عاقبة كفر النعم فيما يرضي الله

ثانيًا: أمره لرسله والمؤمنين بالشكر، والله لا يأمر إلا بالواجب المهم. قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا " [المؤمنون:51]. وكذا أمره لعموم المؤمنين بالشكر ، قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ " [البقرة:172]. ثالثًا: تسميته لأنبيائه ورسله وعباده المؤمنين بالشاكرين قال تعالى عن نوح، عليه السلام: " إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا " [الإسراء:3]. رابعًا: ثناء الله على إبراهيم، عليه السلام، بالشكر ، قال تعالى: " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " [النمل:120،121]. استخرج من القصة النعم التي انعم الله يها على كل واحد من الثلاثة - ملك الجواب. خامسًا: طلب كثير من رسله وعباده المؤمنين الإعانة على الشكر، قال تعالى عن سليمان عليه السلام: " رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ " [النمل:19]. سادسًا: أن الشكر مقترن بالأعمال الصالحة، ولا يسمى الإنسان شاكرًا إلا بالعمل قال تعالى: " اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا " [سبأ:13].

  1. عاقبة كفر النعم لا تدوم

عاقبة كفر النعم لا تدوم

فصار أمر الجنتين عن اليمين والشمال بعد الثمار الناضجة والمناظر الحسنة والأنهار الجارية أن تبدلت إلى شجر الأراك والطرفاء والسدر ذي الشوك الكثير والثمر القليل، وذلك بسبب كفرهم وعدم شكرهم للنعم. فيتبين لنا مما سبق أن شكر النعم سبب عظيم من أسباب دفع العقوبات من الله سبحانه وتعالى. (نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا ذكره وشكره).

ومن أسباب زوال النعم المعاصي كما قال بعض الحكماء: إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم. ويقابل عدم الشكر؛ مقام الشكر الذي هو من المقامات الرفيعة التي ينبغي للعبد السعي في الوصول إليها. وسبق بيان الشكر في الفتوى رقم: 73736 ، والفتوى رقم: 70399. والله أعلم.