إن هذا المخلوق الرقيق الصغير يمتلك موهبة خاصة وهى قدرته على التمويه والخداع فكيف يقوم بحيله؟ حيث أن الجانب البطني لونه أزرق فاتح بينما الجانب الظهرى لونه رمادي - فضي. فإذا سألت وما يفيده في ذلك ؟! أقول لك إن السر يكمن في طريقة استلقائه على سطح المياه الزرقاء إن الجانب البطني للأعلى بلونه الأزرق يندمج وينسجم مع لون مياه المحيط بينما اللون الرمادي الفضي ينسجم مع السطح الداخلي للمياه وبالتالي يحمى نفسه من الأعلى والأسفل ومن جميع الأطراف. وإذا خرج من المياه لسبب ما فإنه يلتف حول بعضه مكوناً كرة شوكيه المظهر وعندما يرجع للماء يتفتح مرة أخرى. لا يغرّنك شكل التنين الأزرق بجماله وصغر حجمه فتظنه مخلوقاً أليفاً؟ إن تنين البحر الأزرق يتغذى على طائفة الهيدريات (حيوانات شبيهة بالنبات كقنديل البحر) ويفضل منها قنديل البحر البرتغالي. يعتبر قنديل البحر البرتغالي (Portuguese Man-O-War) الذي يتميز بلسعة مؤلمة قاتل للإنسان ويمتلك سموماً قوية وهو أطول حجماً من تنين البحر ولكن هذا المخلوق يستطيع أن يتغذى عليه بسهولة وبأقل وقت ودون أن يحدث له أذى أو تسمم أو يصاب بأي لسعات! يقول العلماء أن هذا التنين قادر على اللدغ أكثر فتكاً من قنديل البحر البرتغالي وذلك اعتماداً على كمية السم الذي يجمعها داخل جسمه؟ فكيف يحدث ذلك؟ حسناً، إن تنين البحر الأزرق يمتلك داخل جلده أقراصاً صلبة تعمل كحواجز وتطلق مادة هلامية تشكل طبقة ضد لسعات القنديل ولا يكتفى بحماية نفسه من السم بل يقوم باستخدامه مستقبلاً ضد الحيوانات التي تحاول افتراسه.
قنديل البحر الازرق Blue Aurelia - YouTube
رغم أنه قد لا يشبه المخلوقات الأسطورية التي تنفث النيران كما يوحي اسمه، إلا أن توثيق كائن تنين البحر الأزرق، لا يزال يعد أمرًا نادراً. وتمكنّ مصور الحياة البحرية الأسترالي، كريستيان لين، من توثيق كائن تنين البحر الأزرق بعدسته على الشاطئ في مدينة غولد كوست في جنوب شرق ولاية كوينزلاند في أستراليا. ويعد كائن تنين البحر الأزرق من الرخويات البحرية صغيرة الحجم، والتي لا يتجاوز حجمها 3 سنتيمترات، ويمكن العثور عليه في محيطات الأطلسي، والهادئ، والهندي، وفقاً لمنظمة "Oceana" غير الربحية. وعن سبب توثيقه لهذا الكائن الفريد من نوعه، يشرح لين لموقع CNN بالعربية، أن هدفه توثيق أي كائن بحري يتمثل في نشر الوعي بمدى أهمية محيطاتنا وطبيعتنا حول العالم. وقال لين: "إذا لم نهتم بكوكبنا، أخشى دائمًا ألا تتمكن الأجيال القادمة من الاستمتاع بما لدينا اليوم". وصادف لين المئات من كائنات تنين البحر الأزرق على الشاطئ في غولد كوست، وهي مدينة ساحلية تقع في جنوب شرق ولاية كوينزلاند بشرق أستراليا في المحيط الهادئ. ويعيش تنين البحر الأزرق في الغالب في المياه الاستوائية، وعادة ما يطفو على السطح بخطوطه الزرقاء ليندمج مع بيئة المياه المحيطة، حتى لا تتمكن الطيور من رؤيته، أو يستلقي بالقيعان الرملية في المحيط، وفقًا لما ذكره لين.