كيف أبعد عن المعاصي والذنوب - موضوع

الأخت الفاضلة: لا شك أن تكرار الذنب والوقوع المتكرر فيه علامة على ضعف الإيمان، وقوة الشهوة الدافعة إلي المعصية، وأما مسألة الإصرار التي قرأت عنها فأحب أن أوضح لك معناها ابتداء، حتى لا تسقطي الأحكام على غير مرادها. كيف أترك المعاصي - المندب. يعرف أهل اللغة الإصرار بقولهم: هـو الإقـامة على الشيء والمداومة عليه، بحيث يعزم وهـو العـزم بالقلب على الأمر، وترك الإقلاع عنه، وشرعاً هـو: الإقـامة على فعل الذنب أو المعصية، مع العلم بأنها معصية دون الاستغفار أو التوبة. في التعريف الشرعي ما يؤكد على أن الإصرار علامته الإقامة على فعل الذنب، مع العلم أنها معصية، ومع ذلك لا يستغفر العبد ولا يتوب، هذا هو الإصرار الذي نعيذك بالله أن تكوني قد وقعت فيه، على أن سؤالك يدل على أنك ترتكبين المعصية وتتوبين، ولكنك لا تجدين ذلك القلب الصاغر الذليل، وهذا هو المشكل الرئيس عندك. لأجل أن تتخلصي من هذا الأمر أنصحك أيتها الفاضلة بما يلي: 1- رجاء بالله لا ينقطع: أول ما ينبغي أن أنبهك إليه هو أن رجاءك في الله لا ينبغي أن ينقطع، فهو أقرب إليك من حبل الوريد، وهو سبحانه الذي يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، وهو القائل سبحانه:"قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً" فمهما كان الذنب فالله عز وجل يغفر ويرحم فهو القائل سبحانه "ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم" فأملي في الله خيراً -أختنا الفاضلة-.

كيف أترك المعاصي - سطور

ليس في الدنيا والآخرة من شر وشقاء إلا وسببه الذنوب والمعاصي: 1- فالمعاصي تزيل النعم وتجلب النقم: فما زالت عن العبد نعمة وما حلَّت به نقمة إلا بذنب: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾ [الشورى: 30]. قال علي رضي الله عنه: "ما نزل بقوم بلاء إلا بذنب، وما رُفِع عنهم إلا بتوبة" [1]. 2- والمعاصي سبب الأوجاع والطواعين والأمراض التي لم تكن في السابقين: كما قال صلى الله عليه وسلم: (خمس إذا ابتُليتُم بهنَّ - وأعوذ بالله أن تُدركوهنَّ - لم تَظهر الفاحشة في قوم قط حتى يُعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا... كيف أترك المعاصي - صفاقس عاصمة الجنوب. )؛ (رواه ابن ماجه والبيهقي والحاكم، وقال: صحيح الإسناد وحسَّنه الألباني). 3- والمعاصي سبب ظلمة القلب: قال عبدالله بن عباس: "إن للحسنة ضياءً في الوجه، ونورًا في القلب، وسَعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سوادًا في الوجه، وظلمة في القلب، وضيقًا في الرزق، وبُغضًا في قلوب الخلق" [2]. 3- والمعاصي تحرم الطاعة: كما قيل: كم نظرة منعت قيام ليلة! وكم أكلة منعت قراءة سورة! قال ابن القيم رحمه الله: "فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أنه يصد عن طاعة تكون بَدَلَه، ويقطع طريق طاعة أخرى، فينقطع عليه طريق ثالثة ثم رابعة، وهَلُمَّ جَرًّا، فينقطع عليه بالذنوب طاعات كثيرة، كل واحدة منها خير من الدنيا وما عليها.... " [3].

كيف أترك المعاصي - صفاقس عاصمة الجنوب

مختصر خطبة صلاة الجمعة 19/ 6/ 2018 للشَّيخ الطَّبيب محمَّد خير الشَّعَّال, في جامع أنس بن مالك، دمشق - المالكي (كيف أترك المعصية؟) - واحدٌ من هموم الشاب المؤمن خاصة والإنسان المسلم عامة سعيه لترك المعصية؛ يعلم أنه بشر يخطئ حيناً ويقصّر حيناً ويخالف أمر خالقه عن ضعف منه حينا آخر. تؤلمه معاصيه وتوجعه مخالفاته، ويهتم ويحزن ويسأل: كيف أترك المعصية؟ - أرسل شاب لأحد الشيوخ يوماً رسالة يقول فيها: ما تقول السادة العلماء في رجل ابتُلي ببلية من المعاصي وعلِم إن استمرت به أفسدَت عليه دنياه وآخرته، وقد اجتهد في دفعها عن نفسه بكلِّ طريق فما يزداد إلا توقداً وشدَّة... ؟! جاء جواب الشيخ في مقدِّمة وثلاثة أدوية، وهو كتاب نافع اسمه "الدَّاء والدَّواء"، هذه خلاصتها: أما مقدِّمة الجواب فقال للشَّاب أمرين اثنين: الأمر الأوَّل: اعلم أنَّه لكلِّ داءٍ دواء، « مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً » [ رواه البخاري]. الأمر الثَّاني: اعلم أنَّك أحسنت إذ سألت العلماء، « إِنَّمَا شِفَاءُ الْعِيِّ السُّؤَالُ » [ رواه أبو داود]. كيف أترك المعاصي - سطور. وأمَّا الأدوية الثَّلاثة للمعاصي فهي: الدَّواء الأوَّل: القرآن الكريم: فمن ابتُلي بمعصية فليجعل لنفسه ورداً يومياً من قراءة القرآن الكريم وفهمه، وليعمل به ما استطاع، وليعلِّمه لغيره؛ لأنَّ الله تعالى قال: { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء:82].

كيف أترك المعاصي - المندب

محتويات ١ المعاصي ٢ كيفية ترك المعاصي ٣ إزالة أثر المعاصي ٣. ١ المداومة على الاستغفار ٣.

وقال: { قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت:44]. الدَّواء الثَّاني: الدُّعاء بإلحاح وإصرار: إذا تمكَّن منك ذنب أو معصية فَفِرَّ إلى الله عزَّ وجلَّ، واطلب منه أن يدفع ذلك عنك، فالدُّعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب، والدُّعاء سلاح المؤمن، وإن الله تعالى يحبُّ الملحِّين في الدُّعاء. قال صلى الله عليه وسلم: « دعْوةُ ذِي النُّونِ إذ دعا في بطنِ الحوتِ، قال: لا إِله إلا أنت، سبحانك، إنِّي كنت من الظَّالمين، فإنَّه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له » [رواه الترمذي]. الدَّواء الثَّالث: العلم بأضرار الذُّنوب والمعاصي: فالمعاصي للقلوب كالسُّموم للأبدان، وهل في الدُّنيا والآخرة شرور إلا سببها المعاصي والذُّنوب؟!. فمن أضرار الذنوب والمعاصي: زوال النعم، وحلول النقم، وحرمان العلم، وحرمان الرزق، والوحشة التي تحصل له بينه وبين الناس، ولاسيما أهل الخير منهم، وتعسير أموره عليه، فلا يتوجه لأمر إلا يجده مغلقاً دونه أو متعسراً عليه، وظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم إذا ادلهم، وتقوى هذه الظلمة حتى تعلو الوجه. وأضيف إلى هذه الأدوية الثلاثة دواءً رابعاً وهو اللحاق بمجالس العلم والذكر: إذ تحف الملائكة بهذه المجالس وتنزل السكينة في أهلها ويذكر الله جلاسها فيمن عنده، ولا يشقى جليسها.

مَن سرَّتهُ حسنتُهُ وساءتْهُ سَيِّئتُهُ فذلِكم المؤمنُ) [١٠]. أخرجه الترمذي في السنن. الابتعاد عن الأشخاص السيئين أو أصدقاء السوء، ومصاحبة الأشخاص الصالحين؛ لأنّ الصديق الصالح له دورٌ كبيرٌ في الهداية وترك الذنوب والمعاصي، قال الله سبحانه: (الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [١١] وقال رسول الله – عليه الصلاة والسلام-: ( المرءُ على دينِ خليلِه فلينظُرْ أحدُكم من يخالِلُ) [١٢] الابتعاد عن أماكِن الشبهات، والمحرّمات، وأماكن السفور. المُبادرة والسباق إلى فعل الخير والصّدقة للمُحتاجين. الدعاء للنّفس دائماً بالهداية؛ وذلك لما للدّعاء من دورٍ مهم في الإقلاع عن الذنوب وتركها، ومن الأدعية المهمّة التي دعا بها أنبياء الله سبحانه دعاء سيّدنا يونس عليه السلام الوارد في قول الله تعالى: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [١٣] المراجع ↑ رواه الذهبي، في سير أعلام النبلاء، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 15/509، إسناده صحيح. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3334، حسن. ↑ أبو ياسر محمد بن مطر بن عثمان آل مطر الزهراني (1411)، من أعلام أهل السنة والجماعة عبد الله بن المبارك (الطبعة الأولى)، السعودية: مكتبة الصديق، صفحة 39.