كل رسول نبي وليس كل نبي رسول

* قال ابن أبي العز الحنفي: وما من أحد ادعى النبوة من الكذابين إلا وقد ظهر عليه من الجهل والكذب والفجور واستحواذ الشيطان عليه ما ظهر لمن له أدنى تمييز فان الرسول لا بد أن يخبر الناس بأمور ويأمرهم بأمور ولا بد أن يفعل أمورًا يبين بها صدقه والكاذب يظهر في نفس ما يأمر به ويخبر عنه وما يفعله ما يبين به كذبه من وجوه كثيرة والصادق ضده بل كل شخصين ادعيا أمرًا أحدهما صادق والآخر كاذب لا بد أن يظهر صدق هذا وكذب هذا ولو بعد مدة إذ الصدق مستلزم للبر والكذب مستلزم للفجور.

خالد الجندي: ليس كل نبي رسول

{ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} فيه ثلاثة أوجه: أحدها: فإذا جاء رسولهم يوم القيامة قضي بينهم ليكون رسولهم شاهداً عليهم ، قاله مجاهد. الثاني: فإذا جاء رسولهم يوم القيامة وقد كذبوه في الدنيا قضى الله تعالى بينهم وبين رسولهم في الآخرة ، قاله الكلبي. [53 -858] هل كل نبي رسول، وليس كل رسول نبي؟ - الشيخ صالح الفوزان - YouTube. الثالث: فإذا جاء رسولهم في الدنيا واعياً بعد الإذن له في الدعاء عليهم قضى الله بينهم بتعجيل الانتقام منهم ، قاله الحسن. والأمة في القران ليست شرطا امة الرسول او امة الدين بل هي طائفة في كثير منه، قال الله تعالى ( وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران/104] أي من المؤمنين. وقال تعالى ( لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ [آل عمران/113].

[53 -858] هل كل نبي رسول، وليس كل رسول نبي؟ - الشيخ صالح الفوزان - Youtube

أمرَنا اللهُ تعالى بأن نتدبَّرَ آياتِ قرآنِه العظيم تدبُّراً يحولُ دونَ أن نُحكِّمَ فيها عقولَنا وبما يجعلُنا مُلزَمين بأن نعملَ بما تقضي به عقولُنا حتى وإن كان في ذلك ما يتعارضُ مع رسالةِ القرآنِ العظيم! فإذا كانت عقولُنا تأبى أن تُصدِّقَ بأنَّ ذاتَ المعنى قد تُعبِّرُ عنه كلمتانِ قرآنيتان تتباينان في المبنى، فإنَّ تدبُّرَ القرآنِ العظيم يُلزِمُنا بألا نعملَ بما أشارت به علينا عقولُنا! فكلمتا "الرسول" و"النبي" في قرآنِ اللهِ العظيم تنطويانِ على ذاتِ المعنى، وهذا هو ما بوسعِنا أن نتبيَّنَه بتدبُّر ما جاءتنا به سورةُ البقرة في الآيةِ الكريمة 213 منها (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ).

الفرق بين النبيّ والرّسول هناك عدد من الفروق بين النبيّ والرّسول ذكرها العلماء، وهذه الفروق كالآتي: النبيّ هو من نَبَّأَهُ الله بخبر السّماء، فإن أُمِرَ بتبليغ غيره فهو نبيٌ رسول، وإن لم يُؤمَر بذلك فهو نبيٌ وليس برسول. قيل: الرّسول من أُرسِلَ إلى قومٍ مُخالِفين، مثل نوح عليه السّلام، والنبيّ هو من لم يُرسَل إلى قومٍ مُخالِفين وإن أُمِر بتبليغ الدّعوة. الرّسول أَخَصُّ من النبيّ؛ أي أنَّ كلّ رسولٍ نبيّ، وليس كلّ نبيّ رسولاً، وعليه، تكون الرّسالة أعمُّ من النبوّة من الجهة نفسها، فالرّسالة تتناول النبوّة وغيرها، وأخصُّ من النبوّة من جهة أهلها.