بنات محمود سعيد الطباطبائي الحكيم دام

الفنان د. في «اللون العاشق».. «بنات بحري» من لوحة فنية خالدة لرواية تشكيلية | مصر العربية. محمود سعيد بقلم: د. محمد النـاصـر انشأ الأمير يوسف كمال مدرسة الفنون الجميلة، والتي افتتحت رسميا في 12 مايو من عام 1908، وبدأت بمجموعة من الأساتذة الأجانب، وكانت أولى ثمارها مجموعة من المصريين أبدعوا فناً ذا قيمة عالية وشكلوا دعامته بدورهم الأساسي في التعبير عن الوجدان المصري وخلق الشخصية المصرية في الفن الحديث، وشمل المصورين أحمد صبري ويوسف كامل ومحمد حسن وراغب عياد مع محمد ناجي ومحمود سعيد اللذين درسا الفن دراسة حرة. رغم تأثير الثقافة الغربية على الفنان الرائد محمود سعيد وإطلاعه الواسع على فنون الشرق والغرب إلا أنه استطاع أن يكون علامة مهمة من علامات الحركة التشكيلية المصرية المعاصرة، حيث انفرد في فنه بأسلوب خاص واضح السمات يميزه بين أقرانه بعد تمسكه بالفن الذي سيطر على كيانه فوقع أسيراً له وجعله يتخلى عن وظيفة القضاء التي ظل يمارسها 25 عاما ووصل فيها إلى منصب المستشار خضوعا ونزولا على رغبة والده محمد سعيد باشا - الذي كان رئيساً للوزراء في ذلك الوقت وأسرته الأرستقراطية.

بنات محمود سعيد طيشان وأولاده بعد

[5] دراسته [ عدل] في عام 1919 حصل علي ليسانس الحقوق الفرنسية [3] ، ووافق والده - محمد سعيد باشا رئيس وزراء مصر السابق [6] - على سفره إلى باريس لاستكمال دراسته العليا للقانون فاغتنم هذه الفرصة حيث التحق بالقسم الحر بأكاديمية جراند شومبير لمدة عام ثم أكاديمية جوليان ، وانشغل بتأمل ومشاهدة الثروات الفنية في متاحف باريس ومعارضها وبالقراءة حول تاريخ الفن في كل من إيطاليا وفرنسا وبريطانيا. [7] شخصيته الفنية [ عدل] تأثر البناء التكويني لمحمود سعيد بعدة مرجعيات كونت في النهاية هندسة بنائية متميزة ومتفردة حيث تأثر بفن التصوير الفرعوني والقواعد الكلاسيكية للفنون الأوروبية في عصر النهضة بجانب تأثره بدراسة القانون والتي أملت على أفكاره النظام وأهمية الالتزام به. [6] وأصبح محمود سعيد نموذجاً لتوظيف الأساليب الغربية عن الذات الفردية والقومية وتتجلي هذه الحقيقة في أعماله المتتالية التي أنتجها منذ منتصف العشرينيات وحتى أواخر الثلاثينيات. «نساء» محمود سعيد يزيّن «فنون الشرق الأوسط». أما في مرحلة الأربعينيات فقد تمحور فنه حول البورتوريه أو الصورة الشخصية والتي اهتم فيها بإبراز العمق النفسي للشخصية بقدر ما اهتم بدقة الملامح وركز في تعبيرات الوجه. ثم جاءت مرحلة تحول فيها الفنان تحولاً شديداً وهي مرحلة الخمسينيات فساد لوحاته الهدوء وعم الضوء والبرود واختفت المشاعر المتأججة ليحل محلها الضوء الغامر والمناظر الطبيعية الواسعة والصمت في جو هادئ.

تقول حميدة: «كنت جميلة سمراء رشيقة مملوءة صبا وحياة في السادسة عشرة من عمري، أصبحت «موديلاً» لمحمود سعيد فأفنيت صباي على مهنة الموديل- الشخص الذي يرسمه الفنان – حتى استطيع مساعدة أسرتي الفقيرة، كنت أجلس أمامه سبع ساعات يوميا وكان يستغرق في اللوحة الواحدة من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع كان دقيقا في مواعيده، جاهزا بألوانه وفرشاته - عندما كنت أجلس ليرسمني كنت أحس بالزهو والفخر لأنني كنت أرى نفسي بعد ذلك في لوحة جميلة». وقد رسم محمود سعيد حميدة في العديد من الأعمال في أوضاع وملابس وتكوينات مختلفة تحمل الروح المصرية في عالم أسطوري خاص لا تخطئه العين، وكذلك «نبوية» فقد كان ميله نحو الجو الشرقي في البيئة الشعبية وحياة البسطاء واضحا. إن محاور إبداع الفنان محمود سعيد تتمثل في لوحات الصورة الشخصية والعاريات والعادات والتقاليد الشعبية والمناظر الطبيعية المتمثلة في البحر والريف، فالصور الشخصية رسمها للأطفال والنساء والرجال، وكان يدرس ويحلل الشخصية، من هذه اللوحات: ذات الهفهاف الأسود (1936) وذات الأساور الذهبية(1946) وذات الوردة (1950) كما رسم أفراد أسرته: والده وكذلك زوجته في العديد من اللوحات في أوضاع وتكوينات متنوعة احداها بالقبعة كما رسمها بالشال الأخضر عام 1922، وكذلك رسم ابنته «نادية» ورسم نفسه أيضا في لوحات عديدة، وكان يهتم في الكثير من لوحات الصور الشخصية بالخلفية ذات البعد المنظوري وكانت تتسم بالوجوم والشجن.