القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الزمر - الآية 29

ضرب الله مثلا رجل فيه شركاء - YouTube

القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الزمر - الآية 29

القول في تأويل قوله تعالى: ( ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ( 29)) يقول - تعالى ذكره -: مثل الله مثلا للكافر بالله الذي يعبد آلهة شتى ، ويطيع جماعة من الشياطين ، والمؤمن الذي لا يعبد إلا الله الواحد ، يقول - تعالى ذكره -: ضرب الله مثلا لهذا الكافر رجلا فيه شركاء. يقول: هو بين جماعة مالكين متشاكسين ، يعني مختلفين متنازعين ، سيئة أخلاقهم ، من قولهم: رجل شكس: إذا كان سيئ الخلق ، وكل واحد منهم يستخدمه بقدر نصيبه وملكه فيه ، ورجلا مسلما لرجل ، يقول: ورجلا خلوصا لرجل يعني المؤمن الموحد الذي أخلص عبادته لله ، لا يعبد غيره ولا يدين لشيء سواه بالربوبية. ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون. واختلفت القراء في قراءة قوله: ( ورجلا سلما) فقرأ ذلك بعض قراء أهل [ ص: 284] مكة والبصرة: " ورجلا سالما " وتأولوه بمعنى: رجلا خالصا لرجل. وقد روي ذلك أيضا عن ابن عباس. حدثنا أحمد بن يوسف قال: ثنا القاسم قال: ثنا حجاج عن هارون عن جرير بن حازم عن حميد عن مجاهد عن ابن عباس أنه قرأها: " سالما لرجل " يعني بالألف ، وقال: ليس فيه لأحد شيء. وقرأ ذلك عامة قراء المدينة والكوفة: ( ورجلا سلما لرجل) بمعنى: صلحا.

القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة الزمر - الآية 29

والله مرة ثانية هذه المقولة يجب أن تحفظ غيباً، كل شيء وقع أراده الله، وكل شيء أراده الله وقع، وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة، والحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق، لذلك في حيز الواقع لا يوجد شر مطلق هناك شر نسبي، الشر المطلق، الشر للشر فقط، أما الشر النسبي فعملية جراحية، فتح البطن شر، لكن أفضل من بقاء الالتهاب مستمراً، يقول سيدنا عمر: "ليس بخيركم من عرف الخير، ولا من عرف الشر، ولكن من عرف الشريَّن، وفرق بينهما واختار أهونهما ".

الإيمان هو التوحيد: لذلك أخوانا الكرام، أتمنى عليكم إذا قلت كلمة إيمان يعني التوحيد، إذا قلت كلمة إيمان يعني ألا ترى مع الله أحداً، إذا قلت كلمة إيمان: ﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [ سورة الصافات: 173] إذا قلت كلمة إيمان: ﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً * وَأَكِيدُ كَيْداً ﴾ [ سورة الطارق: 15-16] والحمد لله رب العالمين جزا الله تعالى كل الخير للشيخ الفاضل محمد النابلسي والاخوة القائمين على هذا العمل الطيب وتقديمه لاخوانهم المسلمين