ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق – حكم الكلام في خطبة الجمعة

أهمية الموضوع: إن لدراسة التباس الحق بالباطل أهمية كبرى لما ينتج عن ذلك التلبيس من تزييف وفتنة يكون لها الأثر السيء والضرر البالغ في تضليل الأمة وتحريف الحقائق وتزوير الأحداث، ويمكن توضيح أهمية الموضوع في الأمور التالية: 1- القيام بالعبودية لله - تعالى -لا يتم إلا بالإخلاص له - سبحانه وتعالى -، وأن تكون العبادة على بصيرة باتباع ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم -، والبصيرة بالدين لا تتحقق مادام أن الباطل ملتبساً بالحق، مما يلزم تنقية الحق من الباطل قال - تعالى -: ((قَد تَبَيَّنَ الرٌّشدُ مِنَ الغَيِّ)) [البقرة: 56]. 2- كثرة التلبيس والتضليل في عصرنا بوسائل إعلامية ماكرة مضللة تلبس على الناس دينهم وتخلط الحق بالباطل، بل وصل الأمر لدرجة قلب الحقائق وإظهار الحق في صورة الباطل والباطل في صورة الحق، وذلك لطمس الحق أو تشويهه وتشويه حملته والداعين إليه، فكان لابد من إزالة هذا اللبس لإحقاق الحق وإبطال الباطل بقدر المستطاع ((لِيُحِقَّ الحَقَّ وَيُبطِلَ البَاطِلَ وَلَو كَرِهَ المُجرِمُونَ)) [الأنفال: 8]. 3- السكوت المزعج لكثير من العلماء وطلبة العلم في ديار الإسلام أمام كثير من المستجدات والنوازل التي تبحث فيها الأمة عن الموقف الشرعي إزاء تلك النوازل، مما حدا بذوي القلوب المريضة في غيبة العلماء أن يلبسوا على الأمة أمرها، وتكلمت الرويبضة في أمر العامة، والأدهى والأمر أن من أهل العلم من يساهم في هذا التلبيس فتراه يسمي الأمور بغير أسمائها، وينزل النوازل في غير مناطاتها، بل قد يثني على المبطلين ويغض من قدر المصلحين، فإلى الله المشتكى.

ولا تلبسوا الحق بالباطل ( 1- 3 )

وصدق الله العظيم: ﴿ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [المائدة: 50]. ولا تلبسوا الحق بالباطل ( 1- 3 ). وكأنهم يريدون أن يشرِّعوا مع الله، وكان الواجب على أمثال هؤلاء أن يعرِفوا قدرهم، وأن يُعطُوا القوسَ باريَها، فإن الكلام في مسائل الدين توقيعٌ عن ربِّ العالمين، كما أن مسائل الطبِّ وقضاياه لا يتكلم فيها إلا المتخصصون في طب الأبدان، فمن باب أَولى يجب ألا يَتكلَّمَ في مسائل الشرع وقضاياه إلا المتخصصون في علم الأديان، ولكن كما قال الله عز وجل: ﴿ وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ﴾ [المائدة: 41]، وقال تعالى: ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ [فاطر: 8]. وقد أحسن القائل: يُقضـى على المرء في أيامِ مِحْنَتِهِ ♦♦♦ حتى يَرى حسنًا ما ليس بالحَسَنِ [3] وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((مِن حُسنِ إسلام المرء تركُه ما لا يَعنيه)) [4]. وقال صلى الله عليه وسلم: (( دَعْ ما يَريبُك إلى ما لا يَريبُك)) [5]. ﴿ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ ﴾: الواو: عاطفة، فالجملة معطوفة على قوله: ﴿ وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ ﴾ [البقرة: 42]، فالفعل "تكتموا" مجزوم بما جُزِم به "تلبسوا" أي: ولا تكتموا الحق، فنهاهم عن كتمان الحق، كما نهاهم عن لبسِ الحق بالباطل.

آية و5 تفسيرات.. ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون - اليوم السابع

ثم يغري الناس باتباع باطله، واختيار موقفه. وربما يَرُوج الباطل بما معه من الحق، وهذا هو التلبيس والتضليل والعياذ بالله. ثم يتمم تلبيسه بتتبعه لأخطاء خصومه وهفواتهم، ولا يدري أن ما معه من حق، وما تتبعه من أخطاء خصومه لا يشفع له عند ربه في الباطل الذي يريد أن يخفيه بهذا الصنيع. ومن العجيب، أنك لا تجد موقفا ضالًا، أو ظلمًا بيِّنًا في داخل العالم الإسلامي، إلا وجدت معه بعض المُعمَّمين من المنتسبين للعلم والدين! آية و5 تفسيرات.. ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون - اليوم السابع. لقد حيرتني بعض المواقف وأنا أشاهد بعض العلماء يختارون لأنفسهم موقفًا في غاية الظلم والضلال، كمن ينحاز ويدافع عما يفعله النظام النصيري في الشعب السوري! إن شراء الذمم وحده لا يكفي في تفسير المشهد! وحين تسمع لحديث بعضهم وتبريره يتكشّف لك معنى الآية: { وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ} [البقرة من الآية:42] معه بعض الحق، فامتطاه ليصل به إلى الباطل، وهو في صنيعه هذا يحاول أن يقنع نفسه قبل أن يقنع الآخرين، حتى إذا تطاول به الزمن أَلِف الموقف واطمأنّ إليه. إن هذه الآية تخص أهل العلم أكثر من غيرهم، فإن في تلبيسهم إفسادًا كبيرًا. ومن اتقى الله وخاف مقامه بين يدي ربه، كان من هذا التلبيس على خوف وحذر، فإن له في النفس خفايا وزوايا، وله عمل في دهاليز النفس البشرية يطّلع عليها من يعلم السر وأخفى: { بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ.

وقوله تعالى (وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) جملة حالية، أى وأنتم من ذوى العلم، ولا يناسب من كان كذلك أن يكتم الحق، أو يلبسه بالباطل، وإذا كان هذا الفعل - وهو لبس الحق بالباطل، أو كتمانه وإظهار الباطل وحده - يعد من كبائر الذنوب، فإن وقعه يكون أقبح، وفساده أكبر، وعاقبته أشأم متى صدر من عالم فاهم، يميز بين الحق والباطل. ففى هذه الجملة الكريمة بيان لحال بنى إسرائيل، المخاطبين بهذا النهى، وتبكيت لهم، لأنهم لم يفعلوا ما فعله عن جهالة، وإنما عن علم وإصرار على سلوك هذا الطريق المعوج. قال أبو حيان فى البحر: " وهذه الحال، وإن كان ظاهرها أنها قيد فى النهى عن اللبس والكتم، فلا تدل بمفهومها على جواز اللبس والكتم حالة الجهل، إذ الجاهل بحال الشيء لا يردى كونه حقاً أو باطلا، وإنما فائدتها بيان أن الإِقدام على الأشياء القبيحة، مع العلم بها، أفحش من الإِقدام عليها مع الجهل.

السؤال: ما حكم ترك خطبة الجمعة من دون عذر؟ ثمّ الحضور بداية الإقامة للصّلاة. وجزاك الله خيراً. الإجابة: الحمد لله والصلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: من تعمّد عدم حضور خطبتي الجمعة فهو آثم ويدل على ذلك قوله سبحانه وتعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [سورة الجمعة،9]. حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة. فقوله تعالى: { فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} والمراد بذكر الله هنا خطبة الجمعة، ولأنّ الله تعالى أنكر على الصّحابة الذّين تركوا الخطبة مع النّبي صلّى الله عليه وسلم لما قدمت عير التّجارة، فقال تعالى: { وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين} [الجمعة،11]. ولا إنكار إلاّ على ترك واجب، وفي الصّحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: " من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة - أي ناقة - ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون " (رواه البخاري ومسلم).

حُكْمُ خُطبَةِ الجُمُعةِ - الموسوعة الفقهية - الدرر السنية

أهمية التزيُّن لها والاغتسال والتطيُّب قبل الذهاب إلى المسجد لما في ذلك من أجر كبير.

حكم إلقاء خطبة الجمعة بغير العربية - الموسوعة الفقهية - الدرر السنية

فحضور خطبة الجمعة واجب، ولا يجوز لأحد أن يترك حضور خطبة الجمعة عمداً، ولا يأتي إلاّ عند إقامة الصّلاة فإنّ فعل ذلك فهو آثم، وعليه التّوبة والمبادرة والتّبكير في الحضور، وصلاته صحيحة. والله أعلم. 20 2 106, 281

حكم الإنصات والاستماع لخطبة الجمعة – جربها

، والحَنابِلَة ((الفروع)) لابن مفلح (3/170)، ((كشاف القناع)) للبهوتي (2/34). عند الحنابلةِ تصحُّ مع العجزِ. ، وبه قال أبو يُوسُفَ ومحمَّدُ بنُ الحسنِ من الحَنَفيَّة ((حاشية ابن عابدين)) (2/147). وهي عندهما شرط إلَّا عند العجز عن العربية، فتُجزئ الخطبة بغيرها. حكم إلقاء خطبة الجمعة بغير العربية - الموسوعة الفقهية - الدرر السنية. يُنظر المرجع السابق. الأدلَّة: أولًا: من السُّنَّة قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((صلُّوا كما رأيتُمونِي أُصلِّي)) رواه البخاري (631). ، وقد كانَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَخطُبُ بالعربيَّة ((المجموع)) للنووي (4/521، 522). ثانيًا: أنَّه ذِكرٌ مفروضٌ فشُرِطَ فيه العربيَّةُ، كالتشهُّدِ وتَكبيرةِ الإحرامِ ((المجموع)) للنووي (4/521، 522). القول الثاني: لا يُشترطُ أن تكونَ الخطبةُ باللغةِ العربيةِ [5708] لكنَّ الأحسنَ أداءُ مقدِّماتِ الخطبةِ، وما تتضمَّنه مِن آياتٍ قرآنيةٍ باللغةِ العربيةِ؛ لتعويدِ غيرِ العربِ على سماعِ العربيةِ والقرآنِ، مما يسهِّل عليهم تعلمَها، وقراءةَ القرآنِ باللغةِ التي نزل بها، ثم يتابعُ الخطيبُ ما يعظُهم به بلغتهم التي يفهمونها. ينظر: قرار مجمع الفقه الإسلامي رقم: 21 (5/5) حول خطبة الجمعة والعيدين بغير العربية في غير البلاد العربية.

وقال الحكم وحماد وأبو حنيفة من أدرك التشهد مع الإمام، أدرك الجمعة، فيصلى بعد سلام الإمام ركعتين، وتمت جمعته. دليلنا الحديث الذى ذكرته عن رواية البخاري ". وعليه؛ فمن فاتته خطبة الجمعة وأدرك الإمام في الصلاة، نوى جمعة وصلى ركعتين،، والله أعلم. 32 16 277, 298