فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ - صالح بن فوزان الفوزان - طريق الإسلام

في رواية عن حذيفة إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات: خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف في جزيرة العرب والدخان والدجال ودابة الأرض ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها ونار تخرج من قعر عدن ترحل الناس. وخرجه الثعلبي أيضا عن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أول الآيات خروجا الدجال ونزول عيسى ابن مريم ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر [ ص: 122] تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم إذا قالوا وتصبح معهم إذا أصبحوا وتمسي معهم إذا أمسوا. قلت: يا نبي الله ، وما الدخان ؟ قال هذه الآية: فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوما وليلة أما المؤمن فيصيبه منه شبه الزكام وأما الكافر فيكون بمنزلة السكران يخرج الدخان من فمه ومنخره وعينيه وأذنه ودبره). فهذا قول. فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين تفسير. القول الثاني: أن الدخان هو ما أصاب قريشا من الجوع بدعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -. حتى كان الرجل يرى بين السماء والأرض دخانا ، قاله ابن مسعود. قال وقد كشفه الله عنهم ، ولو كان يوم القيامة لم يكشفه عنهم. والحديث عنه بهذا في صحيح البخاري ومسلم والترمذي. قال البخاري: حدثني يحيى قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال: قال عبد الله: إنما كان هذا لأن قريشا لما استعصت على النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا عليهم بسنين كسني يوسف ، فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام ، فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد ، فأنزل الله تعالى: فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين.

إسلام ويب - تفسير القرطبي - سورة الدخان - قوله تعالى فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين- الجزء رقم13

[ ص: 207] ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون) قوله تعالى: ( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون).

قد افترينا على اللّه كذباً إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجانا اللّه منها}، وشعيب عليه السلام لم يكن قط على ملتهم وطريقتهم. وقال قتادة: إنكم عائدون إلى عذاب اللّه. وقوله عزَّ وجلَّ: {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون}: فسر ذلك ابن مسعود رضي اللّه عنه بيوم بدر، وروي أيضاً عن ابن عباس رضي اللّه عنهما وهو محتمل، والظاهر أن ذلك يوم القيامة وإن كان يوم بدر يوم بطشة أيضاً، روى عكرمة عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال، قال ابن مسعود رضي اللّه عنه {البطشة الكبرى} يوم بدر، وأنا أقول هي يوم القيامة. وهذا إسناد صحيح عن ابن عباس، واللّه أعلم. اكسب ثواب بنشر هذا التفسير