تكلم.. حتى أراك - أخبار السعودية | صحيفة عكاظ

تكلم حتى أراك ، مقولة تعكس امورا اعمق من مجرد رؤية الشخص بالعين المجردة بل هي تمتد لتكون انعكاسا لرؤية رؤيا وفكر الشخص المتحدث. اتعجب كثيرا من كل شخص يفهم اكثر من غيره ويحلل بشكل افضل ممن سواه لكنه في نفس الوقت لا يمتلك حنكة التعليم والصبر فالمعلم المتعلم والمثقف والذي نعتبره نخبة عليه أن ينزل لمستوى الناس التي لا تفهم مثله ويقوم بمساعدتهم لفهم فكره ورايه.. ولكن للاسف غالبا ما تكون الامور مختلفة.. تكلم حتى أراك – اَراء سعودية. الاغلبية في لبنان يعانون من شخصيه نرجسية لا ترى ابعد من انوفهم ومحيطهم ودائرتهم القريبة. عندما يتحدث النخب عليهم ان يعطوا مساحة للرأي الاخر كي يعبر عن فكره المعارض. المشكلة في الأنا التي لا ترى الا أخطاء غيرها ولا تسمع لغيرها.. وتعتقد أنها تفهم أكثر من غيرها.. ان مواصفات اي شخص يفهم اكثر من غيره الصمت.. الاعتذار الانسحاب من المواقف التي يكون فيها الغباء مسيطرا وغالبا ما يكون الاصرار على الغباء اصعب من الغباء.

تكلم حتى أراك – اَراء سعودية

ويأتي الأمر في ظلّ فوضى باتت تشهدها الساحة الثقافية مع ثورة التواصل الاجتماعيّ لأن أديبنا ينتظر النقرة المُلَيِّكَة على صفحته، "فالدنيا سلف ودين"، متجاهلًا الأمر وسلبيّاته، وقد يكون أهمّها "تسطيح" المشهد الثقافيّ وجعله سلعة رخيصة. تكلم حتي اراك عمر بن الخطاب. رحم الله عمر ابن الخطاب الذي قال: "رحم الله إمرأً أهدى إليّ عيوبي". مؤسف حقًا تفرّغ أميرات ومشايخ الفيسبوك من كُتّابنا لحصدِ اللايكات والنفاق، خاصّة حين يُليّكون دون قراءة النصّ، من باب المجاملة أو رفع العتب فقط. إنّ انقيادنا الأعمى وراء "ثقافة الفيسبوك" مدمّر ومُهلِكٌ، فهي ثقافة أوهن من بيت العنكبوت، وهي التي ستؤدّي إلى تراجع وهبوط وضعف في مشهدنا الثقافيّ.

ما يدعم الفرضية السالفة الطريقة غير اللائقة التي استقبل بها بوتين نظيره الفرنسي مانويل ماكرون، لدى زيارته موسكو قبل أيام، حينما جلس الرئيس الفرنسي على مسافة بعيدة من بوتين على ترابيزة طويلة جدًا، بحجة أن ماكرون رفض الخضوع لتحليل كورونا قبل بدء اللقاء التزامًا بالإجراءات الاحترازية المتبعة في روسيا. وليس بجديد انتقال الجهود الروسية من الردع إلى الإجبار، لإثناء وإبعاد الناتو عن خططه التوسعية في بلدان الاتحاد السوفيتي السابق التي تعتبرها فناءها الخلفي غير المسموح الاقتراب منه، وتبدي موسكو دائمًا استعدادها التام للدفاع عن تلك الإستراتيجية غير القابلة للتفاوض والمساومة، وترسخ أنها تدافع عن أمنها القومي، وذاك حق مشروع وأصيل لأي دولة. وترى القيادة الروسية كذلك حتمية تجاوب الولايات المتحدة والغرب لمخاوفها وشواغلها الأمنية الملحة والمتزايدة، وأنه بدون ذلك لن يكون هناك أرضية مشتركة يقف عليها الفرقاء للتوصل إلى تسوية تحفظ وتراعي مصالح كل طرف، وبالمناسبة فإن تصعيدها العسكري المتواصل لا يشي بعزمها على القتال، وإنما تستخدمه وسيلة لتعظيم مكاسبها على طاولة المفاوضات التي ستكون السبيل المرضي لإنهاء الأزمة الأوكرانية بأقل خسائر وتنازلات ممكنة.