الذين هم في صلاتهم خاشعون - الشيخ سعد العتيق

الذين هم في صلاتهم خاشعون || د. الشيخ احمد الوائلي (رحمه الله) - YouTube

الخشوع في الصلاة (الذين هم في صلاتهم خاشعون)

دار الرسالة (7) التنويع في السور والآيات والأذكار والأدعية في الصلاة وهذا يُشعر المصلي بتجدد المعاني والانتقال بين المضامين المتعددة للآيات والأذكار وأذكار ركوعه متنوعة فبالإضافة إلى (سبحان ربي العظيم) و (سبحان ربي العظيم وبحمده) يقول: (سُبّوح قُدّوس رب الملائكة والروح) ويقول: (اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت أنت ربي ، خشع سمعي وبصري ودمي ولحمي وعظمي وعصبي لله رب العالمين). وفي الرفع من الركوع يقول بعد (سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد) وكان يضيف أحيانا (ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد ، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ) وفي السجود بالإضافة إلى (سبحان ربي الأعلى) و (سبحان ربي الأعلى وبحمده) يقول أيضا: (سُبّوح قدوس رب الملائكة والروح) و (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) و (اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت ، سجد وجهي للذي خلقه وصوّره وشقّ سمعه وبصره ، تبارك الله أحسن الخالقين) وغير ذلك. (8) الاستعاذة بالله من الشيطان الشيطان عدو لنا ومن عداوته قيامه بالوسوسة للمصلي كي يذهب خشوعه ويلبِّس عليه صلاته.

الذين هم في صلاتهم خاشعون - صبري عبد العظيم سلطان

والخشوع تقدم في قوله تعالى: { وإنَّها لَكَبِيرَةٌ إلاّ عَلَى الخَاشِعِينَ} في سورة البقرة ( 45) وفي قوله: { وكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} في سورة الأنبياء ( 90). وهو خوف يوجب تعظيم المخوف منه ، ولا شك أن الخشوع ، أي الخشوع لله ، يقتضي التقوى فهو سبب فلاح. الذين هم في صلاتهم خاشعون - صبري عبد العظيم سلطان. وتقييده هنا بكونه في الصلاة لقصد الجمع بين وصفهم بأداء الصلاة وبالخشوع وخاصة إذا كان في حال الصلاة لأنّ الخشوع لله يكون في حالة الصلاة وفي غيرها ، إذ الخشوع محلّهُ القلب فليس من أفعال الصلاة ولكنه يتلبس به المصلي في حالة صلاته. وذكر مع الصلاة لأن الصلاة أولى الحالات بإثارة الخشوع وقوّته ولذلك قدمت ، ولأنه بالصلاة أعلق فإن الصلاة خشوع لله تعالى وخضوع له ، ولأن الخشوع لما كان لله تعالى كان أولى الأحوال به حال الصلاة لأن المصلي يناجي ربه فيشعر نفسه أنه بين يدي ربه فيخشع له. وهذا من آداب المعاملة مع الخالق تعالى وهي رأس الآداب الشرعية ومصدر الخيرات كلها. ولهذا الاعتبار قدم هذا الوصف على بقية أوصاف المؤمنين وجعل موالياً للإيمان فقد حصل الثناء عليهم بوصفين. وتقديمُ في صلاتهم} على { خاشعون} للاهتمام بالصلاة للإيذان بأن لهم تعلقاً شديداً بالصلاة لأن شأن الإضافة أن تفيد شدة الاتصال بين المضاف والمضاف إليه لأنها على معنى لاَم الاختصاص.

وأخرج الحكيم الترمذي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنه رأى رجلًا يعبث بلحيته في صلاته فقال: لو خشع قلب هذا خشعت جوارحه». وأخرج ابن سعد عن أبي قلابة قال: سألت مسلم بن يسار عن الخشوع في الصلاة فقال: تضع بصرك حيث تسجد. قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون. وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وأبو داود والنسائي عن عائشة قالت: «سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال: هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد». وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة أنه قال في مرضه «اقعدوني، اقعدوني، فإن عندي وديعة أودعتها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يلتفت أحدكم في صلاته، فإن كان لابد فاعلًا ففي غير ما افترض الله عليه». وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة من طريق عطاء قال سمعت أبا هريرة يقول: «إذا صليت فإن ربك أمامك وأنت مناجيه فلا تلتفت. قال عطاء: وبلغني أن الرب يقول: يا ابن آدم إلى من تلتفت؟ أنا خير لك ممن تلتفت إليه».