ويخوفونك بالذين من دونه

والكفاية شر الأصنام ، فإنهم كانوةا يخوفون المؤمنين بالأصنام ، حتى قال إبراهيم عليه السلام. "وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله " [ الأنعام: 81] وقال الجرجاني: إن الله كاف عبده المؤمن وعبده الكافر ، هذا بالثواث وهذا بالعقاب. قوله تعالى: " ويخوفونك بالذين من دونه " وذلك أنهم خوفوا النبي صلى الله عليه وسلم مضرة الأوثان ، فقالوا: أتسب آلهتنا ؟ لئن لم تكف عن ذكرها لتخبلنك أو تصيبنك بسوء وقال قتادة: مشى خالد بن الوليد إلى العزى ليكسرها بالفأس ، فقال له سادنها: أحذركها يا خالد فإن لها شدة لا يقوم لها شيء ، فعمد خالد إلى العزى فهشم أنفها حتى كسرها بالفأس. وتخويفهم لخالد تخويف للنبي صلى الله عليه وسلم ، لأنه الذي وجه خالداً. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الزمر - الآية 36. ويدخل في الآية تخويفهم النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة حمعهم وقوتهم ، كما قال: " أم يقولون نحن جميع منتصر " [القمر: 44]. " من يضلل الله فما له من هاد " تقدم.

  1. تفسير آية أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ
  2. إسلام ويب - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - سورة الزمر - قوله تعالى ويخوفونك بالذين من دونه- الجزء رقم6
  3. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الزمر - الآية 36

تفسير آية أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ

وقرأ ذلك عامة قراء المدينة والبصرة ، وبعض قراء الكوفة " بكاف عبده " على التوحيد ، بمعنى: أليس الله بكاف عبده محمداً. والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان مشهورتان في قرأة الأمصار. فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب لصحة معنييها واستفاضة القراءة بهما في قراءة الأمصار. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد ، قال: ثنا أحمد ، قال: ثنا أسباط ، عن السدي " أليس الله بكاف عبده " يقول: محمد صلى الله عليه وسلم. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قوله: " أليس الله بكاف عبده " قال: بلى ، والله ليكفينه الله ويعزه وينصره كما وعده. وقوله: " ويخوفونك بالذين من دونه " يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ويخوفك هؤلاء المشركون يا محمد بالذين من دون الله من الأوثان والآلهة أن تصيبك بسوء ، ببراءتك منها ، وعيبك لها ، والله كافيك ذلك. تفسير آية أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة " ويخوفونك بالذين من دونه " الآلهة ، قال: " بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد إلى شعب بسقام ليكسر العزى ، فقال سادنها ، وهو قيهما: يا خالد أنا أحذركما ، إن لها شدة لا يقوم إليها شيء ، فمشى إليها خالد بفأس فهشم أنفها ".

حدثنا محمد ، قال: ثنا أحمد قال: ثنا أسباط عن السدي " ويخوفونك بالذين من دونه " يقول بآلهتهم التي كانوا يعبدون. حدثني يونس ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد ، في قوله: " ويخوفونك بالذين من دونه " قال: يخوفونك بآلهتهم التي من دونه. وقوله: " ومن يضلل الله فما له من هاد " يقول تعالى ذكره: ومن يخذله الله فيضله عن طريق الحق وسبيل الرشد ، فما له سواه من مرشد ومسدد إلى طريق الحق ، وموفق للإيمان بالله ، وتصديق رسوله ، والعمل بطاعته. إسلام ويب - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - سورة الزمر - قوله تعالى ويخوفونك بالذين من دونه- الجزء رقم6. قوله تعالى: " أليس الله بكاف عبده " حذفت الياء من ( كاف) لسكوونها وسكون التنوين بعدها ، وكان الأصل ألا تحذف في الوقف لزوال التنوين ، إلا أنها حذفت لعلم أنها كذلك في الوصول. ومن العرب من يثبتها في الوقف على الأصل فيقول: كافي. وقراءة العامة ( عبده) بالتوحيد يعني محمداً صلى الله عليه وسلم يكفيه الله وعيد المشركين وكيدهم. وقرأ حمزة و الكسائي (عباده) وهم الأنبياء أو الأنبياء والمؤمنون بهم. واختار أبو عبيد قراءة الجماعة لقوله عقيبه: " ويخوفونك بالذين من دونه " ويحتمل أن يكون العبد لفظ الجنس ، كقوله عز من قائل:" إن الإنسان لفي خسر " [العصر: 2] وعلى هذا تكون القراءة الأولى راجعة إلى لثانية.

إسلام ويب - أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن - سورة الزمر - قوله تعالى ويخوفونك بالذين من دونه- الجزء رقم6

23 سبتمبر، 2016 نسخة للطباعة إعداد ـ علي بن عوض الشيباني: أيها القراء الأعزاء: روي مسلم عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:(إن الله تعالى إذا أحب عبداً دعا جبريل ـ عليه السلام ـ فقال: إني أحب فلاناً فأحبه فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبداً دعا جبريل ـ عليه السلام ـ وقال: إني أبغض فلاناً فأبغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض). لن تكون للعبد كرامة عند الله بنسبه وعشيرته، ولن يكون محبوباً بمنصبه وماله أو وسامة جسده وصحة بدنه، إنما المحبوب عند الله هو التقي الذي خالف نفسه وهواه، وأقبل علي ربه يرجو رحمته ويخشى عذابه. ولك أن تتخيل عبداً أحبه ربه فأصبح عنده محبوباً ومقرباً فهل يخاف أحداً؟ هل يخشى مكروهاً؟ هل يرى نفسه وحيداً غريباً؟ إذا توجهت إرادة الله بالحب والمودة لعبد من عباده فكم من الرحمة ستنزل عليه؟ وكم من اللطف والعناية ستحيط به؟ إذا أحبك ربك فما عليك ما فاتك من الدنيا؟. يا عباد الله: ماذا وَجَد من فَقَد الله؟ وماذا فَقَد من وَجَد الله؟ من وَجَد الله فقد وجد كل شيء، ومن فَقَد الله فقد فَقَد كل شيء.

{قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ}: أي على طريقتكم وهذا تهديد ووعيد لهم، {إِنِّي عَامِلٌ}: أي على طريقتي ومنهجي{فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}: أي ستعلمون نتيجة عملكم ذلك ووباله عليكم، {مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ}: أي في الدنيا {وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ}: أي دائم ومستمر لا محيد عنه وذلك هو يوم القيامة.

القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الزمر - الآية 36

عن الموسوعة نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم

إذا كان هذا عطاؤه في السيئة التي تاب العبد منها، فكيف فضله وعطاؤه في الحسنة التي قام العبد بها؟، (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين). فاللهم هوّن علينا الحساب بين يديك، وإذا وقفنا يا مولانا بين يديك للعرض والحساب وقرأنا صحائف أعمالنا ومررنا بحسنة فاللهم اجعلها مقبولة، وإذا مررنا بسيئة فاجعلها مغفورة مستورة، وبين المقبول والمغفور ارزقنا نعمة السجود شكراً لك على نعمائك وكرمك وعطائك، إنك سميع مجيب الدعاء.