وما ربك بغافل عما تعملون

وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (93) ( وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها) ، أي: لله الحمد الذي لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه ، والإعذار إليه; ولهذا قال: ( سيريكم آياته فتعرفونها) كما قال تعالى: ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) [ فصلت: 53]. النمل الآية ٩٣An-Naml:93 | 27:93 - Quran O. وقوله: ( وما ربك بغافل عما تعملون) أي: بل هو شهيد على كل شيء. قال ابن أبي حاتم: ذكر عن أبي عمر الحوضي حفص بن عمر: حدثنا أبو أمية بن يعلى الثقفي ، حدثنا سعيد بن أبي سعيد ، سمعت أبا هريرة يقول: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا أيها الناس ، لا يغترن أحدكم بالله; فإن الله لو كان غافلا شيئا لأغفل البعوضة والخردلة والذرة ". [ قال أيضا]: حدثنا محمد بن يحيى ، حدثنا نصر بن علي ، قال أبي: أخبرني خالد بن قيس ، عن مطر ، عن عمر بن عبد العزيز قال: فلو كان الله مغفلا شيئا لأغفل ما تعفي الرياح من أثر قدمي ابن آدم. وقد ذكر عن الإمام أحمد ، رحمه الله ، أنه كان ينشد هذين البيتين ، إما له أو لغيره: إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب ولا تحسبن الله يغفل ساعة ولا أن ما يخفى عليه يغيب آخر تفسير سورة النمل ولله الحمد والمنة.

  1. النمل الآية ٩٣An-Naml:93 | 27:93 - Quran O

النمل الآية ٩٣An-Naml:93 | 27:93 - Quran O

القرآن الكريم - النمل 27: 93 An-Naml 27: 93

السؤال: ما المقصود بالقول في قوله تعالى: ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون (البقرة 154)؟ - الجواب: المقصود القول الناشئ عن اعتقاد والنهي عنه، لأن الإنسان يقول ما يعتقده، والمعنى: لا تعتقدوا. السؤال: ما فائدة التعبير بقوله: في سبيل الله في الآية الكريمة؟ - الجواب: للاحتراس، فليس كل مَنْ يقتلون من المسلمين أحياء عند ربهم كما يُفهم لو قيل: ولا تقولوا لمن يقتل أموات بل أحياء فهذا غير مراد، وإنما ينال تلك الدرجة العظيمة من قُتل في سبيل الله مخلصاً نيته لله تعالى. السؤال: علامَ ارتفع (أموات) و(أحياء) في الآية الكريمة؟ - الجواب: مرفوعان، لأن كلاً منهما خبر متبدأ محذوف، (ومن المواضع التي يطرد فيها حذف المبتدأ: القطع والاستئناف يبدأون بذكر الرجل ويقدمون بعض أمره ثم يدعون الكلام الأول ويستأنفون كلاماً آخر، وإذا فعلوا ذلك أتوا في أكثر الأمر بخبر من غير مبتدأ). ويمكن تعليل حذف المبتدأ في الآية أيضاً بالعلم به وبدلالة المقام عليه، فلشهرة المقتول في سبيل الله وعظيم مكانته لا يحتاج إلى ذكره، ولذا (فإنك ترى به - أي الحذف - ترك الذكر أفصح من الذكر، الصمت عن الإفادة أزيد للإفادة، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق، وأتم ما تكون بياناً إذا لم تُبِنْ).