بحسب ابن ادم لقيمات

ويقول ﷺ في حديث المقدام: ما ملأ ابنُ آدم وعاءً شرًّا من بطنٍ ، مِلْءُ البطون فيه خطرٌ كبيرٌ، فهو يُسبّب التّخمة وأمراضًا كثيرةً. بحسب ابن آدم: يكفي ابن آدم، لُقَيْمَات -وفي لفظٍ: أكلات- يُقِمْنَ صلبه، فإن كان لا محالة فثلثٌ لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه يعني: إذا رتَّب ونظَّم أكله، فيأكل ولا يشبع، ويشرب ولا يروى كثيرًا، ويُبْقِي شيئًا للتنفس والراحة، فهذا أحسن له؛ لأنه إذا أكل في الثلث، وشرب في الثلث، بقي ثلثٌ للتنفس والراحة. والشِّبَع لا بأس به، والرِّيُّ لا بأس به، لكن إذا ترك بعضَ الشِّبَع وبعضَ الري ليتنفَّس وليُعطي بطنَه الراحة، فهذا لا بأس به. وقد سبق أن النبي ﷺ دعا أهل الصفة، وأعطى أبا هريرة قدحًا فيه لبن ليسقيهم، فسقاهم جميعًا، ثم بقي أبو هريرة والنبي ﷺ، فقال له النبيُّ ﷺ: اشرب ، فشرب، ثم قال: اشرب ، فشرب، ثم قال: اشرب ، فشرب، ثم قال: اشرب ، فقال: والذي بعثك بالحقِّ، لا أجد له مسلكًا، يعني: قد رويتُ جدًّا، فلا بأس أن يروى الإنسان ويشبع، لكن كونه يُعالج نفسه، ويُبقي شيئًا للنَّفَس في أكله وشربه، ولا يشبع كثيرًا، ولا يروى كثيرًا؛ يكون أصلح لحاله، وأصلح لجسمه، وأسلم من العواقب. والمقصود من هذا كله: الصبر على ما يُصيب الإنسان من الحاجة، ولكن -مثلما تقدَّم- ليس معناه أن يخلد إلى الراحة ويترك الأسباب، لا، بل يأخذ بالأسباب؛ حتى يستغني هو ومَن تحت يده، وحتى يجد ما يسدّ حاجته؛ لقوله ﷺ: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ، وقوله ﷺ: اليد العُليا خيرٌ من اليد السُّفلى ، وقوله ﷺ لما سُئل: أيُّ الكسب أطيب؟ قال: عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور ، وقوله ﷺ: لأن يأخذ أحدُكم حبله فيأتي بحزمةٍ من الحطب على ظهره، فيبيعها، فيكفّ بها وجهه؛ خيرٌ له من سؤال الناس: أعطوه، أو منعوه ، فالأسباب مطلوبة: بيع، أو شراء، أو غِراسة، أو غير ذلك من أسباب الرزق.

شرح حديث: (حسب ابن آدم لقيمات)

مراتب الغذاء ثلاثة يقول الإمام ابن القيم: "مراتب الغذاء ثلاثة: أحدها مرتبة الحاجة، والثانية مرتبة الكفاية، الثالث مرتبة الفضيلة، فأخبر - صلى الله عليه وسلم - أنه يكفيه لقيمات يقمن صلبه فلا تسقط قوته ولا تضعف، فإن تجاوزها فليأكل بثلث بطنه، وهذا من أنفع ما للبدن وما للقلب، فإن البطن إذا امتلأ من الطعام ضاق عن الشراب، فإذا أورد عليه الشراب ضاق عن النفس، وعرض عليه الكرب والتعب". ويقول الإمام الغزالي: "ومن مضار الشرَه: اشتداد المعاصي وخاصة الشهوة الجنسية، فإذا منعت التقوى صاحبها من الزنى فلا يملك عينه، فإذا ملك عينه بغض الطرف فلا يملك فكره، فتخطر له الأفكار الرديئة وحديث النفس بأسباب الشهوة، وما يتشوش به مناجاته". وقد اكتشف الطب الحديث أن الجزء العلوي من المعدة هو عبارة عن جيب ممتلئ بالهواء يقع تحت الحجاب الحاجز، وكلما كان ممتلئاً بالهواء كانت حركة الحجاب الحاجز فوقه سهلة وكان التنفس ميسورًا، أما إذا امتلأ هذا الجيب بالطعام والشراب تعرقلت حركة الحجاب الحاجز وكان التنفس صعبًا، كما أن الصلب لا يستقيم تماما إلا إذا كانت حركة المعدة مستريحة، ولا يتم ذلك إذا أُتخِمت بالطعام. جامع أصول الطب وقد أسلم طبيب أمريكي، فلما سُئل عن سبب إسلامه قال: أسلمت بسبب حديث واحد، وآية واحدة، قالوا له: ما الحديث؟ قال: قوله - صلى الله عليه وسلم -: ( بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فاعلا، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه)، ثم قال معقّبا: هذه أصول الطب، ولو أن الناس نفذوها ما كاد يمرض أحد.

بحسب ابن ادم أكلات (لقيمات) | إذاعة القرآن الكريم

فالنبي صلى الله عليه وسلم ذكَرَ في الحديث أنَّ اللقيماتِ تكْفِي لحاجَةِ الجسمِ، فلا تسقط قُوَّتُه ولا تضعف معها، فإن تجاوزها فليأكل في ثلث بطنه، ويدع الثلث الآخر للماء، والثالث للنَّفَس، وهذا أنفع ما للبدن وللقلب. وجاءت الأدلة في الحث على التقليل من الأكل كل الأوقات؛ ففي الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((المُؤمِنُ يأكُلُ في مِعًى واحِدٍ، والكافِرُ يأكُلُ في سَبْعَةِ أمْعَاءَ)).

بحسب ابن آدم بضع لقيمات

هذ الرسول الكريم الذي كان يحض على تقليل الأكل، وكان هو من أكبر العاملين بهذه الخصلة الشريفة. وقد افترى بعض الناس على رسول الله، ممن يدّعون الوِلاية والتصوّف وقد ادعى أنه نبي مصغّر، هذا الرجل رجب ديب عاش فترة ببيروت افترى على رسول الله فقال: [كان رسول الله يكثر من أكل الحلوى، يكثر من الأكل حتى صار له عكفات في بطنه وفي رقبته طيات].

قال الحسن: يابن آدم كل في ثلث بطنك، واشرب في ثلثه، ودع ثلث بطنك يتنفس لتتفكر. وعن محمد بن واسع، قال: من قل طعامه فهم وأفهم، وصفا، ورق، وإن كثرة الطعام ليثقل صاحبه عن كثير مما يريد. وعن مالك بن دينار قال: ما ينبغي للمؤمن أن يكون بطنه أكبر همه، وأن تكون شهوته هي الغالبة عليه. وعرض الحسن الطعام على بعض أصحابه، فقال له: أكلت حتى لا أستطيع أن آكل. فقال الحسن: سبحان الله ويأكل المسلم حتى لا يستطيع أن يأكل؟! وعن الشافعي، قال: الشبع يثقل البدن، ويزيل الفطنة، ويجلب النوم، ويضعف صاحبه عن العبادة.