فضل العمرة في رمضان

[1] شاهد أيضًا: يحرم على المرأة عند أداء طواف العمرة مزاحمة حُكم العمرة في شهر رمضان إن حكم العمرة في شهر رمضان من الأمور المشروعة بإجماع العلماء، ولكن أختلف العلماء في حكم العمرة التكليفي، حيث أنهم انقسموا إلى قولان، نذكرهم فيما يلي: القول الأول: قال بأن العمرة سنة مؤكدة، وهذا قول الاحناف والمالكية، ودليلهم على ذلك حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه "أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سُئلَ عنِ العمرةِ أواجبةٌ هيَ؟ قال: لا، وأنْ تعتمِروا هوَ أفضلُ". القول الثاني: قال بأن العمرة واجبة، وهذا القول قال به الحنابلة والشافعيّة، وكان دليلهم على ذلك قول الله سبحانه وتعالى "وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّـهِ". والأمر يفيد الوجوب إذا تم بناء الأمر على القاعدة الأصولية، وبذلك تكون العمرة واجبة في حكمها التكليفي، وهذه القاعدة تقول أنها عطفت على الحج فلذلك تكون واجبة معه وتشاركه فيها، والدليل على ذلك قول ما روي عن أبي رزينٍ رجلٌ من بني عامرٍ أنَّهُ قالَ "يا رسولَ اللَّهِ إنَّ أبي شيخٌ كبيرٌ لاَ يستطيعُ الحجَّ ولاَ العمرةَ ولاَ الظَّعن. فضل اداء العمره في شهر رمضان | المرسال. قالَ: احجج عن أبيكَ واعتمر". إن حكم العمرة في شهر رمضان مستحب، والدليل على ذلك ما روي عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما "قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: لاِمْرَأَةٍ مِنَ الأنْصَارِ سَمَّاهَا ابنُ عَبَّاسٍ فَنَسِيتُ اسْمَهَا ما مَنَعَكِ أَنْ تَحُجِّي معنَا؟ قالَتْ: لَمْ يَكُنْ لَنَا إلَّا نَاضِحَانِ فَحَجَّ أَبُو وَلَدِهَا وَابنُهَا علَى نَاضِحٍ وَتَرَكَ لَنَا نَاضِحًا نَنْضِحُ عليه، قالَ: فَإِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فَاعْتَمِرِي، فإنَّ عُمْرَةً فيه تَعْدِلُ حَجَّةً"، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.

  1. فضل اداء العمره في شهر رمضان | المرسال

فضل اداء العمره في شهر رمضان | المرسال

ذلك فضلُ العمرة الرمضانيّة على وجه العموم، وأما على وجه التفصيل فإن العمرة بصفتها الشرعيّة تتضمّن جملةً من الأعمال الصالحة التي ورد بخصوصها الأجر، فمن ذلك أجر الطواف، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (من طاف بالبيت أسبوعاً لا يضع قدماً، ولا يرفع أخرى إلا حطّ الله عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة، ورفع له بها درجة) أخرجه ابن حبّان، وصحّحه الألباني، وفي رواية أخرى: (من طاف سبعا، فهو كعِدْل رقبة) رواها النسائي. ودلّت السنّة أن النفقة التي يتكلّفها المرء لأداء هذه المناسك له فيها أجر، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لها في عمرتها: (إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك) رواه الحاكم. ولا ننسى ما جاء في فضل الحرمين من حديث جابر رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة في مسجدي –أي المسجد النبوي- أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه) رواه أحمد وابن ماجه، فللمعتمر في رمضان نصيبٌ وافرٌ من هذا الفضل العظيم، خصوصاً وأن الأجر ينمو ويزيد كلّما زاد عدد المصلّين بدلالة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده، وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل، وما كانوا أكثر فهو أحب إلى الله عز وجل) رواه النسائي.

فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتعهد أصحابه بالسؤال، ويتحرّى حول قيامهم بالأمور الواجبة عليهم، ويقوم بتحريضهم على الطاعة وفعل الأعمال الصالحة والخيّرة. وجاء نص الحديث كاملًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل أمّ سنان الأنصارية -رضي الله عنها-، وذلك بعد أن عاد من حجّة الوداع. ودار السؤال حول سبب عدم حجّها، فقالت إن المانع هو زوجها، فقد كانا يملكان بعيرًا فقط لا غير، وفي الحديث ذُكر "الناضح" وهو البعير الحامل الماء للسقيا. فقام زوجها بأداء الحج على أحدهما، والناضح الآخر كان كان لسقيا الأرض، فقام الرسول -صلى الله عليه وسلم- بإرشادها نحو العمل الذي يعدل ثوابه أداء الحجّ. وكان هو الاعتمار في شهر رمضان، لكن لا يشير ذلك إلى أنه يُسقط فريضة الحج عن المسلم ويقوم مقامها. وثواب العمل يزيد إن زاد شرف الوقت، كما يزداد إن كان القلب حاضرًا ومخلصًا بالقصد، ونص الحديث كاملًا فيما يلي: "لَمَّا رَجَعَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن حَجَّتِهِ قالَ لِأُمِّ سِنَانٍ الأنْصَارِيَّةِ: ما مَنَعَكِ مِنَ الحَجِّ؟ قالَتْ: أبو فُلَانٍ -تَعْنِي زَوْجَهَا- كانَ له نَاضِحَانِ، حَجَّ علَى أحَدِهِمَا، والآخَرُ يَسْقِي أرْضًا لَنَا.