معجزات قبل مولد النبي (صلى اله عليه واله)

ولد الإمام موسى بن جعفر، يوم السابع من شهر صفر (وعلي رواية في العشرين من ذي الحجة)، في نهاية العهد الاموي سنة (128هـ) في ( الابواء) بين مكة المكرمة والمدينة المنورة ، وهو البلد الذي توفيت ودفنت فيه آمنة بنت وهب أم الرسول صلي الله عليه وآله وسلم. وبهذه المناسبة السعيدة نتطرق إلى بعض مظاهر من شخصية الإمام الكاظم عليه السلام: أولا- وفور علمه: لقد شهد للإمام موسى الكاظم عليه السلام بوفور علمه، أبوه الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام إذ قال عنه: "إن ابني هذا لو سألته عمّا بين دفتي المصحف لأجابك فيه بعلم". وقال ايضا: وعنده علم الحكمة، والفهم والسخاء والمعرفة بما يحتاج اليه الناس فيما اختلفوا من أمر دينهم". ويكفي لمعرفة وفور علومه رواية العلماء عنه جميع الفنون من علوم الدين وغيرها مما ملأوا به الكتب وألفوا المؤلفات الكثيرة، وحتى عرف بين الرواة بالعالم. وقال الشيخ المفيد: وقد روى الناس عن أبي الحسن موسى فاكثروا، وكان أفقه أهل زمانه". نبارك لکم ذکری مولد الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام. ثانيا- عبادته وتقواه: نشأ الإمام الكاظم عليه السلام في بيت القداسة والتقوى، وترعرع في معهد العبادة الطاعة، بالاضافة الى انه قد ورث من آبائه حب الله والايمان به والاخلاص له، فقد قدموا نفوسهم قرابين في سبيله وبذلوا جميع إمكانياتهم في نشر دينه والقضاء على كلمة الشرك والضلال، فأهل البيت اساس التقوى ومعدن الايمان والعقدة، فلولاهم ماعبد الله عابد ولا وحُده موحد.

مولد الإمام الكاظم عليه السلام

ارتجس إيوان كسرى يوم ولادته الرجس بالفتح الصوت الشديد من الرعد و من هدير البعير و رجت السماء بالفتح ترج إذا رعدت و تمخضت و ارتجت مثله و سقطت منه أربع عشرة شرفة وخمدت نيران فارس و لم تخمد قبل ذلك منذ ألف سنة و غاضت بحيرة ساوة. مولد الإمام الكاظم عند أهل السنة. ورؤيا المؤبذان و إنفاذ عمرو بن بقيلة إلى شق و سطيح الكاهنين و إخبارهما بقرب أيامه له و ظهوره قصة مشهورة قد نقلها الرواة و تداولها الإخباريون. ورأى بعض اليهود في ليلة ولادته (صلى الله عليه واله) النجوم و انقضاضها فقال في هذه الليلة ولد نبي فإنا نجد في كتبنا أن الشياطين تمنع من استراق السمع و ترجم بالنجوم لذلك و سأل هل ولد في هذه الليلة لأحد فقيل نعم لعبد الله بن عبد المطلب فقال أرونيه فأخرج إليه في قماطه فرأى عينيه و كشف عن كتفيه فرأى شامة سوداء و عليها شعرات فوقع إلى الأرض مغشيا عليه فتعجبت منه قريش و ضحكوا فقال أ تضحكون هذا نبي السيف و ليبيرنكم بار فلان إذا هلك و أباره الله أهلكه و قد ذهبت النبوة من بني إسرائيل إلى الأبد فتفرقوا يتحدثون بما قال. وفي التوراة ما حكاه لي بعض اليهود و رأيته أنا في توراة معربة و قد نقله الرواة أيضا إسماعيل قبلت صلاته و باركت فيه و أنميته و كثرت عدده بمادماد معناه بمحمد و عدد حروفه اثنان و تسعون حرفا سأخرج اثني عشر إماما ملكا من نسله و أعطيه قوما كثير العدد و أول هذا الفصل بالعبري (لإشموعيل شمعيثوخو).

مولد الإمام الكاظم عزاء

على يد المختار الثَّقفي (67هج)، وهو الذي أدعى بأخذ ثأرهم، في معركة «المذار»(الأصفهاني، مقاتل الطَّالبيين). الثقافة الإسلامية في حكم الخلفاء. نأتي على قضية الكاظم، وقد جعل له الذين يسمون أنفسهم بـ«الرساليين» تنظيماً ثورياً، ونأخذ خبر سجنه ووفاته مِن عدة مصادر شيعية، فما نسمع به مِن على المنابر فاق التَّصور، حتى صارت ذكرى الإمام مناسبة لاستعراض القوة وطغيان بنشر الأوهام. يذكر اليعقوبي (ت292هج)، أنه توفى في الحبس ببغداد، وأحضروا قواد الجيش، والهاشميين والطالبيين والقضاة، وكُشف عن وجهه، فشهدوا ليس فيه أثر اغتيال، وكفن ودفن في مقبرة قريش(تاريخ اليعقوبي)، وكانت حينها بمثابة مقبرة ملكية، فقبل عام دفن فيها قاضي قضاة الدولة العباسية، وجعفر بن المنصور، وزبيدة زوجة الرشيد وغيرهم. ذَكر أبو فرج الأصفهاني (ت356هج)، أن موسى بن جعفر كان مِن الأثرياء الكرماء، واشتهر بمنح صرار الدَّنانير، حتى صارت مثلاً «صِرار موسى» (مقاتل الطَّالبيين). وأورد أنه سجن بوشاية من ابن أخيه، حضر الأخير إلى بغداد بترتيب مع البرامكة، وسعى بعمه بأنه يعد للخروج، وأن الأموال تجبى له، لهذا حبسه الرشيد، ولما انشق جماعة «الواقفية»، بقولهم إن موسى لم يمت، وضعت جنازته على جسر بغداد، لينتهي القائلون بمهدويته(المصدر نفسه).

اسمه ونسبه (1) الإمام موسى بن جعفر بن محمّد الكاظم(عليهم السلام). كنيته أبو الحسن، أبو إبراهيم، أبو علي، أبو إسماعيل. من ألقابه الكاظم، العبد الصالح، الصابر، الأمين، أبو الحسن الأوّل، أبو الحسن الماضي. أُمّه جارية، اسمها حَميدة بنت صاعد البربرية المغربية المعروفة بحميدة المصفّاة. ولادته ولد في السابع من صفر 128ﻫ بالأبواء قرب المدينة المنوّرة أو على رواية في العشرين من ذي الحجة. عمره وإمامته عمره 55 عاماً، وإمامته 35 عاماً. مولد الإمام الكاظم عزاء. حكّام عصره في سِنِي إمامته أبو جعفر المنصور المعروف بالدوانيقي؛ لأنّه كان ولفرط شحّه وبخله وحبّه للمال يُحاسب حتّى على الدوانيق، والدوانيق جمع دانق، وهو أصغر جزء من النقود في عهده، محمّد المهدي، موسى الهادي، هارون الرشيد. عبادته أجمع الرواة على أنّه(ع) كان من أعظم الناس طاعة لله، ومن أكثرهم عبادة له، وكان من مظاهر عبادته(ع) أنّه إذا وقف مصلّياً بين يدي الخالق العظيم أرسل ما في عينيه من دموع وخفق قلبه، وكذلك إذا ناجى(ع) ربّه أو دعاه. يقول الرواة: إنّه(ع) كان يُصلّي نوافل الليل، ويَصلها بصلاة الصبح، ثمّ يُعقّب حتّى تطلع الشمس، ويخرّ لله ساجداً، فلا يرفع رأسه من الدعاء والتمجيد لله حتّى يقرب زوال الشمس.