حديث الرسول لا تغضب

الغضب جماع الشر، ومصدر كل بليّة، فكم مُزّقت به من صلات، وقُطعت به من أرحام، وأُشعلت به نار العداوات، وارتُكبت بسببه العديد من التصرفات التي يندم عليها صاحبها ساعة لا ينفع الندم. متن الحديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: "أوصني، قال: « لا تغضب »، فردّد، قال: « لا تغضب »" (رواه البخاري). الشرح: خلق الله تعالى آدم عليه السلام من تراب الأرض بجميع أنواعه -الأبيض منها والأسود، والطيب والرديء، والقاسي واللين-، فنشأت نفوس ذرّيته متباينة الطباع، مختلفة المشارب، فما يصلح لبعضها قد لا يناسب غيرها، ومن هذا المنطلق راعى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في وصاياه للناس، إذ كان يوصي كل فرد بما يناسبه، وما يعينه في تهذيب نفسه وتزكيتها. الأربعون النووية | لا تغضب ولك الجنة. فها هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتسابقون إليه كي يغنموا منه الكلمة الجامعة والتوجيه الرشيد، وكان منهم أبو الدرداء رضي الله عنه -كما جاء في بعض الروايات-، فأقبل بنفس متعطشة إلى المربي العظيم، يسأله وصية تجمع له أسباب الخير في الدنيا والآخرة، فما زاد النبي صلى الله عليه وسلم على أن قال له: « لا تغضب ». وبهذه الكلمة الموجزة، يشير النبي صلى الله عليه وسلم إلى خطر هذا الخلق الذميم، فالغضب جماع الشر، ومصدر كل بليّة، فكم مُزّقت به من صلات، وقُطعت به من أرحام، وأُشعلت به نار العداوات، وارتُكبت بسببه العديد من التصرفات التي يندم عليها صاحبها ساعة لا ينفع الندم.

حديث الرسول لا تغضب

إنه غليان في القلب ، وهيجان في المشاعر ، يسري في النفس ، فترى صاحبه محمر الوجه ، تقدح عينيه الشرر ، فبعد أن كان هادئا متزنا ، إذا به يتحول إلى كائن آخر يختلف كلية عن تلك الصورة الهادئة ، كالبركان الثائر الذي يقذف حممه على كل أحد.

حديث لا تغضب ولك الجنه

محــــــاذير الغــــضـــــب: 1- الوقوع فيما يوبق من الكلام. 2- الوقوع في الحرام. 3- الدعاء على الأبناء والأولاد. 3- يولد الحقد في النفوس. 4- قد تؤدي إلى انقطاع الصلة بين الأقرباء. 5- الأفعال والأقوال العشوائية التي تورث الندم. حديث لا تغضب ولك الجنه. 6- مضاره على الصحة كثيرة. السنة في علاج الغضب: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر من غضب بتعاطي أسباب تدفع عنه الغضب ومنها. 1- التعوذ بالله من الشيطان الرجيم, فقد حدث أن استب رجلا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه مايجد؛ لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم). 2- تغير الحال عند الغضب من القيام إلى الجلوس أو الاضطجاع. فقد قال صلى الله عليه وسلم (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب ، وإلا فليضطجع). وقد قيل: إن المعنى في هذا: أن القائم متهيئ للانتقام, والجالس دونه في ذلك ، والمضطجع أبعد عنه؛ فجاء الأمر بالابتعاد عن حالة الانتقام. 3- السكوت ، فقد قال صلى الله عليه وسلم (إذا غضب أحدكم فليسكت؛ قالها ثلاثا). وهذا دواء عظيم فكم من كلام قيل في حال غضب ، أورث صاحبه الندم. 4- الوضوء أو الاغتسال ، لقوله صلى الله عليه وسلم (فإذا غضب أحدكم فليتوضأ) وفي رواية (فليغتسل).

تحقيق حديث لا تغضب ولك الجنة

ثالثا: التطلع إلى ما عند الله تعالى من الأجور العظيمة التي أعدها لمن كظم غيظه ، فمن ذلك ما رواه أبو داود بسند حسن ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه ، دعاه الله تبارك وتعالى على رؤوس الخلائق ، حتى يخيره من أي الحور شاء). رابعا: الإمساك عن الكلام ، ويغير من هيئته التي عليها ، بأن يقعد إذا كان واقفا ، ويضطجع إذا كان جالسا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع) رواه أبو داود. خامسا: الابتعاد عن كل ما ما يسبب الغضب ، والتفكر فيما يؤدي إليه. حديث الرسول لا تغضب. سادسا: تدريب النفس على الهدوء والسكينة في معالجة القضايا والمشاكل ، في شتى شؤون الدنيا والدين.

وكظمُ الغيظ من صفات عباد الله المؤمنين المحسنين، الذين يكظمون الغضب عند ثورته. وجاء أيضًا في الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن كظم غيظًا، وهو يقدر على إنفاذه، دُعي يوم القيامة على رؤوس الخلا‌ئق إلى الجنة))، أو كما قال - عليه الصلا‌ة والسلا‌م - والحديث في السنن، وهو حديث صحيح. فكظم الغيظ وإمساكُ الغضب، هذا هو الحالة الأ‌ولى التي دل عليها قوله: ((لا‌ تغضب))، وكظم الغيظ وإمساك الغضب هذا من الصفات المحمودة، ويأتي تفصيل الكلا‌م على كونه من الصفات المحمودة.