وسواس التطاول على الله فهو حسبه

بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ما الذي يسبب أفكار ووسواس التطاول على الله تعالى وكيف أتخلص منها - أجيب. والله إني أحبك في الله يا دكتور, فجزاك الله خيرا في محاولاتك الجاهدة لتخفيف هموم من أصابه هذا المرض الفتاك, ألا وهو الوسواس القهري, وخاصة في الدين. فو الله لقد كرهت نفسي, وكرهت هذه الحياة, وأصبحت أفكر في الانتحار؛ لأني إذا مت سأرتاح, ولن أقول على رب العزة والجلال هذه الأكاذيب, والتراهات التي يحاول عقلي أن يقنعني بها, ولكني أرفضها. منذ سنة تقريبا تراودني وإلى الآن اندفاعات, وتخيلات جدا حقيرة حول رب العزة والجلال, بل وأيضاً أقاويل في نفسي, وشتائم أكرهها, حتى والله إني لا أقولها لمن أكره, وأصبحت أقول: أهي من مرض ما أم مني؟ مع العلم بأن –والله- أحب شيء في حياتي هو الله ورسوله ولله الحمد. فأنا إنسان ملتزم, لا أنطق بالشتائم لأي أحد, وأصبحت أفكر لم لا أفعل المعصية, فمع هذه الأقاويل والتخيلات اللاإرادية فإني داخل جهنم بكل تأكيد, ولكني أرفض ذلك حبا لله, وصرت أدعو الله -عز وجل- إن كان هذا من نفسي أن يتوفني لأحاسب بما قلت, ولا استمر في ذلك فأحاسب حسابا أشد. لا أكذب عليكم, ولا على نفسي؛ لأني لست مجتهدا في الدين كما كنت سابقا, والله إني لأتألم حين أصلي, وأقول في نفسي لماذا أصلي؟ فإنها لن تقبل بسبب هذه الأقاويل والتخيلات التي في نفسي, والتي تكثر جدا علي حين أداء العبادة, وأقول الأحسن ألا أصلي تجنبا لإيذاء الخالق, وإيذاء نفسي.

وسواس التطاول على الله توكلنا

وأنت ولله الحمد مؤمن بهذا كلِّه، ولهذا نصيحتُنا أن تُعرض تمامًا عن هذه الوساوس ولا تلتفت لها ولا تهتمَّ بها. وسواس التطاول على الله توكلنا. الوصية الثالثة: الإكثار من ذكر الله تعالى عمومًا، لأنه قال في الحديث: (فليقل: آمنت بالله)، وذكر الله تعالى هو الحصن الذي يتحصّن به المسلم من أعدائه الشياطين، فلُذْ به واحتمي به يحميك الله تعالى. نسأل الله تعالى أن يُيسّر لك الخير ويتولى عونك. مواد ذات الصله لا يوجد استشارات مرتبطة لا يوجد صوتيات مرتبطة تعليقات الزوار أضف تعليقك لا توجد تعليقات حتى الآن

2- المُحَافَظَة على الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وخاصة أذكار الصباح والمساء ، وأذكار النوم، والاستعاذة من الشيطان الرجيم. ما علاج من به وسواس في ذات الله تعالى؟. 3- اللُّجوء إلى الله عَزَّ وَجَلّ بالتوكل عليه، ولزوم الاستغفار ، والدعاء، وطلب العافية من الله، فالإلحاح في الدعاء من أنفع الأدوية لمثل هذه الأمراض النفسية التي تطرأُ على المسلم والمسلمة، وعليكِ بتحَرِّي أوقات الإجابة مثل: آخر الليل؛ وآخر ساعة في الجمعة ؛ ووضع السجود، وستجدين تَحَسُّنًا كبيرًا بإذن الله. 4- القرآن الكريم شفاءٌ من كل داء، فاحْرِصي على تلاوتِه وتدبُّره آناء الليل، وأطراف النهار، قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57]. يقول البيضاوي في تفسير هذه الآية: "أي؛ قد جاءكم كتاب جامع للحِكْمة العملية الكاشفة عن محاسن الأعمال، ومقابحها المرغبة في المحاسن والزاجرة عن المقابح، والحكمة النظرية التي هي شفاء لما في الصدور من الشكوك، وسوء الاعتقاد، وهدى إلى الحق واليقين، ورحمة للمؤمنين" [تفسير البيضاوي: ج3 / ص33]. وقال تعالى: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82].