• الآيات 6 - 10 - عدد القراءات: 3587 - نشر في: 05--2008م ﴿إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَة الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظاً مِّن كُلِّ شَيْطَـن مَّارِد (7) لاَّ يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإ الاَْعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِب (8) دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10)﴾ التّفسير حفظ السماء من تسلّل الشياطين! الآيات السابقة تحدّثت عن طوائف الملائكة المكلّفة بتنفيذ المهام الجسام، والآيات التالية- موضوع البحث- ستتحدّث عن الطائفة المقابلة لها، أي الشياطين وعن مصيرهم. ويمكن أن تكون هذه الآيات مقدّمة لدحض معتقدات مجموعة من المشركين الذين يعبدون الشياطين والجنّ، وتتضمّن كذلك درساً في التوحيد بين طيّاتها. موقع هدى القرآن الإلكتروني. تبدأ الآية بالقول: (إنّا زيّنا السماء الدنيا بزينة الكواكب) ( 1) فلو رفع أحدنا ببصره نحو السماء في إحدى الليالي المظلمة، لتجسّم في بصره منظر جميل يسحر الإنسان. وكأنّ الكواكب تتحدّث معنا بلسانها الصامت، لتكشف لنا أعن أسرار الخلق، وأحياناً تكون شاعرة تنشد لنا أجمل القصائد الغزلية والعرفانية، وإغماضها وتواريها، ومن ثمّ إبراقها ولمعانها، يوضّح أسرار العلاقة الموجودة بين العاشق والمعشوق.
وقرأ ذلك عامة قراء الكوفيين بعد لا يسمعون بمعنى: لا يتسمعون، ثم أدغموا التاء في السين فشددوها. وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصواب قراءة من قرأه بالتخفيف، لأن الأخبار الواردة عن رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم وعن أصحابه، أن الشياطين قد تتسمع الوحي، ولكنها ترمى بالشهب لئلا تسمع.
وجملة: (لا يسّمّعون) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (يقذفون) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يسّمّعون. (9) (دحورا)، مفعول مطلق نائب عن المصدر فهو مرادفه، الواو عاطفة (لهم) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ عذاب.. وجملة: (لهم عذاب) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا يسّمّعون. (10) (إلّا) للاستثناء (من) موصول في محلّ رفع بدل من فاعل يسّمّعون، (الخطفة) مفعول مطلق منصوب الفاء عاطفة. وجملة: (خطف).. لا محلّ لها صلة الموصول (من). القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة الصافات - الآية 6. وجملة: (أتبعه شهاب) لا محلّ لها معطوفة على جملة خطف... الصرف: (7) مارد: اسم فاعل من الثلاثيّ مرد باب كرم، وزنه فاعل وهو بمعنى العاتي. (9) دحورا: مصدر دحر باب فتح، وزنه فعول بضمّتين. (10) الخطفة: مصدر مرّة من الثلاثيّ خطف باب فرح، وزنه فعلة بفتح فسكون. (ثاقب)، اسم فاعل من الثلاثيّ ثقب، وزنه فاعل.
صالح العجيري فبين ملامحه ألمح ملامح أبي وآباء الزمن الجميل. * نقلا عن " القبس" تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط. اختيار المحررين
مثل نوره الذي يهدي إليه، وهو الإيمان والقرآن في قلب المؤمن كمشكاة، وهي الكُوَّة في الحائط غير النافذة، فيها مصباح، حيث تجمع الكوَّة نور المصباح فلا يتفرق، وذلك المصباح في زجاجة، كأنها -لصفائها- كوكب مضيء كالدُّر، يوقَد المصباح من زيت شجرة مباركة، وهي شجرة الزيتون، لا شرقية فقط، فلا تصيبها الشمس آخر النهار، ولا غربية فقط فلا تصيبها الشمس أول النهار، بل هي متوسطة في مكان من الأرض لا إلى الشرق ولا إلى الغرب، يكاد زيتها -لصفائه- يضيء من نفسه قبل أن تمسه النار، فإذا مَسَّتْه النار أضاء إضاءة بليغة، نور على نور، فهو نور من إشراق الزيت على نور من إشعال النار، فذلك مثل الهدى يضيء في قلب المؤمن. والله يهدي ويوفق لاتباع القرآن مَن يشاء، ويضرب الأمثال للناس؛ ليعقلوا عنه أمثاله وحكمه. والله بكل شيء عليم، لا يخفى عليه شيء.
حدثنا ابن وكيع وأحمد بن يحيى الصوفي قالا ثنا عبيد الله، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس، قال: كانت الجن يصعدون إلى السماء الدنيا يستمعون الوحي، فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها تسعا، فأما الكلمة فتكون حقا، وأما ما زادوا فيكون باطلا فلما بُعث النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم مُنِعوا مقاعدَهم، فذكروا ذلك لإبليس، ولم تكن النجوم يُرْمى بها قبل ذلك، فقال لهم إبليس: ما هذا إلا لأمر حدث في الأرض، فبعث جنوده، فوجدوا رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قائما يصلي، فأتوه فأخبروه، فقال: &; 21-13 &; هذا الحدث الذي حدث. حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا عبد الله بن رجاء، قال: ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس، قال: كانت الجن لهم مقاعد، ثم ذكر نحوه.