يستبشرون بنعمة من الله وفضل, لو ان قرانا سيرت به الجبال والوديان والصحاري والانهار

سورة آل عمران الآية رقم 171: إعراب الدعاس إعراب الآية 171 من سورة آل عمران - إعراب القرآن الكريم - سورة آل عمران: عدد الآيات 200 - - الصفحة 72 - الجزء 4. ﴿ ۞ يَسۡتَبۡشِرُونَ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ [ آل عمران: 171] ﴿ إعراب: يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ﴾ (يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ) فعل مضارع والواو فاعل بنعمة متعلقان بالفعل قبلهما (مِنَ الله) لفظ الجلالة. وحرف الجر متعلقان بمحذوف صفة نعمة (وَفَضْلٍ) عطف على نعمة والجملة مستأنفة وقيل بدل (وَأَنَّ الله لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) أن ولفظ الجلالة اسمها والجملة خبرها وأن واسمها وخبرها في تأويل مصدر معطوف على نعمة.

  1. الباحث القرآني
  2. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة آل عمران - الآية 171
  3. Altafsir.com -تفسير ايآت القرآن الكريم (1-0-171-3)
  4. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - الآية 171
  5. تفسير: (يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين)
  6. لو ان قرانا سيرت به الجبال البركانية
  7. لو ان قرانا سيرت به الجبال والوديان والصحاري والانهار
  8. لو ان قرانا سيرت به الجبال المنفردة
  9. لو ان قرانا سيرت به الجبال التي تتكون

الباحث القرآني

ويتضح أيضا أن نفيهما هو بعينه إثبات النعمة والفضل وهو العطية لكن تقدم في أوائل الكتاب وسيجيء في قوله تعالى: ﴿مع الذين أنعم الله عليهم﴾ النساء: 69، أن النعمة إذا أطلقت في عرف القرآن فهي الولاية الإلهية، وعلى ذلك فالمعنى: أن الله يتولى أمرهم ويخصهم بعطية منه. وأما احتمال أن يكون المراد بالفضل الموهبة الزائدة على استحقاقهم بالعمل، والنعمة ما بحذائه فلا يلائمه قوله: وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين فإن الأجر يؤذن بالاستحقاق، وقد عرفت أن هذه الفقرات أعني قوله: عند ربهم يرزقون وقوله: فرحين بما إلخ وقوله: ﴿يستبشرون بنعمة﴾ إلخ، وقوله: ﴿وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين﴾ مآلها إلى حقيقة واحدة.

القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة آل عمران - الآية 171

ولما عزموا على الرجوع إلى مكة ، أشرف على المسلمين أبو سفيان ، ثم ناداهم: موعدكم الموسم ببدر. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: « قولوا: نعم قد فعلنا ». قال أبو سفيان: فذلكم الموعد. ثم انصرف هو وأصحابه ، فلما كان في بعض الطريق ، تلاوموا فيما بينهم ، وقال بعضهم لبعض: لم تصنعوا شيئا! الباحث القرآني. أصبتم شوكتهم وحدهم ثم تركتموهم ، وقد بقي منهم رؤوس يجمعون لكم ، فارجعوا حتى نستأصل شأفتهم ، فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنادى في الناس ، وندبهم إلى المسير إلى لقاء عدوهم ، وقال: « لا يخرج معنا إلا من شهد القتال » ، فقال له عبد الله بن أبي: أركب معك ، قال: لا. فاستجاب له المسلمون على ما بهم من القرح الشديد والخوف ، وقالوا: سمعا وطاعة ، واستأذنه جابر بن عبد الله وقال: يا رسول الله! إني أحب أن لا تشهد مشهدا إلا كنت معك ، وإنما خلفني أبي على بناته ، فأذن لي أسير معك ، فأذن له ، فسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون معه حتى بلغوا حمراء الأسد ، وأقبل [ ص: 1038] معبد بن أبي معبد الخزاعي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم. فأمره أن يلحق بأبي سفيان فيخذله ، فلحقه بالروحاء - ولم يعلم بإسلامه - فقال: ما وراءك يا معبد ؟ فقال: محمد وأصحابه قد تحرقوا عليكم ، وخرجوا في جمع لم يخرجوا مثله ، وقد ندم من كان تخلف عنهم من أصحابهم.

Altafsir.Com -تفسير ايآت القرآن الكريم (1-0-171-3)

وهذه الجملة أعني قوله: ﴿أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون﴾ كلمة عجيبة كلما أمعنت في تدبرها زاد في اتساع معناها على لطف ورقة وسهولة بيان، وأول ما يلوح من معناها أن الخوف والحزن مرفوعان عنهم، والخوف إنما يكون من أمر ممكن محتمل يوجب انتفاء شيء من سعادة الإنسان التي يقدر نفسه واجدة لها، وكذا الحزن إنما يكون من جهة أمر واقع يوجب ذلك، فالبلية أو كل محذور إنما يخاف منها إذا لم يقع بعد فإذا وقعت زال الخوف وعرض الحزن فلا خوف بعد الوقوع ولا حزن قبله. فارتفاع مطلق الخوف عن الإنسان إنما يكون إذا لم يكن ما عنده من وجوه النعم في معرض الزوال، وارتفاع مطلق الحزن إنما يتيسر له إذا لم يفقد شيئا من أنواع سعادته لا ابتداء ولا بعد الوجدان، فرفعه تعالى مطلق الخوف والحزن عن الإنسان معناه أن يفيض عليه كل ما يمكنه أن يتنعم به ويستلذه، وأن لا يكون ذلك في معرض الزوال، وهذا هو خلود السعادة للإنسان وخلوده فيها. ومن هنا يتضح أن نفي الخوف والحزن هو بعينه ارتزاق الإنسان عند الله فهو سبحانه يقول: ﴿وما عند الله خير﴾ آل عمران: 198، ويقول: ﴿وما عند الله باق﴾ النحل: 96 فالآيتان تدلان على أن ما عند الله نعمة باقية لا يشوبها نقمة ولا يعرضها فناء.

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة آل عمران - الآية 171

فكل بلية ومحنة تنال العبد بعد حصول هذا الخبر العظيم له - أمر يسير جدا في جنب الخير الكثير. كما ينال الناس بأذى المطر ، في جنب ما يحصل لهم به من الخير. وأعلمهم أن سبب المصيبة من عند أنفسهم ، ليحذروا ، وأنها بقضائه [ ص: 1037] وقدره ، ليوحدوه ويتكلوا عليه ، ولا يخافوا غيره ، وأخبرهم بما له فيها من الحكم لئلا يتهموا في قضائه وقدره ، وليتعرف إليهم بأنواع صفاته وأسمائه. وسلاهم بما أعطاهم مما هو أجل قدرا وأعظم خطرا مما فاتهم من النصر والغنيمة ، وعزاهم عن قتلاهم بما نالوه من ثوابه وكرامته ، لينافسوا فيه ، ولا يحزنوا عليهم ، فله الحمد كما هو أهله ، وكما ينبغي لكرم وجهه ، وعز جلاله. ثم قال ابن القيم: ولما انقضت الحرب ، انكفأ المشركون ، فظن المسلمون أنهم قصدوا المدينة لإحراز الذراري والأموال ، فشق ذلك عليهم ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلي بن أبي طالب: « اخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون ، وماذا يريدون ، فإن هم جنبوا الخيل ، وامتطوا الإبل ، فإنهم يريدون مكة ، وإن كانوا ركبوا الخيل ، وساقوا الإبل ، فإنهم يريدون المدينة ، فوالذي نفسي بيده! لئن أرادوها لأسيرن إليهم ، ثم لأناجزهم فيها ». قال علي: فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون ، فجنبوا الخيل ، وامتطوا الإبل ، ووجهوا مكة.

تفسير: (يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين)

قوله تعالى: ﴿أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها﴾ لما نهاهم أن يكونوا كالذين كفروا في التحزن لقتلاهم والتحسر عليهم ببيان أن أمر الحياة والموت إلى الله وحده لا إليهم حتى يدورا مدار قربهم وبعدهم وخروجهم إلى القتال أو قعودهم عنه رجع ثانيا إلى بيان سببه القريب على ما جرت عليه سنة الأسباب، فبين أن سببه إنما هو المعصية الواقعة يوم أحد منهم وهو معصية الرماة بتخلية مراكزهم، ومعصية من تولى منهم عن القتال بعد ذلك، وبالجملة سببه معصيتهم الرسول - وهو قائدهم - وفشلهم وتنازعهم في الأمر وذلك سبب للانهزام بحسب سنة الطبيعة والعادة. فالآية في معنى قوله: ﴿أتدرون من أين أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها﴾ إنما أصابتكم من عند أنفسكم وهو إفسادكم سبب الفتح والظفر بأيديكم ومخالفتكم قائدكم وفشلكم واختلاف كلمتكم. وقد وصفت المصيبة بقوله: ﴿قد أصبتم مثليها﴾ وهو إشارة إلى مقايسة ما أصابهم الكفار يوم أحد، وهو قتل سبعين رجلا منهم بما أصابوا الكفار يوم بدر وهو مثلا السبعين فإنهم قتلوا منهم يوم بدر سبعين رجلا وأسروا سبعين رجلا. وفي هذا التوصيف تسكين لطيش قلوبهم وتحقير للمصيبة فإنهم أصيبوا من أعدائهم بنصف ما أصابوهم فلا ينبغي لهم أن يحزنوا أو يجزعوا.

تفسير القرآن الكريم

فقال الله تعالى ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى). 20401 - حدثني المثنى قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، بنحوه. 20402 - حدثنا القاسم قال: حدثنا الحسين قال: حدثنا حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، نحوه قال ابن جريج: وقال عبد الله بن كثير قالوا: لو فسحت عنا الجبال ، أو أجريت لنا الأنهار ، أو كلمت به الموتى! فنزل ذلك. قال ابن جريج: وقال ابن عباس: قالوا: سير بالقرآن الجبال ، قطع بالقرآن الأرض ، أخرج به موتانا. [ ص: 448] 20403 - حدثنا الحسن بن محمد قال: حدثنا حجاج ، عن ابن جريج قال: قال ابن كثير: قالوا: لو فسحت عنا الجبال ، أو أجريت لنا الأنهار ، أو كلمت به الموتى! فنزل: ( أفلم ييأس الذين آمنوا). وقال آخرون: بل معناه: ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال) كلام مبتدأ منقطع عن قوله: ( وهم يكفرون بالرحمن). القرآن الكريم - في ظلال القرآن لسيد قطب - تفسير سورة الرعد - الآية 31. قال: وجواب "لو" محذوف استغني بمعرفة السامعين المراد من الكلام عن ذكر جوابها. قالوا: والعرب تفعل ذلك كثيرا ، ومنه قول امرئ القيس: فلو أنها نفس تموت سريحة ولكنها نفس تقطع أنفسا وهو آخر بيت في القصيدة ، فترك الجواب اكتفاء بمعرفة سامعه مراده ، وكما قال الآخر: فأقسم لو شيء أتانا رسوله سواك ولكن لم نجد لك مدفعا ذكر من قال نحو معنى ذلك: [ ص: 449] 20404 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة قوله: ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) ، ذكر لنا أن قريشا قالوا: إن سرك يا محمد ، اتباعك - أو: أن نتبعك - فسير لنا جبال تهامة ، أو زد لنا في حرمنا حتى نتخذ قطائع نخترف فيها ، أو أحي لنا فلانا وفلانا!

لو ان قرانا سيرت به الجبال البركانية

وتقديم المجرور على المبتدأ لمجرد الاهتمام; لأن القصر أفيد ب ( بل) العاطفة. وفرع على الجملتين أفلم ييأس الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا استفهاما إنكاريا إنكارا لانتفاء يأس الذين آمنوا ، أي فهم حقيقون بزوال يأسهم وأن يعلموا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا. وفي هذا الكلام زيادة تقرير لمضمون جملة قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب. [ ص: 145] و ييأس بمعنى يوقن ويعلم ، ولا يستعمل هذا الفعل إلا مع أن المصدرية ، وأصله مشتق من اليأس الذي هو تيقن عدم حصول المطلوب بعد البحث ، فاستعمل في مطلق اليقين على طريقة المجاز المرسل بعلاقة اللزوم لتضمن معنى اليأس معنى العلم وشاع ذلك حتى صار حقيقة ، ومنه قول سحيم بن وثيل الرياحي: أقول لهم بالشعب إذ ييسرونني ألم تأيسوا أني ابن فارس زهدم وشواهد أخرى. وقد قيل: إن استعمال يئس بمعنى علم لغة هوازن أو لغة بني وهبيل فخذ من النخع سمي باسم جد وليس هنالك ما يلجئ إلى هذا. لو ان قرانا سيرت به الجبال التي تتكون. هذا إذا جعل أن لو يشاء الله مفعولا ل ييأس ، ويجوز أن يكون متعلق ييأس محذوفا دل عليه المقام. تقديره: من إيمان هؤلاء ، ويكون أن لو يشاء الله مجرورا بلام تعليل محذوفة. والتقدير: لأنه لو يشاء الله لهدى الناس ، فيكون تعليلا لإنكار عدم يأسهم على تقدير حصوله.

لو ان قرانا سيرت به الجبال والوديان والصحاري والانهار

وقيل: الجواب متقدم ، وفي الكلام تقديم وتأخير; أي وهم يكفرون بالرحمن لو أنزلنا القرآن وفعلنا بهم ما اقترحوا. الفراء: يجوز أن يكون الجواب لو فعل بهم هذا لكفروا بالرحمن. الزجاج: ولو أن قرآنا إلى قوله: الموتى لما آمنوا ، والجواب المضمر هنا ما أظهر في قوله: " ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة " إلى قوله: " ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ". ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم - الآية 31 سورة الرعد. بل لله الأمر جميعا أي هو المالك لجميع الأمور ، الفاعل لما يشاء منها ، فليس ما تلتمسونه مما يكون بالقرآن ، إنما يكون بأمر الله. قوله تعالى: أفلم ييأس الذين آمنوا قال الفراء قال الكلبي: " ييأس " بمعنى يعلم ، لغة النخع; وحكاه القشيري عن ابن عباس; أي أفلم يعلموا; وقاله الجوهري في الصحاح. وقيل: هو لغة هوازن; أي أفلم يعلم; عن ابن عباس ومجاهد والحسن. وقال أبو عبيدة: أفلم يعلموا ويتبينوا ، وأنشد في ذلك أبو عبيدة لمالك بن عوف النصري: أقول لهم بالشعب إذ ييسرونني ألم تيأسوا أني ابن فارس زهدم ييسرونني من الميسر ، وقد تقدم في " البقرة " ويروى يأسرونني من الأسر. وقال رباح بن عدي: ألم ييئس الأقوام أني أنا ابنه وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا في كتاب الرد " أني أنا ابنه " وكذا ذكره الغزنوي: ألم يعلم; والمعنى على هذا: أفلم يعلم الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا من غير أن يشاهدوا الآيات.

لو ان قرانا سيرت به الجبال المنفردة

بمضمون الشرطية، وبعدم تحقق مقدمها المنفهم من مكابرتهم، حسبما تحكيه كلمة لو ، فالوصف المذكور من دواعي إنكار يأسهم. وقيل: إن أبا جهل وأضرابه قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنت نبيا سير بقرآنك الجبال عن مكة حتى تتسع لنا، ونتخذ فيها البساتين، والقطائع. وقد سخرت لداود عليه السلام، فلست بأهون على الله منه إن كنت نبيا كما زعمت، أو سخر لنا به الريح كما سخرت لسليمان عليه السلام. لنتجر عليها إلى الشام ، فقد شق علينا قطع الشقة البعيدة، أو ابعث لنا به رجلين، أو ثلاثة ممن مات من آبائنا، فنزلت ، فمعنى تقطيع الأرض، حينئذ قطعها بالسير، ولا حاجة حينئذ إلى الاعتذار في إسناد الأفاعيل المذكورة إلى القرآن. القرآن الكريم - تفسير البغوي - تفسير سورة الرعد - الآية 31. كما احتيج إليه في الوجهين الأولين. وعن الفراء أنه متعلق بما قبله. من قوله: "وهم يكفرون بالرحمن وما بينهما اعتراض وهو بالحقيقة دال على الجواب. والتقدير: ولو أن قرآنا سيرت به الجبال، أو قطعت به الأرض، أو كلم به الموتى لكفروا بالرحمن، والتذكير في كلم به الموتى لتغليب المذكر من الموتى على غيره ولا يزال الذين كفروا من أهل مكة تصيبهم بما صنعوا أي: بسبب ما صنعوه من الكفر، والتمادي فيه، وعدم بيانه، إما للقصد إلى تهويله، أو استهجانه، وهو تصريح بما أشعر به بناء الحكم على الموصول من علية الصلة له مع ما في صيغة الصنع من الإيذان برسوخهم في ذلك.

لو ان قرانا سيرت به الجبال التي تتكون

والمراد: بوعد الله: ما وعد به من فتح مكة.

لقد صنع في هذه النفوس وبهذه النفوس خوارق أضخم وأبعد آثارا في أقدار الحياة ، بل أبعد أثرا في شكل الأرض ذاته. فكم غير الإسلام والمسلمون من وجه الأرض ، إلى جانب ما غيروا من وجه التاريخ?! وإن طبيعة هذا القرآن ذاتها. طبيعته في دعوته وفي تعبيره. طبيعته في موضوعه وفي أدائه. طبيعته في حقيقته وفي تأثيره.. إن طبيعة هذا القرآن لتحتوي على قوة خارقة نافذة ، يحسها كل من له ذوق وبصر وإدراك للكلام ، واستعداد لإدراك ما يوجه إليه ويوحي به. لو ان قرانا سيرت به الجبال اول متوسط. والذين تلقوه وتكيفوا به سيروا ما هو أضخم من الجبال ، وهو تاريخ الأمم والأجيال ؛ وقطعوا ما هو أصلب من الأرض ، وهو جمود الأفكار وجمود التقاليد. وأحيوا ما هو أخمد من الموتى. وهو الشعوب التي قتل روحها الطغيان والأوهام. والتحول الذي تم في نفوس العرب وحياتهم فنقلهم تلك النقلة الضخمة دون أسباب ظاهرة إلا فعل هذا الكتاب ومنهجه في النفوس والحياة ، أضخم بكثير من تحول الجبال عن رسوخها ، وتحول الأرض عن جمودها ، وتحول الموتى عن الموات! ( بل لله الأمر جميعا). وهو الذي يختار نوع الحركة وأداتها في كل حال. فإذا كان قوم بعد هذا القرآن لم تتحرك قلوبهم فما أجدر المؤمنين الذي يحاولون تحريكها أن ييأسوا من القوم ؛ وأن يدعوا الأمر لله ، فلو شاء لخلق الناس باستعداد واحد للهدى ، فلهدى الناس جميعا على نحو خلقة الملائكة لو كان يريد.