شبكة الألوكة

ودخلت الفاء لأجل ما في الكلام من معنى الشرط، لأن المعنى: إما لا فليعبدوا لإيلافهم، على معنى أن نعم الله تعالى عليهم لاتحصى، فإن لم يعبدوه لسائر نعمه، فليعبدوه لشأن هذه الواحدة، التي هي نعمة ظاهرة. والبيت: الكعبة. فليعبدوا رب هذا البيت الذي. وفي تعريف نفسه لهم بأنه رب هذا البيت وجهان: أحدهما: لأنه كانت لهم أوثان فميز نفسه عنها. الثاني: لأنهم بالبيت شرفوا على سائر العرب، فذكر لهم ذلك، تذكيراً لنعمته. وقيل:" فليعبدوا رب هذا البيت" أي ليألفوا عبادة رب الكعبة، كما كانوا يألفون الرحلتين. قال عكرمة: كانت قريش قد ألفوا رحلة إلى بصرى ورحلة إلى اليمن، فقيل لهم:" فليعبدوا رب هذا البيت" أي يقيموا بمكة. رحلة الشتاء، إلى اليمن، والصيف: إلى الشام.

  1. فليعبدوا رب هذا البيت...! بقلم:فضيـلة الشــيخ ياســين الأســطل
  2. إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة قريش - قوله تعالى فليعبدوا رب هذا البيت - الجزء رقم18

فليعبدوا رب هذا البيت...! بقلم:فضيـلة الشــيخ ياســين الأســطل

( فليعبدوا رب هذا البيت) قوله تعالى: ( فليعبدوا رب هذا البيت) اعلم أن الإنعام على قسمين: أحدهما: دفع الضرر.

إسلام ويب - التفسير الكبير - سورة قريش - قوله تعالى فليعبدوا رب هذا البيت - الجزء رقم18

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ﴿ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ قال: كانت العرب يغير بعضها على بعض، ويسبي بعضها بعضا، فأمنوا من ذلك لمكان الحرم، وقرأ: ﴿ أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾. وقال آخرون: عُنِي بذلك: وآمنهم من الجذام.

الحمد لله حمدًا طيبًا مباركًا فيه، ملء السماء والأرض وملء ما شاء من شيء بعد، نحمده، له الحمد كله أوله وآخره، ظاهره وباطنه، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تنجي قائلها من النار، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، صفيه وخليله، خيرته من خلقه، بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إليه بإذنه، وسراجًا، منيرًا، بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة حتى تركها على محجة بيضاء سبيل واضح بيِّن لا غبش فيه ولا التباس، لا يزيغ عنه إلا من أعمى الله بصيرته، وحجب الله -تَعَالَى- عنه أنواره وهدايته، فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته، واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين.