إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

والثانية: في سورة الرعد: { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له}. وفي الآيتين نوعان من التغيير: تغيير من القوم لما بأنفسهم... ثم تغيير من الله لما بالقوم. والملاحظ في الآيتين أن تغيير الله لما بالناس، يأتي بعد أن يغير الناس ما بأنفسهم.. سواء كان بالخير أو بالشر. يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله: "وطبقاً لهذا القانون الإلهي نجد أن تغير الناس من الإيمان إلى الكفر لابد أن يقابله تغيير من نعمة الله عليهم، وإلا لأصبح منهج الله بلا قيمة". ويقول أيضا: "وما دام الإنسان قد غير، لابد أن يغير الحق النعمة إلى نقمة، ومن رحمته سبحانه أنه شاء أن يكون الإنسان هو البادئ، فالحق سبحانه منزّه أن يكون ظالما أو بادئا بالعقوبة، بل بدأ الإنسان بظلم نفسه. ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى: { ذٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}[الأنفال: 53]. ويقول الإمام ابن جرير الطبري عند تفسير هذه الآية أيضا: "يَقُول ـ تَعَالَى ذِكْره: إِنَّ اللَّه لَا يُغَيِّر مَا بِقَوْمٍ مِنْ عَافِيَة وَنِعْمَة فَيُزِيل ذَلِكَ عَنْهُمْ وَيُهْلِكهُمْ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ مِنْ ذَلِكَ: بِظُلْمِ بَعْضهمْ بَعْضًا، وَاعْتِدَاء بَعْضهمْ عَلَى بَعْض، فَتَحِلّ بِهِمْ حِينَئِذٍ عُقُوبَته وَتَغْيِيره.

حتى يغيروا ما بأنفسهم Pdf

دار كلمات للنشر والتوزيع ‎حتى يغيروا ما بانفسهم‎ 44 ر. س. شامل ضريبة القيمة المضافة رقم الصنف 504865 رقم المنتج 0NA083 المؤلف: ‎عواد الزايد‎ تاريخ النشر: ‎2018‎‎ تصنيف الكتاب: الاسلامية والدينية, كتب قيمة بسعر مخفض الناشر: ‎دار كلمات للنشر والتوزيع‎ عدد الصفحات: ‎194‎‎ الصيغة: غلاف ورقي الصيغ المتوفرة: غلاف ورقي سيتم إرسال الطلب الى عنوانك 44 ر. inclusive of VAT لا توجد معارض متاحة

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

أ. د. محمد خازر المجالي حقيقة قرآنية ثابتة، من سننه تعالى التي لا تتخلف ولا تحابي أحدا، سنة التغيير. فما كان الله ليغير ما بقوم من خير إلى شر، أو من شر إلى خير، حتى يغيروا ما بأنفسهم؛ فلا بد من المبادرة على الأقل، والسعي في التغيير. كم هي الأمور التي نتذمر منها ونريد تغييرها؛ على المستوى الفردي والجماعي والمجتمعي! ولا يمكن للأحوال أن تتغير بمجرد الدعاء ما لم نتحرك ونسير في الاتجاه الصحيح. وأنا هنا أتحدث عن التغيير الإيجابي نحو الأفضل، فلا بد من العزم في المسير، وحسن الثقة بالله تعالى، حتى نلتمس آثار التغيير. كثيرون هم الذين يعانون على المستوى الشخصي، من قضايا كثيرة؛ فقرا أو فشلا أو عجزا، ويملكون من الطاقات ما يملك غيرهم، ولكنهم يفهمون القدر خطأ. وربما يصرح أحدهم بأن هذه إرادة الله تعالى، وكأنه اطلع على الغيب وعرف ما فيه! فالأصل أن يرضى الإنسان بما قسم الله له، ولكن مع ذلك يسعى ويجتهد ولا يستسلم. فالله أيضا قدّر أنك إن سعيت واجتهدت، فسيكون لك كذا وكذا من النتائج، وقد لا تكون، وفق علمه سبحانه وكمته. والمهم هنا أن يسعى أحدنا ولا يرضى بالدون أو الهوان، أو يستسلم لليأس؛ بل ينهض ويأخذ بالأسباب ويحسن توكله على الله تعالى، فهو مسبب الأسباب وخالقها، ولا يتم شيء في هذه الدنيا إلا بعلمه وإرادته ووفق حكمته سبحانه.

الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

ورغم وجود القوانين الوضعية الرادعة والعقوبات التي تطبق على من يثبت قيامه بالغش إلا أن الغش قائم ويزيد في فترات التراجع العام للدول والمجتمعات. وعندنا في بلداننا رادع ديني قوي (يفترض أنه أقوى من الرادع الانساني الذي يحض على الأمانة عند غير المتدينين) لكنه للأسف لا يحول دون انتشار الغش، بل إن البعض يستغل تدينه المزيف المرائي لتبرير ذلك على أنه «شطارة». ولا يقتصر الغش على التعاملات بين الأفراد، أو في تعامل الشركات والمؤسسات بل إن الغش آفة تمتد إلى ما هو غير مادي أيضا ـ ولعل أسوأ الغش هو ذلك الذي يخدع العقول والقلوب. وهذا الشكل الأخير من اشكال الغش هو الأسهل تبريرا لدى من يرتكبونه، كما أن أثره وإن كان يصعب حسابه كميا كما في حالات الغش التجاري إلا أنه أخطر بكثير على مستقبل المجتمعات والدول. فالحكومة التي تغش مواطنيها ويجد الجميع لذلك طريقة لتجاوز الأمر على اعتبار أن «السياسة كلها كذب» ترسخ في الواقع لتوجه يتفاقم حتى يصل الأمر إلى انعدام الثقة التام في شكل إدارة المجتمعات حتى لو تولاها من هو مخلص وجاد فعلا. والشعب الذي يغش السلطات بالتحايل على القانون إنما ينال من أساسيات الدولة التي يريد أن تحميه وتدير شؤونه العامة ولا يدرك أنه بذلك يقضي على ما يريد بناءه من كيان يخدمه في النهاية.

وأخيرًا يتحدث عن كيفية النهوض بالأمة من جديدوفق المنهج الإسلامي والتطبيق النبوي. كتاب مهم ويستحق القراءة.

ويقول الشاعر: والنفس راغبة إذا رغبتها.. وإذا ترد إلى قليل تقنع. وقد قال الإمام البوصيري رحمه الله: والنفس كالطفل إن تُهْمِلْهُ شَبَّ على.. حُبّ الرضـــــاع وإن تَفْـِطْمه يَنْفَطِــمِ وجاهد النفس والشيطان واعصهـــما.. وإن هما مَحَّـــضَاكَ النـــصح فاتـَّـِهــمِ أما الروح فهي الجانب المسؤول عن حياة البدن وتأدية وظائفه الحيوية،ولهذا فبزوالها تتعطل وظيفة كل عضو من جسم الإنسان، وكنهها لا يعلمه إلا الله ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾ (الإسراء-85). لقد نص القرآن على وجود ثلاثة أصناف من الأنفس هي: أ- النفس الأمارة بالسوء: وهي النفس الحريصة على دفع صاحبها نحو مخالطة المعاصي، وتزيين الشهوات والإيقاع به في المهلكات، ومثلها ما ذكره الله على لسان امرأة العزيز: ﴿إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي﴾ (يوسف-53) وهذه أسوء أنفس الآدميين. ب- النفس اللَّوَّامَةُ: هي نفس تترنح بين الخير والشر، تغالب شهواتها تارة وتسقط في حمأة المعصية تارة، فصاحبها يستحضر الملامة والحسرة والخشية عقب اقتراف أي ذنب فيتوب ويؤوب، قال تعالى: ﴿وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾ (القيامة-2) وهذه نفس طيبة لأنها رجّاعة إلى الحق ولا توجد بها مادة الإصرار والتحدي.