمان ليس حال الإيمان فقط بل فيه وفيما يستقبل فهي كما في قوله: " ثم استقاموا ". " وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله " في طاعته المجاهدة بالأموال والأنفس تصلح للعبادات المالية والبدنية بأسرها. " أولئك هم الصادقون " الذين صدقوا في ادعاء الإيمان. 15. The (true) believers are those only who believe in Allah and His messenger and afterward doubt not, but strive with their wealth and their lives for the cause of Allah.
تفسير و معنى الآية 15 من سورة الحجرات عدة تفاسير - سورة الحجرات: عدد الآيات 18 - - الصفحة 517 - الجزء 26. ﴿ التفسير الميسر ﴾ إنما المؤمنون الذين صدَّقوا بالله وبرسوله وعملوا بشرعه، ثم لم يرتابوا في إيمانهم، وبذلوا نفائس أموالهم وأرواحهم في الجهاد في سبيل الله وطاعته ورضوانه، أولئك هم الصادقون في إيمانهم. ﴿ تفسير الجلالين ﴾ «إنما المؤمنون» أي الصادقون في إيمانهم كما صرح به بعد «الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا» لم يشكوا الإيمان «وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله» فجهادهم يظهر بصدق إيمانهم «أولئك هم الصادقون» في إيمانهم، لا من قالوا آمنا ولم يوجد منهم غير الإسلام. ﴿ تفسير السعدي ﴾ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ أي: على الحقيقة الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأمْوَالِهِمْ وَأنْفُسِهُم في سبيل الله أي: من جمعوا بين الإيمان والجهاد في سبيله، فإن من جاهد الكفار، دل ذلك، على الإيمان التام في القلب، لأن من جاهد غيره على الإسلام، والقيام بشرائعه، فجهاده لنفسه على ذلك، من باب أولى وأحرى؛ ولأن من لم يقو على الجهاد، فإن ذلك، دليل على ضعف إيمانه، وشرط تعالى في الإيمان عدم الريب، وهو الشك، لأن الإيمان النافع هو الجزم اليقيني، بما أمر الله بالإيمان به، الذي لا يعتريه شك، بوجه من الوجوه.