احبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما وابغض بغيضك هونا ما عسى ان يكون حبيبك يوما ما - مجلة أوراق

#1 أحبب حبيبك هوناً ما هذه الكلمة تصلح أن تكون قاعدة اجتماعية أسرية وقائلها هو النبي صلى الله عليه وسلم وملخص معناها: أحبب من تحب برفق وبهون ولا تحب حبيبك بقوة وبدرجة العشق مع إظهار ذلك له لأن ضرر ذلك أكبر من نفعه، ومن تلك الأضرار ما ذُكر في بقية الحديث: " أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما"صحيح الترمذي ومنها ما نراه من واقع الناس، فالكثير من القلوب ترغب بالبعيد، وتزهد أو يقل حرصها باللصيق والمتيسر. لقد مرت علينا الكثير من حالات الطلاق والتي لم أجد لها سببا إلا الحب المفرط من أحد الطرفين للآخر، وإلقاء النفس عليه، والتي قد تصل لدرجة الذل أحيانا. ومن تلك الحوادث: حصل أن شابا وسيما حسن المعشر لطيف العبارة جاء يشتكي تغير زوجته عليه بل ونفورها منه وكان يقول أثناء الحديث إني أحبها أموت فيها، ولقد فارقتني وجلست عند أهلها وأنا أذهب وانتظر خروجها للدوام لكي أراها فقط، وأرسل لها باليوم العشرات من رسائل الغرام والرجاء لكي تعود... فسألته عن سبب مفارقها له فلم يبد أي سبب واضح.. ثم تكلمت مع بعض اهلها فذكروا أسبابا مادية فقط فقلت للزوج من أسباب مشكلتك هو رمي نفسك عليها بهذه العاطفة المفرطة وسألته كيف كانت علاقتكما من قبل قال: أجمل علاقة.

احبب حبيبك هونا ما عسى ان يكون بغيضك يوما ما

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم" أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما و أبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما " رواه الترمذي‌. عامة الحفاظ على أن هذا الحديث لا يصح إلا موقوفاً على علي رضي الله عنه ، ولا يصح مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم لا من حديث علي ولا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وقال ابن حبان كما في ( المجروحين1/351) وقال: وهذا الحديث ليس من حديث أبي هريرة ، ولا من حديث ابن سيرين ، ولا من حديث أيوب وهشام ، ولا من حديث حماد بن سلمة ، وإنما هو قول علي بن أبي طالب فقط ، وقد رفعه عن علي الحسن بن أبي جعفر الجعفري " وقال الدارقطني في العلل (4/33) ، (8/110) ـ: ولا يصح رفعه ، والصحيح عن علي موقوفاً. وقال البيهقي ـ ( الشعب5/260) ـ: والمحفوظ موقوف. وهو رأي الذهبي كما في ( الميزان 3/350). وقد جاء هذا الأثر من طرق متعددة عن علي موقوفاً عليه ، ومنها: ما أخرجه مسدد ـ كما في ( المطالب العالية 12/64ح2735) قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي إسحاق ، عن هبيرة عن علي رضي الله عنه، قال.. وذكره. ومنها: ما أخرجه ابن أبي شيبة في ( المصنف7/260ح35876) ، والبخاري في (الأدب1/447ح1321) عن مروان بن معاوية ، عن أبي جابر محمد بن عبيد سنان ، قال قال علي لابن الكواء: ( تدري ما قال الأول: أحبب حبيبك.... ) ثم ذكره.

احبب حبيبك هونا ما اسلام ويب

ومبالغته في مشاعر الحب والبغض، فمن الممكن أن ينقلب الحال في لحظة. ويصبح الحبيب صديق، ويصبح الصديق عدو، ولذلك التوسط والاعتدال هو أنسب حل للمشاعر. شاهد أيضًا: كيف تحول الحب من طرف واحد إلى طرفين معاني مفردات أحبب حبيبك هونًا ما قول الرسول صل الله عليه وسلم في الكثير من المعاني والمضامين في تلك الحديث، وفيما يلي أبرز معاني المفردات لتلك الجملة وهي كالتالي: أحبب: فعل أمر من الأفعال التي لا تفيد الوجوب، ولا تفيد الندب. أنما يعتبر أمر إرشادي متعلق بالأمور الدنيوية، ولا يتعلق بالأمر الذي يتعلق بأمور الآجر والثواب والآخرة. وقول رسول الله صل الله عليه وسلم أحبب في هذا الحديث الشريف. تشير إلى النصح والإرشاد للمسلم في الدنيا، ويعود ذلك الأمر لمصلحة الإنسان. هونًا: وتأتي هذه الجملة في الحديث الشريف بمعنى أن يحب الفرد حب هين ويسير بدون تكليف ومبالغة في الحب. وأن الاعتدال في الحب خير من المبالغة حتى لا يندم العبد على حبه في وقت أخر. ما: حرف يفيد التأكيد، ويوجد معنى أخر لاستخدام هذا الحرف في الحديث. فقد يقول البعض أن الغرض من هذا الحرف الإبهام، بمعنى أن يكون الحب مبهم غير ظاهر. ويأتي بمعنى أخر أيضًا وهو التقليل في الحب أو التقليل في البغض.

أحبب حبيبك هونا صحة الحديث

- وقال ابن القيِّم: (البُغْض والكَرَاهَة أصل كلِّ ترك ومبدؤه) [4678] ((الجواب الكافي)) (ص 192). - وقال الغزَّالي: (اعلم أنَّ الأُلفة ثمرة حسن الخُلُق، والتَّفرُّق ثمرة سوء الخُلُق، فحُسْن الخُلُق يُوجِب التَّحابَّ والتَّآلف والتَّوافق. وسوء الخُلُق يثمر التَّباغض والتَّحاسد والتَّدابر، ومهما كان المثْمِر محمودًا كانت الثَّمرة محمودة) [4679] ((إحياء علوم الدين)) (2/ 157). - وكان يقال: (أقبح الأشياء بالسُّلطان اللَّجَاج، وبالحكماء الضَّجر، وبالفقهاء سَخَافة الدِّين، وبالعلماء إفراط الحِرْص، وبالمقاتِلة الجُبْن، وبالأغنياء البخل، وبالفقراء الكِبْر، وبالشَّباب الكسل، وبالشُّيوخ المزاح، وبجماعة النَّاس التَّباغض والحسد) [4680] ((بهجة المجالس)) لابن عبد البر (1/ 408). انظر أيضا: معنى البغض والكراهية. الفرق بين الكَرَاهَة وبعض الصِّفات. ذم البُغْض والكَرَاهِية والنهي عنهما. آثار البُغْض والكَرَاهِية.

أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما

- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أَحْبِب حبيبك هونًا ما، عسى أن يكون بغيضك يومًا ما، وأبغض بغيضك هونًا ما، عسى أن يكون حبيبك يومًا ما) [4674] رواه التِّرمذي (1997)، والطَّبراني في ((المعجم الأوسط)) (3/357) (3395). قال التَّرمذي: غريب؛ لا نعرفه بهذا الإسناد إلَّا مِن هذا الوجه، والصَّحيح عن عليٍّ موقوفًا، وقال ابن حبان في ((المجروحين)) (1/446): إنَّما هذا قول علي بن أبي طالب فقط. ، وقال العراقي في ((تخريج الإحياء)) (2/232): رجاله ثقات ورجال مسلم، لكن الرَّاوي تردَّد في رفعه، وصحَّحه الألباني في ((صحيح سنن التَّرمذي)) (1997). - وقال بعض الصَّحابة: (مَن أراد فضل العابدين، فليصلح بين النَّاس، ولا يوقع بينهم العداوة والبَغْضاء) [4675] ((تنبيه الغافلين)) للسمرقندي (ص: 521). - وقال أبو حاتم: (حاجة المرء إلى النَّاس مع محبَّتهم إيَّاه خيرٌ مِن غناه عنهم مع بغضهم إيَّاه، والسَّبب الدَّاعي إلى صدِّ محبَّتهم له هو التَّضايق في الأخلاق وسوء الخُلُق؛ لأنَّ مَن ضاق خُلُقه سَئِمَه أهله وجيرانه، واستثقله إخوانه، فحينئذٍ تمنَّوا الخلاص منه، ودعوا بالهلاك عليه) [4676] ((روضة العقلاء)) (66). - وقال: (الواجب على النَّاس كافةً: مجانبة الإفكار في السَّبب الذي يؤدِّي إلى البَغْضَاء والمشاحنة بين النَّاس، والسَّعي فيما يفرِّق جمعهم، ويُشتِّت شملهم) [4677] ((روضة العقلاء)) (176).

وبهذا كانت مَحبة الله - عزَّ وجلَّ - ومَحبة رسوله هي أعلى المحبات وأرفعها، ولا تُدانيها مَحبة أخرى من المحبات، ولم يَكشفِ الله - عزَّ وجلَّ - عن تَمام صفاته، وعن ذاته للناس؛ لاستحالة ذلك على هؤلاء البشر الضِّعاف، فالأمرُ فوق العقل والقدرة، فأظهر لهم - فقط - ما تناسبه قدراتُهم؛ حفظًا لهم وصيانة، والعبد إذا زاد في شيء إلى حد الإفراط والغُلُوِّ المذموم، انقلبتِ الحالُ في كثير من الأحيان إلى ضِدِّه، ألاَ ترى الإنسان إذا زادت فرحتُه بكى! وقد حكم أهل السنة بالضلال على من قال من أهل الأهواء: إنا ( نعشق) الله، ونحبه حبًّا ذاتيًّا، حتى قال قائلهم: إن كنت أعبدك خوفًا من نارك، فأدخلني فيها، وإن كنت أعبدك طمعًا في جنتك، فأخرجني منها! فلم ينضبطوا بالاعتدال؛ بل أفرطوا، ففرطوا، والعبد المؤمن يُحِبُّ الله مع الخوف والرجاء مختارًا عاقلاً. وأما على مستوى البشر، فالعرب تقول: "زُرْ غِبًّا، تزددْ حبًّا". يعني لا تزر أصحابَك، وأحبابك، ومعارفك كثيرًا، فيملُّوك، ويزهدوا في مَحبتك؛ بل باعد بين زياراتك؛ ليشتاقوا إليك، وهذه من أحكمِ النَّصائح؛ لأنَّ الإفراطَ مَذموم ولو كان في المحبة، وهو مذموم في البُغض أيضًا، استمع لقول النمر بن تولب: وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ بُغْضًا رُوَيْدًا إِذَا أَنْتَ حَاوَلْتَ أَنْ تحْكُمَا أي: إذا أردت أن تكون حكيمًا عاقلاً.